تسارع انتشار الإنفلونزا يطلق مخاوف "الوباء المزدوج" في أوروبا

أشخاص يرتدون كمامات في ميدان تروكاديرو قرب برج إيفل بالعاصمة الفرنسية باريس. 6 ديسمبر 2021 - REUTERS
أشخاص يرتدون كمامات في ميدان تروكاديرو قرب برج إيفل بالعاصمة الفرنسية باريس. 6 ديسمبر 2021 - REUTERS
بروكسل-رويترز

عادت الإنفلونزا إلى أوروبا بمعدلٍ أسرع مما كان متوقعاً هذا الشتاء، بعد اختفائها تقريباً السنة الماضية، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن "وباءٍ مزدوجٍ" طويل الأمد مع فيروس كورونا، وسط شكوكٍ بشأن فاعلية لقاحات الإنفلونزا.

وقضت إجراءات الإغلاق ووضع الكمامات والتباعد الاجتماعي، التي أصبحت القاعدة في أوروبا أثناء تفشي كورونا، مؤقتاً خلال الشتاء الماضي على فيروس الإنفلونزا، الذي يقتل قرابة 650 ألف شخص على مستوى العالم سنوياً، وفقاً لبيانات الاتحاد الأوروبي.

ولكن الوضع تغير الآن مع بدء بعض الدول اعتماد تدابير أقل صرامة لمكافحة فيروس كورونا بفضل انتشار اللقاحات.

43 حالة في الأسبوع

وأظهرت بيانات "المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها" و"منظمة الصحة العالمية"، أنه منذ منتصف ديسمبر، ارتفع عدد حالات الإصابة بالإنفلونزا في وحدات العناية المركزة بشكلٍ تدريجي، لتصل إلى 43 حالةً في الأسبوع الأخير من السنة.

ويعتبر هذا العدد أقل بكثيرٍ من مستويات ما قبل الوباء، إذ تجاوز عدد الإصابات بالإنفلونزا في وحدات العناية المركزة 400 حالة في نفس الفترة من عام 2018، على سبيل المثال.

ولكن البيانات تظهر زيادةً كبيرةً في عدد حالات الإصابة مُقارنةً بالعام الماضي، إذ كانت هناك حالة إصابةٍ واحدة بالإنفلونزا في وحدة العناية المركزة في شهر ديسمبر بأكمله. 

متحورات جديدة

وتأتي مخاوف الاتحاد الأوروبي من وباء مزدوج في وقتٍ يحذر فيه العلماء من أن متحور "أوميكرون"، المتفشي على نطاقٍ واسعٍ في أوروبا، لن يكون النسخة الأخيرة من فيروس كورونا، متوقعين ظهور متحوراتٍ جديدة مستقبلاً.

وأشارت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، في تقرير، إلى أن كل إصابةٍ جديدةٍ تعطي الفيروس فرصة للتحور، لافتة إلى أن "أوميكرون" يختلف عن المتحورات السابقة بأنه ينتشر بشكلٍ أسرع، ما يعني وجود المزيد من الأشخاص الذين يمكن للفيروس أن يتطور داخلهم.

وقالت الوكالة إن الخبراء لا يعرفون كيف ستبدو المتحورات التالية، أو كيف يمكن أن تشكل الوضع الوبائي، لكنهم يقولون إنه لا يوجد ما يضمن أن المتحورات الجديدة ستسبب مرضاً أكثر اعتدالاً أو أن اللقاحات الحالية ستعمل ضدها.

ونقلت الوكالة عن عالم الأوبئة في "جامعة بوسطن" الدكتور ليوناردو مارتينيز، قوله: "كلما كان انتشار أوميكرون أسرع، زادت فرص حدوث طفرات، ما قد يؤدي إلى ظهور المزيد من المتحورات".

وتابعت الوكالة: "منذ ظهوره في منتصف نوفمبر الماضي، انتشر أوميكرون عبر الكرة الأرضية كالنار في الهشيم، إذ تظهر الأبحاث أنه ينتشر بشكل أسرع بمرتين على الأقل من متحور دلتا وأكثر بأربع مراتٍ على الأقل من النسخة الأصلية من الفيروس".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات