العلاج بـ"بلازما الدم" يزيد من خطر الفيروسات المتحورة

رجل يتبرع بالبلازما في مدينة ووهان الصينية بعد تعافية من كورونا - AFP
رجل يتبرع بالبلازما في مدينة ووهان الصينية بعد تعافية من كورونا - AFP
دبي-بلومبرغ

كشفت دراسة بريطانية، السبت، أن "استخدام بلازما الدم والمعروف باسم (بلازما فترة النقاهة) ، التي تبرع بها المتعافون من كورونا فرضت ضغوطاً على الفيروس لإجباره على التحور".

وأشارت الدراسة إلى أن التحور تسبب "بتقليل حساسية الفيروس للأجسام المضادة للجهاز المناعي والتي تقاوم العدوى"، بحسب تقرير نشرته دورية "نيتشر".

وأمضى أطباء بريطانيون، بحسب وكالة "بلومبرغ"، أكثر من 100 يوم في علاج أحد المتعافين من مرض السرطان، وثقوا كيفية تحور الفيروس بعد تقديم علاج بلازما الدم للمصاب.

وأشارت الدراسة إلى أن إستخدام بلازما الدم والتي تبرع بها متعافون من "كوفيد-19"، فرضت ضغوطاً كافية على الفيروس لإجباره على التحور، ما نتج عنه حساسية أقل للأجسام المضادة للجهاز المناعي التي تقاوم العدوى.

وقال رافيندرا غوبتا، كبير الباحثين في التقرير وأستاذ علم الأحياء الدقيقة الإكلينيكي في معهد كامبريدج لعلم المناعة العلاجي والأمراض المعدية: "بينما لا يبدو أن البلازما في فترة النقاهة أضرت بالمريض، إلا أنها لم تقدم له أي فائدة واضحة".

وأضاف غوبتا: "يجب استخدام علاج البلازما بحذر مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية مزمنة، ويفضل أن يكون ذلك في تجارب إكلينيكية أو بيئات خاضعة للرقابة بعناية"، وفقاً لـ"بلومبرغ".

وأشار التقرير البريطاني إلى ظهور تحورات فيروسية عدة بين المرضى الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة وأمراض مزمنة.

وبيّن كبير الباحثين أنه "عندما تتاح الفرصة للفيروس للبقاء في جسم شخص واحد لفترة زمنية طويلة، والتكاثر لأسابيع وشهور، فإنه يتعلم كيف يقاوم الجهاز المناعي، وذلك من خلال الضغط على الفيروس".

وتابع غوبتا: "بصورة إجمالية، يتحور (كوفيد-19) ببطء، بسبب سرعة تنقل الفيروس ما يمنحه وقتاً أقل للتطور، ولكن المريض الذي عملنا على تشخيصه، حارب مع الأطباء المعالجين الفيروس على مدى 102 يوم منذ تشخيص حالته حتى وفاته".

وأرسل الفريق البريطاني عينات لإجراء التنميط الجيني، الأمر الذي سمح للباحثين بالتركيز على "أين وكيف ومتى تحور الفيروس المسبب للمرض وذلك بعد مرور الأشهر".

وتلقى المريض دورتين علاجيتين من عقار "ريميديسفير" الذي تنتجه شركة غيلياد ساينسز الأميركية، وذلك في أول شهرين من التشخيص، ما ساعد على إحداث تغيرات طفيفة في الفيروس، بحسب وكالة "بلومبرغ".

وبعد إعطاء المريض بلازما فترة النقاهة، كانت هناك تحولات كبيرة ودينامية في عدد الفيروسات، بما في ذلك في بروتين "سبايك"، والذي يستخدمه الفيروس للالتصاق بالخلايا السليمة وإصابتها، ما أثبت أن الفيروسات المتحورة قلت حساسيتها تجاه تحييد الأجسام المضادة والتي تتحكم في الفيروس.

 وتأتي دراسة حالة المريض بعد شهر تقريباً من الانتهاء من دراسة ضخمة على مستوى المملكة المتحدة لاختبار بلازما فترة النقاهة كعلاج، بعد اكتشاف أن عقار "ريميديسفير" والذي روج له الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب غير مجد.