"منظمة الصحة" تحذر من إهمال دراسة "كورونا طويل الأمد"

عامل في مجال الرعاية الصحية يفحص معدات الحماية الشخصية أثناء عمله داخل المنطقة الحمراء في مستشفى ميداني مخصص لفيروس كورونا في بوجور بإندونيسيا 9 فبراير 2021 - AFP
عامل في مجال الرعاية الصحية يفحص معدات الحماية الشخصية أثناء عمله داخل المنطقة الحمراء في مستشفى ميداني مخصص لفيروس كورونا في بوجور بإندونيسيا 9 فبراير 2021 - AFP
جنيف - أ ف ب

دعت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، لإجراء مزيد من البحوث حول فيروس "كورونا طويل الأمد" (كوفيد - 19) والاهتمام بالذين يعانون منه وتأهيلهم، وذلك خلال مؤتمر ضمّ خبراء تناقشوا حول هذه الحالة التي لا تزال غير مفهومة بما يكفي.    

وعقدت المنظمة هذا المؤتمر الأول من ضمن سلسلة تم الإعداد لها بهدف التوسّع في فهم أعراض ما بعد الإصابة بكورونا، ولم يشارك علماء وأطباء فحسب، بل أيضاً أشخاص عانوا من هذه الحالة.

ولا تزال المعلومات شحيحة حول سبب استمرار معاناة بعض الأشخاص، بعد اجتيازهم المرحلة الحادّة من فيروس كورونا، من أعراض عدّة بينها الإرهاق وضبابية الدماغ ومشاكل قلبية وعصبية.

وتشير الدراسات إلى أن حالة واحدة من كل 10 قد تعاني من أعراض طويلة الأمد بعد شهر من الإصابة، ما يعني أنّ الملايين معرّضون للمعاناة من مرض مستمرّ.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنه مع تحوّل الاهتمام إلى حملات التلقيح، "لا ينبغي إهمال كوفيد طويل الأمد".

وأضاف أن "تأثير كوفيد طويل الأمد على المجتمع والاقتصاد بدأ يصبح جلياً"، وعلى الرغم من تعزيز مستوى البحث فإنه "لا يزال غير كافٍ"، على حد قوله.

وحذرت الطبيبة البريطانية غايل كارسون من الاتحاد الدولي للعدوى التنفسية الحادة، من أن "كوفيد طويل الأمد يمكن أن يصبح جائحة فوق الجائحة". 

وعرضت معاناة مرضى يعانون من "كوفيد طويل الأمد"، ويخضعون للمراقبة، في إطار تقديمها نتائج ما توصّل إليه "منتدى دعم ما بعد كوفيد".

وأشارت إلى أنه حتى أولئك الذين لم يضطروا لدخول المستشفى للعلاج من الفيروس، فإن هذه الحالة غيّرت حياتهم.

وقالت إن "الناس يفقدون وظائفهم وعلاقاتهم. هناك حاجة ملحّة لمحاولة فهم هذا الأمر"، مضيفة أنه حتى كوفيد طويل الأمد لدى الأطفال "كان أقلّ ملاحظة" مما هو عليه الأمر بالنسبة لدى البالغين. 

ووصفت تخصيص 45 مشروعاً فقط لـ"كوفيد طويل الأمد" من أصل أكثر من 5 آلاف مموّلة لـ"كوفيد-19" بـ"الصادم".

وقالت ماريا فان كيرخوف المسؤولة التقنية حول "كوفيد-19" في "منظمة الصحة"، إنّ المنظمة تواصل التعرف على هذا الجانب من الجائحة.

وأضافت: "نحن نعلم أنه يتعين علينا هناك القيام بالكثير من العمل"، لافتة إلى الحاجة "للمثابرة من أجل الحصول على إجابات". 

العلاج ممكن

وعلى الرغم من أن "كوفيد طويل الأمد" لا يزال لغزاً يحير الأطباء، فإن العلاج منه ممكن، وفقاً لتقرير "سي إن إن".

ونقلت الشبكة عن الأستاذة المساعدة في كلية "إيكان" للطب في نيويورك أليسون نافيس أنه "وبالرغم من أننا لا نعرف الأسباب وراء استمرار الأعراض لفترة طويلة، فإننا نلاحظ أن المرضى المصابين به يتحسنون".

وأضافت أليسون أنه لا يوجد علاج لأعراض ضعف الإدراك أو ضبابية الدماغ قصيرة الأمد، ولذلك يركز الأطباء على مراقبة دم المريض والتعامل مع أي تغيرات غير طبيعية في جريان الدم، والتي قد تكون أحد العوامل المسببة في ضبابية الدماغ.

وأضافت أن الأعراض الأخرى يسهل التعامل معها، لافتةً إلى أنه في حالة تسجيل مشاكل في الجهاز العصبي الودي، يمكن التعامل معها بتقنيات التنفس وتقنيات التأمل.

ويعمل المركز الأميركي لمكافحة الأمراض مع المعهد الوطني الأميركي للصحة ومنظمة الصحة العالمية على فهم مرض "كوفيد طويل الأمد" بشكل أفضل.

وكانت دراسة أعدتها مجلة "لانسيت" الطبية وجدت أن 76% من مجموع 1733 مصاباً بفيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية، استمروا في الشعور بأعراض كورونا لمدة 6 أشهر.