"الصحة العالمية" تدق ناقوس الخطر بعد ارتفاع الإصابات بالحصبة

طفلة تتلقى لقاحاً ضد الحصبة بعيادة في بورت أو برنس، هايتي. 5 نوفمبر 2021 - REUTERS
طفلة تتلقى لقاحاً ضد الحصبة بعيادة في بورت أو برنس، هايتي. 5 نوفمبر 2021 - REUTERS
جنيف - أ ف ب

ارتفعت حالات الحصبة المسجلة رسمياً بنسبة 80% تقريباً في العالم خلال الشهرين الأولين من السنة الحالية، على ما أعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء، ما دفعها إلى دق ناقوس الخطر. 

ودقت منظمة الصحة في الأشهر الأخيرة ناقوس الخطر حول احتمال حصول "كارثة مطلقة" في حال عدم تعويض التأخر الحاصل في تلقيح الأطفال بسبب جائحة كورونا، وفي حال رفع القيود الصحية بشكل متسرع.

وارتفعت الإصابات بنسبة 79% خلال الشهرين الأوليين من العام 2022، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب "منظمة الصحة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة" (يونيسف).

وباتت المنظمتان التابعتان للأمم المتحدة تخشيان انتشار الحصبة بشكل وبائي، لتطال "ملايين الأطفال" في 2022.

حتى الآن سجلت في العالم 17,338 إصابة بالحصبة، وهو مرض فيروسي معد جداً، في يناير وفبراير 2022 في مقابل 9665 إصابة خلال الشهرين الأوليين من 2021. إلا ان العدد قد يكون أعلى بكثير على الأرجح لأن الجائحة أثرت على آليات المراقبة.

وتشكل التغطية اللقاحية الواسعة جداً الحماية الفضلى من الحصبة.

وسجلت 21 فورة وبائية للحصبة خلال الأشهر الـ12 الأخيرة (حتى أبريل) غالبيتها في إفريقيا وفي شرق المتوسط.

أما الدول التي شهدت أكبر فورات وبائية للحصبة خلال السنة المنصرمة فهي الصومال واليمن ونيجيريا وأفغانستان وإثيوبيا.

وبما أن مرض الحصبة معد جداً، تسجل الإصابات عندما تتراجع مستويات التلقيح. وتخشى منظمتا الأمم المتحدة أن تكون فورات الحصبة الوبائية مقدمة لفورات وبائية لأمراض أخرى تنتشر ببطء أكبر.

وقالت المديرة العامة لـ"يونيسف" كاثرين راسل إن "الحصبة ليست مجرد مرض خطر قد يسبب الوفاة، إذ أنها تشكل أحد أول المؤشرات إلى وجود ثغرات في التغطية اللقاحية العالمية".

وتشير منظمة الصحة العالمية و"يونيسف" إلى أن عدداً كبيراً جداً من الأطفال لم يحصلوا على لقاح الحصبة بسبب تأثر الأنظمة الصحية بجائحة كورونا.

وفي عام 2020، لم يتلق 23 مليون طفل في العالم اللقاحات الأساسية من خلال الأجهزة الصحية العادية وهو العدد الأعلى منذ 2009 ويزيد بـ3,9 ملايين عن العام 2019 وفق المنظمتين.

وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، من أن جائحة كورونا "أوقفت آليات التلقيح، وعانت الأنظمة الصحية من الأقبال الشديد عليها، ونشهد الآن عودة أمراض مميتة من بينها الحصبة. وسيكون لتوقف خدمات التلقيح تداعيات على أمراض عدة أخرى على مدى عقود".

وأضاف: "حان الوقت لإعادة برامج التلقيح الأساسي إلى مسارها وبدء حملات تعويض لكي يتمكن الجميع من الحصول على هذه اللقاحات الحيوية".

وتزداد مخاطر حصول فورات وبائية مع تخلي الدول تدريجاً عن القيود المتخذة في إطار مكافحة كورونا مثل احترام التباعد الاجتماعي.

وقالت راسل: "من الجيد رؤية الكثير من السكان يستأنفون نشاطات اجتماعية لأنهم يشعرون بأنهم يتمتعون بحماية كافية. لكن القيام بذلك في مناطق لا يحظى فيها الأطفال بالتلقيح الروتيني يوفر الظروف المثلى لانتشار مرض مثل الحصبة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات