حذرت دراسة أميركية، من أن السمنة لها عواقب ضخمة وتداعيات عنيفة على الأمن القومي للولايات المتحدة، لافتةً إلى أهمية الوصول إلى الغذاء الصحي، ونشر التثقيف الغذائي داخل الجيش.
وأوضحت الدراسة التي نُشرت نتائجها في دورية "التغذية والسلوك"، أن تلك المشكلة التي تُعد وباءً عالمياً، لها تأثير عميق على الأمن القومي الأميركي من خلال الحد من عدد المجندين المتاحين، وتقليل الترشيح لإعادة التجنيد، وربما تقليل الاستعداد للمهام القتالية.
وقالت مؤلفة الدراسة سارة بوليس، وهي باحثة في علوم التغذية بكلية الطب في "جامعة كنتاكي"، إن السمنة تفرض حدوداً أيضاً على "التركيبة السكانية المتغيرة للجيش، وتُزيد من نسبة انعدام الأمن الغذائي بين العائلات العسكرية".
وسبق تحديد العلاقة بين صحة الأميركيين والأمن القومي في عام 1946، بعد تمرير برنامج الغداء المدرسي الوطني، لمعالجة سوء التغذية بين المجندين في الحرب العالمية الثانية.
وآنذاك، كانت السعرات الحرارية التي يتلقاها كل أميركي محدودة بسبب الظروف الاقتصادية، ما دفع الولايات المتحدة لعمل برنامج شامل لمعالجة سوء التغذية. والآن، لم يعد القلق من سوء التغذية مُلحاً.
وبدلاً من ذلك، أدت زيادة السعرات الحرارية في الإمدادات الغذائية، من بين عدة عوامل أخرى، إلى زيادة الوزن، وبالتالي تقليل عدد الرجال والنساء المؤهلين للتجنيد.
وتضاعفت النسبة المئوية للمجندين المؤهلين الذين يتجاوزون معايير نسبة الدهون في الجسم في الجيش للرجال، وثلاث مرات بالنسبة للنساء منذ عام 1960.
تغيير أنماط التغذية
ودفعت هذه الإحصائيات القادة العسكريين إلى الدعوة لتغييرات في أنماط التغذية، والنظام الغذائي، بما في ذلك المبادرات في المدارس لإزالة الخيارات الغذائية الأقل صحة، وزيادة استخدام برامج الغداء المجانية والمنخفضة التكلفة.
وربما يكون الحل الآخر هو التثقيف الغذائي داخل القوات المسلحة الأميركية نفسها، بحسب الدراسة.
وأضافت بوليس أن الضرورة الملحة تدعو القوات الأميركية لعمل دورات مكثفة لدى القادة الأساسيين في القوات المسلحة، لتدريب الجنود الجدد وتقديم المشورة لهم وتوجيههم وتدريبهم.
وأشارت الباحثة إلى ضرورة مساهمة رقباء التدريب، والقادة أيضاً في نشر المعلومات الصحيحة الخاصة بالسلوك الغذائي للجنود.
وتشمل التركيبة السكانية المتغيرة لأفواج التدريب الأساسية في الوقت الراهن نسبة مئوية أكبر من النساء والمجموعات العرقية والإثنية.
وتقول الدراسة إن هذه مجموعات من السكان تعاني من معدل أعلى من السمنة؛ ولكنها تعاني أيضاً من ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي. ويمكن أن يؤدي الوصول غير الموثوق به إلى الطعام الصحي إلى السمنة والقلق، وغير ذلك من مشكلات الصحة العقلية، ما يهدد بدرجة أكبر العمليات العسكرية والاستعداد القتالي.
اقرأ أيضاً: