مرض الجدري.. الأعراض والأسباب والعلاج

صورة مجهرية لناقل فيروسات الجدري تم الحصول عليها من مركز السيطرة على الأمراض الأميركي، 13 ديسمبر 2002 - AFP
صورة مجهرية لناقل فيروسات الجدري تم الحصول عليها من مركز السيطرة على الأمراض الأميركي، 13 ديسمبر 2002 - AFP
بالتعاون مع مايو كلينيك-الشرق

مع تزايد مخاوف انتشار مرض "جدري القرود" وإعلان منظمة الصحة العالمية تلقيها تقارير من 12 دولة بشأن إصابة نحو 92 شخصاً بالمرض حتى الآن، قارن كثيرون بين الفيروس الأخير وبين مرض الجدري التقليدي.

وفي ما يلي أبرز أعراض مرض الجدري التقليدي وأسبابه ومضاعفاته وطرق الوقاية منه:

بحسب "مايو كلينيك"، الجدري هو مرضٌ معدٍ ومُشوِّه ومميتاً وقد تم القضاء عليه في جميع أنحاء العالم بحلول عام 1980، نتيجة حملة تحصين عالمية غير مسبوقة.

إلّا أنه "تم الاحتفاظ بعينات من فيروس الجدري لأغراض البحث"، وأوضح أن "التقدم في البيولوجيا التخليقية أتاح إمكانية تخليق الجدري من مُتواليات الأحماض الأمينية المنشورة"، ما "أثار مخاوف من إمكانية استخدام الجدري في يوم من الأيام كعامل من عوامل الحرب البيولوجية".

مخاطر اللقاح

لا يوجد دواء أو علاج للجدري. ورغم وجود لقاح يقي من الجدري، إلّا أن مخاطر الآثار الجانبية للقاح مرتفعة للغاية على نحو لا يبرر إجراء تطعيم روتيني للأشخاص الذين تنخفض مخاطر تعرضهم لفيروس الجدري، بحسب "مايو كلينيك".

الأعراض

تظهر الأعراض الأولى للإصابة بمرض الجدري بعد مرور مدة زمنية تتراوح بين 10 و14 يوماً من إصابتك بالعدوى عادةً.

وخلال فترة الحضانة التي تتراوح مدتها بين 7 أيام و17 يوماً، ستكون صحتك على ما يرام ولا يمكنك نقل العدوى للآخرين.

لكن بعد فترة الحضانة، تظهر مؤشرات وأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا بشكل مفاجئ. ومن ضمنها:

  • الحُمَّى.
  • شعور عام بالانزعاج.
  • الصداع.
  • الإرهاق الشديد.
  • ألم حاد في الظهر.
  • احتمالية القيء.

وبعد بضعة أيام من بدء هذه الأعراض، قد تظهر على المريض بقع حمراء على الوجه واليدين والساعدين، ثمَّ على جذع الجسم. وخلال يوم أو يومين، يمكن أن تتحول تلك الآفات إلى بثور صغيرة تمتلئ بسائل شفاف ثم تتحول إلى صديد. وتبدأ القشور في التكون بعد ثمانية إلى تسعة أيام ثم تتساقط في النهاية، تاركة ندوباً عميقة ومحفورة.

وتتكوَّن هذه الآفات أيضاً في الأغشية المخاطية للأنف والفم، وتتحول سريعاً إلى قُرَح تتمزق وتنفتح.

الأسباب

ينتُج الجدري عن عدوى فيروس الجدري. وقد ينتقل الفيروس بإحدى الطرق التالية:

من شخص لآخر مباشرةً: ويتطلب الانتقال المباشر للفيروس مخالطة مباشرة وجهاً لوجه لفترة طويلة نسبياً. وقد ينتقل الفيروس عبر الهواء عن طريق الرذاذ المتطاير من فم الشخص المصاب عند السعال أو العطس أو التحدث.

من شخص مصاب بشكل غير مباشر: وذلك في حالات نادرة، وقد ينتشر الفيروس المحمول في الهواء إلى أماكن أبعد، ربما من خلال نظام التهوية في المباني، وهو ما يؤدي إلى إصابة الأشخاص في الغرف الأخرى أو في الطوابق الأخرى.

عبر المتعلقات الملوثة: كما يمكن أن ينتشر الجدري أيضاً عبر ملامسة الملابس والفراش الملوث، على الرغم من قلة شيوع خطر الإصابة من هذه المصادر.

المضاعفات

أغلب الأشخاص الذين يصابون بالجدري يتعافون منه. ومع هذا، فإن بضعة أنواع نادرة من الجدري تعد قاتلة تقريباً.

وتؤثر هذه الأنواع الأكثر شدة غالباً على النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

عادة ما يعاني الأشخاص الذين يتعافون من الجدري من ندوب شديدة، خاصة على الوجه والذراعين والساقين. وقد يسبب مرض الجدري فقدان البصر في بعض الحالات.

الوقاية

في حالات تفشي الجدري، يجب عزل المصابين لمكافحة انتشار الفيروس.

يجب على أي مخالط لمصاب بالعدوى أخذ لقاح الجدري لمنع انتقال المرض إليه أو للحد من شدة أعراض المرض إذا تناول اللقاح في غضون أربعة أيام من التعرض لفيروس الجدري.

اللقاحات المتوفرة

يتوافر لقاحان. في أحد اللقاحين (ACAM2000)، يُستخدم فيروس حي مرتبط بفيروس الجدري وأحياناً ما يسبب مضاعفات خطيرة مثل بعض أنواع العدوى التي تؤثر في القلب والمخ. ولذا، لا يوصى بأن يتناول جميع الأشخاص اللقاح في نفس الوقت. لأن المخاطر المحتملة جراء جرعة اللقاح تتخطى الفوائد المتوقعة منه خصوصاً في غير حالات تفشي الجدري.

ثبت أمان استخدام اللقاح الثاني، وهو لقاح معدل للقاح أنكرة (جاينوس)، ويُتاح استخدامه لمن لا يستطيع استخدام لقاح (ACAM2000) أو لأصحاب الأجهزة المناعية الضعيفة أو لمن لديهم اضطرابات بالجلد.

وإذا حصلت على التطعيم في مرحلة الطفولة، قد تستمر المناعة أو المناعة الجزئية بعد تلقي لقاح الجدري لمدة تصل إلى 10 سنوات، و20 عاماً مع إعادة التطعيم باللقاح.

وإذا تفشى المرض، فمن المرجح أن يتلقى الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم في مرحلة الطفولة تطعيماً جديداً بعد التعرض المباشر لشخص مصاب بالفيروس.

التشخيص

إذا حدث تفشٍّ لمرض الجدري في هذه الآونة، فمن المحتمل ألّا يعرف معظم الأطباء الأطوار التي مر بها في مراحله المبكرة، ما قد يسمح بانتشار المرض. و"حتى لو سُجلت حالة واحدة مؤكدة، فستعتبر حالة طوارئ صحية دولية".

ويمكن لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إجراء اختبار نهائي للكشف عن المرض، مستعينة بعينة من الأنسجة مأخوذة من إحدى الآفات الموجودة على جلد المُصاب.

العلاج

لا يوجد دواء أو علاج للجدري. وفي حالة الإصابة، يركز العلاج على تخفيف الأعراض ومنع إصابة الشخص بالجفاف. قد تُوصف المضادات الحيوية، إذا كان الشخص مصاباً أيضاً بعدوى بكتيرية في الرئتين أو بالجلد.

كما تمت الموافقة على استخدام تيكوفورمات  (Tpoxx)، وهو دواء مضاد للفيروسات، في الولايات المتحدة في عام 2018. ومع ذلك، لم يُختبَر على المصابين بالجدري، لذا ليس معروفاً ما إذا كان خياراً علاجياً فعالاً أم لا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات