بعد إغلاق لشهرين.. شنغهاي تعيد تشغيل شبكة النقل العام جزئياً

عامل صحي أمام إحدى عربات المترو في شنغهاي - REUTERS
عامل صحي أمام إحدى عربات المترو في شنغهاي - REUTERS
بكين-الشرق

أعادت شنغهاي فتح جزء صغير من أطول شبكة لمترو الأنفاق في العالم، الأحد، بعد إغلاق دام نحو شهرين، فيما تمهد الطريق أمام مواصلة رفع قيود الإغلاق المفروضة بسبب كورونا، الأسبوع المقبل.

ومع عدم السماح لمعظم السكان بمغادرة منازلهم وتشديد القيود في أجزاء من المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الصين، احتاج المسافرون في وقت مبكر الأحد إلى أسباب قوية للسفر.

وبخلاف غيرها من الاقتصادات الرئيسية، تمسّكت بكين بنهج "صفر إصابات" القائم على القضاء على مجموعات الإصابات فور ظهورها، وهي مهمّة ازدادت صعوبتها في ظل انتشار المتحور أوميكرون شديدة العدوى.

وقد أثر إغلاق شنغهاي والقيود المفروضة على مدن أخرى سلباً على الاستهلاك والإنتاج الصناعي وقطاعات أخرى من الاقتصاد الصيني في الأشهر الأخيرة، ما دفع صناع القرار إلى التعهد بتقديم الدعم.

ومع تباطؤ وتيرة تسجيل إصابات جديدة، خففت شنغهاي القيود بحذر، فاستأنفت بعض المعامل عملياتها بينما سُمح لسكان المناطق الأقل عرضة للخطر بمغادرة منازلهم.

وارتدى العديد من الذين غامروا بالخروج في شنغهاي ملابس واقية ووضعوا دروعاً على الوجه، وشوهد الركاب داخل عربات المترو وقد تركوا بعض المقاعد الخاوية بينهم.

ركاب يتركون مقاعد خالية بجوارهم كأحد الإجراءات الاحتارزية - REUTERS
ركاب يتركون مقاعد خالية بجوارهم ضمن الإجراءات الاحتارزية - REUTERS

 ووصل شو جيهوا، وهو عامل بناء، إلى إحدى محطات مترو الأنفاق قبل بدء العمل فيها الساعة السابعة صباحاً على أمل الوصول إلى محطة السكة الحديدية ثم إلى مسقط رأسه في إقليم أنهوي بشرق الصين.

وقال شو: "توقف العمل في 16 مارس"، مضيفاً أنه لم يعد قادراً على كسب دخله الشهري الذي كان يتراوح بين سبعة آلاف وثمانية آلاف يوان (1000-1100 دولار) منذ ذلك الحين، وسيعود إلى شنغهاي فقط بمجرد التأكد من أنه يستطيع العثور على عمل.

وبلغ متوسط رحلات شبكة مترو شنغهاي التي تمتد 800 كيلومتر 7.7 مليون رحلة يومياً في عام 2020، وفقاً لأحدث البيانات، وتنقل 2.8 مليار راكب سنوياً.

وستعمل القطارات بفارق 20 دقيقة عن بعضها بعضاً لساعات محدودة، ويجب أن يفحص الركاب درجة حرارة أجسادهم قبل دخول المحطات وإظهار نتيجة سلبية لاختبار (بي.سي.آر) في آخر 48 ساعة.

إغلاقات جديدة

وكان قد أعيد فتح أربعة من خطوط المترو العشرين، بالإضافة إلى 273 مساراً للحافلات، وتم إغلاق بعض هذه الخطوط في أواخر مارس، والبعض الآخر في وقت لاحق، على الرغم من استمرار الخدمة على نحو متقطع بعدد محدود من المحطات.

وسيتعيّن على مرتادي وسائل النقل العام إبراز فحص كوفيد بنتيجة سلبية أجري في غضون 48 ساعة وبأن تكون درجات حرارتهم "طبيعية"، وفق ما ذكر مسؤولون السبت.

لكن رغم مساعي تخفيف القيود بشكل عام، أعيد فرض إغلاق على منطقة جينغآن (وسط) الأحد، وفق مذكرة رسمية السبت جاء فيها "سيتم تعليق تصاريح الخروج التي تم استصدارها"، بينما طمأنت السلطات السكان بأن "النصر ليس ببعيد".

وتتوقع المدينة التي يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة أن ترفع قيود الإغلاق على مستوى المدينة والعودة إلى الحياة الطبيعية بصورة أكبر اعتباراً من أول يونيو، كما ستظل معظم القيود المفروضة على الحركة سارية هذا الشهر.

عامل يرتدي بدلة واقية ينظف أرضية محطة مترو أنفاق ، في اليوم الأول لاستئناف أجزاء من خدمات مترو الأنفاق بالمدينة - REUTERS
عامل يرتدي بدلة واقية ينظف أرضية محطة مترو أنفاق، في اليوم الأول لاستئناف أجزاء من خدمات مترو الأنفاق بالمدينة - REUTERS

وشددت بكين القيود تدريجياً منذ 22 أبريل، مع إغلاق العديد من المتاجر وتقليص عمل وسائل النقل العام كما طلبت السلطات من السكان العمل من المنزل، وما زالت تواصل فرض قيود في عدة مدن صينية أخرى سجّلت فيها إصابات بكوفيد، حيث منع السكان من تناول الوجبات خارج منازلهم وأجبروا على العمل عن بعد.

وسجلت شنغهاي أقل من 700 حالة اليوم الأحد، وبشكل ملحوظ، لم يكن أي من هذه الحالات خارج مناطق الحجر الصحي، كما كان الحال في معظم الأسبوع الماضي، فيما سجلت العاصمة بكين 61 حالة، انخفاضاً من 70 في اليوم السابق.

وحتى السبت، تم نقل حوالي 5000 شخص في مجمع "نانشينيوان" السكني في بكين إلى فنادق للحجر الصحي بعد اكتشاف 26 إصابة جديدة في الأيام الأخيرة، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية.

وتسري مخاوف من إمكانية تحوّل الوضع في العاصمة إلى حال يشبه ذاك الذي عاشته شنغهاي، حيث حرم الإغلاق كثيرين من إمكانية الوصول بشكل مناسب إلى الغذاء والرعاية الصحية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات