قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إنه لا حاجة لحملات تلقيح جماعي ضد "جدري القرود" رغم تسجيل حالات جديدة بمختلف أنحاء العالم، مشددةً على أن "هناك فرصة حالية لمنع انتشار المرض".
وأعربت سيلفي برياند مديرة إدارة التأهب للمخاطر المعدية في المنظمة في إحاطة للدول الأعضاء في الجمعية السنوية للمنظمة التابعة للأمم المتحدة عن قلقها من إمكانية انتشار مجتمعي لـ "جدري القرود"، معتبرةً أن "الأولوية هي احتواء الجدري في البلدان غير الموبوءة".
وأضافت: "جدري القردة لا يجب أن يثير قلقاً عاماً بسبب تفشيه البطيء"، مبينةً أن لقاحات الجدري السابقة "قد تكون مفيدة لجدري القرود"، مؤكدةً أنه "تم العمل على زيادة توافر اللقاحات".
وأشارت برياند إلى أن المنظمة "وضعت الإجراءات الصحيحة والآن يمكننا احتواء الجدري بسهولة"، مشددةً على أن "هناك فرصة حالية لمنع انتشار المرض".
لقاحات الجدري
وتأتي تصريحات منظمة الصحة العالمية بعد ساعات من إعلان المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي يستعد لعمليات شراء جماعية للقاحات وغيرها من الأدوية لعلاج مرض جدري القرود.
وقال الناطق باسم المفوضية الأوروبية في مجال الصحة، ستيفان دي كيرسمايكر، في تصريح لوكالة "فرانس برس": "تعمل الهيئة الأوروبية للاستجابة للطوارئ الصحية مع الدول الأعضاء والشركات المصنعة لشراء اللقاحات والعلاجات لجدري القرود، سيتم تحديد الإجراءات الدقيقة مع الدول الأعضاء خلال الأيام القليلة المقبلة".
وأوضح دي كيرسمايكر أن التطعيم ضد جدري القرود "سيقتصر على حالات محددة للغاية، إذ لا يمكن مقارنة انتقال الفيروس وخطره مع فيروس كورونا".
حالات جديدة
وإلى ذلك أعلنت هيئة الصحة العامة الكندية، الخميس، تسجيل 10 إصابات جديدة مؤكدة بجدري القرود، بينها أول حالة تُسجل في إقليم أونتاريو، ما يرفع إجمالي حالات الإصابة في البلاد إلى 26 حالة.
ورصد إقليم كيبيك 25 من إجمالي الحالات، بزيادة بلغت 9 حالات عن المعلنة، الأربعاء، في حين رجحت تأكيد المزيد من الحالات في الأيام المقبلة بعد فحص عينات من مناطق مختلفة.
في سياق موازٍ، قالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إنها رصدت الأربعاء، 9 حالات إصابة بجدري القرود في 7 ولايات أميركية، هي ماساتشوسيتس وفلوريدا ويوتا وواشنطن وكاليفورنيا وفرجينيا ونيويورك.
وكان مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، اعتبر الاثنين، أن احتمالية انتقال عدوى جدري القرود بين عامة السكان "منخفضة للغاية"، لكنها من ناحية أخرى "مرتفعة" لدى الأشخاص الذين لديهم عدة شركاء جنسيين.
وهذا المرض متوطن في 11 دولة في غرب إفريقيا ووسطها، وهو من عائلة الجدري الذي تم القضاء عليه منذ نحو 40 عاماً، لكنه أقل خطورة منه، إذ ينتج عنه في البداية ارتفاع في درجة الحرارة ويتطور بسرعة إلى طفح جلدي مع بثور.
حالات جدري القرود حول العالم
سجلت نحو 20 دولة لا يتوطن فيها جدرى القردة إصابات بالفيروس، مع وجود أكثر من 200 حالة ما بين مؤكدة أو مشتبه بها معظمها في أوروبا.
ويثير التفشي الانزعاج لأن جدري القردة، الذي ينتشر من خلال الاتصال الوثيق وتم اكتشافه لأول مرة في القردة، يظهر غالبا في غرب أفريقيا ووسطها، ونادرا ما ينتشر في أماكن أخرى.
فيما يلي قائمة بالدول التي سجلت حتى الآن حالات اشتباه أو إصابات مؤكدة مع مراعاة الترتيب الأبجدي للدول:
- آسيا والمحيط الهادي: سجلت أستراليا في 20 مايو أول إصابة لمسافر كان قد عاد مؤخرا من بريطانيا، كما تم تسجيل حالة اشتباه.
- أوروبا:
أكدت النمسا أول إصابة في 22 مايو، واكتشفت بلجيكا حالتين في 20 مايو، ورصدت جمهوية التشيك أول حالة بها في 24 مايو، فيما سجلت الدنمارك ثاني إصابة في 24 مايو، بعد يوم من تسجيل الحالة الأولى.
وأكدت فنلندا أول إصابة في 27 مايو، كما زادت الحالات المؤكدة في فرنسا إلى 5 في 25 مايو، وسجلت ألمانيا ثلاث إصابات أولها في 20 مايو، كما أعلنت إيطاليا 9 حالات بحلول 26 مايو، وكانت أول إصابة في 19 مايو.
وأبلغت هولندا عن أول حالة في 20 مايو. وأكدت منذ ذلك الحين "بضع"إصابات أخرى، دون تحديد العدد الدقيق، كما أعلنت البرتغال 16 إصابة جديدة في 27 مايو، ليصل العدد الإجمالي إلى 74، فيما سجلت سلوفينيا أول إصابة في 24 مايو، وأكدت إسبانيا 25 حالة جديدة في 26 مايو، ليرتفع الإجمالي إلى 84 حالة.
وسجلت السويد أول إصابة في 19 مايو، فيما أعلنت سويسرا أول إصابة مؤكدة بها في 21 مايو، ورصدت المملكة المتحدة 14 إصابة جديدة في إنجلترا في 24 مايو، ليرتفع إجمالي الحالات المسجلة إلى 70.
- الشرق الأوسط: أكدت إسرائيل أول إصابة لديها في 21 مايو، وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أن الإمارات سجلت أول إصابة في 24 مايو.
- الأميركتان: أعلنت الأرجنتين عن أول حالة مشتبه بها في 23 مايو، وسجلت كندا 10 إصابات جديدة في 27 مايو، ليصل إجمالي الإصابات فيها إلى 25.
وأكدت الولايات المتحدة 9 إصابات إضافية في سبع ولايات في 26 مايو. وارتفع الإجمالي بذلك إلى 11 منذ اكتشاف أول إصابة في 18 مايو.