تتسابق شركات دولية تنتج معدات لتشخيص الأمراض في تطوير اختبارات جديدة للكشف عن فيروس "جدري القرود"، على أمل الاستفادة من سوق جديد في ظل تكثيف الحكومات جهودها لتعقب أول تفشٍّ لهذا الفيروس خارج إفريقيا.
وذكرت وكالة "رويترز" في تقرير، الجمعة، أن تدافع الشركات بدأ الشهر الماضي، مثلما حدث في أوائل عام 2020، عندما تسابقت شركات لتصنيع اختبارات كشف فيروس "كوفيد-19"، الأمر الذي ساعدها في جني أرباح تُقدّر بمليارات الدولارات.
ولكن الطلب على اختبارات "جدري القرود" يبقى أقل بكثير من الطلب على اختبارات "كوفيد-19" في بداياته، نظراً إلى أن الأول ليس قابلاً للانتقال بمستوى فيروس كورونا نفسه، كما أنه لا يمثل الخطورة ذاتها.
وينتشر "جدري القرود" عادة من خلال الاتصال الوثيق، ويمكن أن يسبب أعراضاً تشبه أعراض الأنفلونزا بالإضافة إلى طفح جلدي، وهي أعراض غالباً ما تختفي من تلقاء نفسها في غضون أسابيع.
مواكبة اختبارات كورونا
نقلت وكالة "رويترز" عن محللين قولهم إن فتح سوق جديد لشركات تصنيع الاختبارات يمكن أن يقلل من تأثير التباطؤ في مبيعات اختبارات الكشف عن "كورونا"، ولكنهم يرون أن مبيعات اختبارات "جدري القرود" لن تستطيع تعويض هذا التراجع.
وحققت شركة "روش" السويسرية أرباحاً من مبيعات اختبارات كورونا في الربع الأول من العام الحالي تقدر بـ1.9 مليار فرنك سويسري (2 مليار دولار)، وهناك تقديرات أن تصل الأرباح الإجمالية في نهاية العام الحالي لـ3 مليار فرنك سويسري، ولكن يرى المحللون أنه سيكون من الصعب للغاية أن تواكب عائدات اختبارات "جدري القرود" مثل هذه الأرقام بأي شكل من الأشكال.
ونقلت "رويترز" عن دانيال باوش، المسؤول عن التهديدات الناشئة والأمن الصحي العالمي في التحالف العالمي للتشخيص "FIND"، قوله: "صحيح أن هذا التفشي يبدو كبيراً بالنظر لحجم الانتشار السابق لجدري القرود في العالم، ولكن ليس هناك حاجة بعد لتصنيع مئات الآلاف من الاختبارات مثلما كان عليه الحال عند ظهور وباء كورونا، إذ إن هذا المرض لن يكون الوباء التالي، ولذلك لا أعتقد أنه سيكون هناك احتياجات كبيرة للاختبارات، كما لن يكون ثمة مشكلة في الإمداد".
وأكدت بعض البلدان، بما في ذلك سويسرا وهولندا، والتي أبلغت عن عدد قليل من الحالات، أن لديها عدداً كافياً من اختبارات جدري القرود، فيما تعمل بريطانيا، التي ظهر فيها ما يقرب من 200 حالة مؤكدة، على توسيع قدرتها على إجراء الاختبارات.
ورغم أن الباحثين كان لديهم في السابق المواد اللازمة لإجراء اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل "بي سي آر" لجدري القرود، فإنه يتم تطوير أدوات جديدة من قبل شركات مثل "روش" التي تسمح بالحصول على كل ما يُحتاج إليه في مكان واحد، لتسهيل التعامل مع العيّنات في المختبر.
وذكرت "رويترز" أن الأدوات، مثل تلك التي تصنعها "روش"، لم تتم الموافقة عليها من قبل المنظمين للاستخدام في التشخيص الطبي، ولكنها متوفرة للأغراض البحثية فقط.
وفي غضون ذلك، أكثر من 12 شركة صينية، بما في ذلك شركة "Jiangsu Bioperfectus Technologies"، قالت إن الاختبارات الخاصة بها باتت تحمل علامة "CE" للجودة الخاصة بالاتحاد الأوروبي، والتي تشير إلى أن المنتج يتوافق مع مواصفات الاتحاد.