تشهد العديد من الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، قفزة في أرقام الإصابات بفيروس كورونا، على الرغم من استمرار حملات التطعيم، وهو ما أرجعه خبراء إلى رفع الإجراءات الاحترازية لمواجهة الوباء.
وقلل من خطورة الإصابة بالفيروس حالياً لمن تلقوا التطعيم، إذ يسهم اللقاح في تقليل شدة الأعراض.
في الإمارات ارتفع عدد الإصابات بالفيروس من نحو 500 إلى نحو 800 حالة خلال 24 ساعة، بينما استمر المعدل في السعودية مرتفعاً بتسجيل أكثر من 1000 حالة، وسط ارتفاع كبير في لبنان، وتحذير من موجة جديدة فى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، في حين استقر الوضع في الجزائر، وتجاوز العراق الوباء، وتراجعت الأعداد في مصر.
زيادة لافتة في الإمارات خلال 24 ساعة
في الإمارات ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، الأربعاء، أنه تم تسجيل 867 حالة إصابة جديدة بالفيروس من جنسيات مختلفة، وجميعها حالات مستقرة وتخضع للرعاية الصحية اللازمة، وبذلك ارتفع معدل الإصابات بنحو 300 حالة خلال 24 ساعة فقط، إذ سجلت الإمارات 572 حالة إصابة جديدة، الثلاثاء.
وبذلك يبلغ مجموع الحالات المسجلة 912 ألفاً و953 حالة.
معدلات أعلى بالسعودية
كانت الزيادة الأبرز في المملكة العربية السعودية، التي أعلنت بين الخامس والثامن من يونيو تسجيل 3903 إصابات، ارتفاعاً من 2654 إصابات منذ بداية يونيو وحتى الرابع من الشهر ذاته.
وسجّلت المملكة الثلاثاء، 1029 إصابة جديدة، فيما رصدت تعافي 616 حالة ووفاة 3 حالات، وهو المعدل الأعلى منذ 20 فبراير، حين أعلنت وزارة الصحة رصد 1013 إصابة جديدة آنذاك.
وبلغ إجمالي حالات الإصابة 774 ألفاً و250 حالة، من بينها 8216 حالة نشطة معظمها مستقرة وأوضاعها الصحية مطمئنة، و92 حالة حرجة تتلقى الرعاية في العنايات المركزة، فيما بلغ إجمالي حالات التعافي 756 ألفاً و 871 حالة، في حين ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 9163 حالة.
ورفعت السعودية معظم الإجراءات الاحترازية منذ مارس.
وضع مستقر في الجزائر
في الجزائر، يصف خبراء الصحة، الوضع الوبائي بـ"المستقر"، إذ لم يشهد معدل الإصابات ارتفاعاً يفوق العشرين إصابة منذ أبريل.
وسجلت وزارة الصحة، الأربعاء، 5 حالات جديدة، وتماثلت حالتان للشفاء، مع عدم تسجيل أي حالات إصابة موجودة في العناية المركزة أو أي وفيات.
وفي مايو، أعلنت السلطات الجزائرية برمجة رحلات جوية وبحرية لنقل المسافرين، كما خففت في مارس إجراءات الوقاية بالمساجد، برفع إجراء التباعد في الصلاة نظراً للتحسن الملحوظ في الوضع الصحي.
تجاوز موجة الوباء في العراق
في العراق، قال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر لـ"الشرق"، إن الإصابات بفيروس كورونا بشكل عام في انخفاض. لكن أحياناً يحدث تذبذب في الأعداد ارتفاعاً أو انخفاضاً.
وأكد البدر أن العراق تجاوز الموجة الوبائية "لكن تحذيراتنا ما تزال مستمرة تحسباً لظهور موجة وبائية جديدة"، لافتاً إلى أن القيود التي فرضت بسبب انتشار الوباء أصبحت أبسط مما كانت عليه سابقاً، مثل إجراءات السفر الخارجي والداخلي وحتى في المطاعم والمراكز التجارية.
تحذيرات من موجة جديدة في إسرائيل
وسجلت إسرائيل 4585 إصابة جديدة، الثلاثاء، في أعلى معدل إصابات يومي يسجل في البلاد منذ أبريل، وحذر منسق شؤون كورونا بروفيسور سلمان زرقا، من موجة جديدة للوباء، ستكون السادسة منذ عام 2020 وتأتي بعد فترة طويلة من إزالة القيود، حسبما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.
وعقد رئيس الوزراء نفتالي بينيت، ووزير الصحة نيتسان هوروفيتس، الأربعاء، مشاورات مع الجهات المعنية لبحث مواجهة ارتفاع معدلات الإصابة.
وذكر بيان للحكومة أنه سيتم التشديد على التوصية الصادرة للسكان من كبار السن والأشخاص المعرضين للخطر، بوضع الكمامات في الأماكن مغلقة، على أن يبقى وجوب وضع الكمامات في المؤسسات الطبية. وستُعقد جلسات وتجرى تقييمات للوضع بشكل مستمر، بناءً على المعطيات والحاجة.
ووفق آخر الإحصاءات لوزارة الصحة، فإن عدد الحاصلين على على 4 جرعات من اللقاح يصل إلى أكثر من 813 ألفاً، بينما يصل عدد متلقي 3 جرعات إلى 4.5 مليون، أما الحاصلين على جرعتين من اللقاح فيصل عددهم إلى 6.1 مليون، وكذلك فقد بلغ عدد متلقي جرعة واحدة من اللقاح 6.7 مليون.
وأوصى خبراء في وزارة الصحة الإسرائيلية، بعدم إعطاء جرعة خامسة من التطعيم حالياً، ولكن تقرّر الاستمرار في بحث الموضوع وفقاً لانتشار الوباء.
إصابات مرتفعة بالضفة الغربية
كذلك، سجلت الضفة الغربية ارتفاعاً في أعداد الإصابات، إذ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الاثنين، أنه خلال الفترة بين 29 مايو و5 يونيو تم تسجيل 168 إصابة جديدة، مقابل 123 حالة إصابة في الأسبوع الذي سبقه.
تراجع أعداد الإصابات المسجلة في مصر
وفي مصر، أظهر آخر إحصاء أصدرته وزارة الصحة في 28 مايو الماضي، أنه في الفترة من 21 مايو وحتى 27 مايو، وصل متوسط الإصابات اليومي إلى 4 حالات إيجابية وحالتي وفاة، بينما بلغ متوسط عدد المتعافين اليومي 16 متعافياً.
وأشارت الوزارة إلى أن عدد الحاصلين على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بلغ 35.2 مليون شخص.
تعد تلك الأرقام منخفضة مقارنة بشهر أبريل، إذ أعلنت القاهرة في مطلع أبريل، وصول معدل الإصابات اليومي إلى 400 حالة يومياً، مع تسجيل 7 حالات وفاة.
وبلغ عدد الحاصلين على اللقاح في مصر حتى أبريل أكثر من 32 مليوناً و997 ألف شخص، ما يعني زيادة في أعداد المتلقين للقاح إلى قرابة مليوني شخص.
وفي شأن الإجراءات الاحترازية، عُقد آخر اجتماع للجنة الأوبئة والجوائح الصحية في مارس، حين أعلنت تخفيف القيود التي سبق فرضها لمجابهة انتشار الفيروس.
وأعلنت اللجنة في مارس السماح بفتح دور المناسبات الملحقة بالمساجد، وإقامة موائد الرحمن في شهر رمضان والسماح للمطاعم والمقاهي في شهر رمضان بالإغلاق في الساعة الثانية صباحاً، وإقامة الأفراح والمناسبات في القاعات المغلقة داخل الفنادق.
لكن القاهرة حتى الآن تشترط ارتداء الكمامات في المصالح الحكومية للمترددين عليها والعاملين فيها، وفي وسائل النقل العامة.
ارتفاع كبير للإصابات في لبنان
وفي لبنان، شهدت الإصابات ارتفاعاً كبيراً، الأربعاء، إذ أعلنت وزارة الصحة تسجيل 195 حالة جديدة، ارتفاعاً من 111 حالة، الثلاثاء. وأصبح العدد الإجمالي للإصابات 1.1 مليون حالة.
اللقاح لا يمنع الإصابة
وعلق استشاري أمراض الحساسية والمناعة أمجد الحداد، على ارتفاع معدلات الإصابة، بقوله إن تخفيف الإجراءات الاحترازية أدى إلى ارتفاع معدلات الإصابة مجدداً، وإن كان بوتيرة بطيئة.
وأضاف لـ"الشرق" أن الإصابات الجديدة تكون أعراضها أخف، ولا تشهد حدوث مضاعفات شديدة بعد الشفاء نظراً لحصول قطاع كبير من المواطنين حالياً على اللقاحات.
واعتبر الحداد، أن الجميع معرض للإصابة، حتى وإن كان حاصلاً على كافة جرعات اللقاح، ولكن دور التطعيم هو الحد من الأعراض والمضاعفات. موضحاً أنه لا علاقة بين الطقس الحار وانخفاض الإصابة، مشيراً إلى أن الأبحاث العلمية لم تثبت وجود رابط بين حالة الطقس والإصابة بكورونا.
إهمال التدابير الوقائية
عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة مجدي بدران، اعتبر أن التطعيم لن يمنع الإصابة و لا يمنح حماية 100%، ولكنه يخفف من شدة الأعراض ويجعلها بسيطة ومتوسطة، ويقلل من الحاجة للاحتجاز في المستشفيات، كما يقلل من الوفيات إلى حد كبير.
وقال بدران لـ"الشرق"، إن "من يُهمل التدابير الوقائية سوف يُعاقب من كورونا"، مؤكداً أنه لا يجب الاطمئنان بعد تلقي اللقاحات، مشيراً إلى ضرورة الالتزام بالتدابير والإجراءات الاحترازية.
وأضاف: "بعض الشعوب كان لديهم أماناً زائداً، وهذا الأمان جعلهم يستهترون بالتدابير الوقائية، وخلعوا الكمامات، و أهملوا غسل اليدين، وتخلوا عن التباعد الاجتماعي، ما أدى إلى زيادة الإصابات، وكأنها عقوبة من كورونا ودرس لكل شعوب العالم".
وتابع أن جائحة كورونا لم تنته بعد، والعالم سجل الأسبوع الماضي، نحو 3.5 مليون إصابة جديدة، و8485 وفاة.
اقرأ أيضاً: