دراسة أميركية تكشف سبب أعراض "كوفيد طويل الأمد"

أفراد الطاقم الطبي في وحدة العناية المركزة لمرضى كوفيد-19 في مستشفى"لا تيمون" في مرسيليا - 10 ديسمبر 2021 - REUTERS
أفراد الطاقم الطبي في وحدة العناية المركزة لمرضى كوفيد-19 في مستشفى"لا تيمون" في مرسيليا - 10 ديسمبر 2021 - REUTERS
واشنطن-أ ف ب

أفادت دراسة أميركية حديثة بأن الرد المناعي على الإصابة بفيروس كورونا الذي يؤدي إلى تضرر الأوعية الدموية الدماغية، قد يكون مسؤولاً عن أعراض "كوفيد طويل الأمد"، بالاستناد إلى تحليل عدد قليل من الحالات.

وشملت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "براين" تحليل حالات 9 أشخاص توفوا سريعاً بعيد إصابتهم.

ولم يرصد فريق الباحثين في المعاهد الأميركية للصحة (إن آي إتش) أي آثار للفيروس في الدماغ، بل وجدوا في المقابل أجساماً مضادة، تتحمل مسؤولية الأضرار اللاحقة بأغشية الأوعية الدموية التي تتسبب خصوصاً بالتهابات.

آثار طويلة

ويمكن لهذا الاكتشاف أن يفسر بعض الآثار الطويلة الأمد للإصابة، بينها الصداع والتعب المزمن وفقدان حاستي الشم والذوق، ومشكلات النوم والإحساس بالوهن الفكري، كما قد يفتح ذلك آفاقاً لعلاجات مستقبلية.

وأوضح المعد الرئيسي للدراسة أفيندرا نات، في بيان، أن "المرضى يطورون غالباً مضاعفات عصبية بعد الإصابة، غير أن المسار الفيزيولوجي المَرَضي غير مفهوم بصورة جيدة".

وأضاف: "أظهرنا سابقاً الأضرار التي تطال الأوعية الدموية في دماغ المرضى خلال عمليات تشريح لكننا لم نكن نفهم السبب وراء ذلك، وأظن أن هذا المقال يقدم لنا عناصر جديدة بشأن هذه العملية".

وتمت مقارنة دماغ 9 مرضى تراوح أعمارهم بين 24 و73 عاماً، بـ 10 آخرين من مجموعة ضابطة، ورصد الباحثون الالتهابات العصبية والرد المناعي.

وبحسب ما اكتشفه العلماء، فإن الأجسام المضادة التي أفرزت نتيجة الإصابة بكورونا، استهدفت عن طريق الخطأ الخلايا التي يتكون منها الحاجز الدموي الدماغي الذي يحيط بالأوعية الدموية في الدماغ ويحاول التصدي للمواد الغريبة.

ويمكن التدهور الحاصل أن يؤدي بدوره إلى تسرب بروتينات وحالات نزف وتجلطات في الدم، ما يزيد خطر التعرض لجلطات دماغية، كما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى رد مناعي لإصلاح الخلايا المتضررة، ما يتسبب بالتهاب.

وتعرض انتظام العمل الحيوي لهذه الأجزاء المتضررة في الدماغ إلى اختلالات.

وقال الباحث أفيندرا نات: "من الممكن تماماً أن يصيب الرد المناعي عينه المرضى المصابين بـ(كوفيد طويل الأمد)، ما يؤدي إلى إصابات دماغية".

وأوضح أن "هذه النتائج لها انعكاسات علاجية شديدة الأهمية".

ويمكن على سبيل المثال معالجة المصابين بأعراض الإصابة طويلة الأمد من خلال الحد من إنتاج أجسام مضادة مسؤولة عن الأضرار اللاحقة بالدماغ.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات