الولايات المتحدة.. لا تبرع بلقاحات كورونا إلا بعد تطعيم معظم الأميركيين

صيدلي أميركي يعد جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في مركز طبي بواشنطن - 27 يناير 2021 - REUTERS
صيدلي أميركي يعد جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في مركز طبي بواشنطن - 27 يناير 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية للصحافيين، الخميس، إن إدارة الرئيس جو بايدن، لن تتبرع للدول الفقيرة بأي جرعة من لقاحات فيروس كورونا التي اشترتها، إلا بعد تطعيم معظم الأميركيين. 

وأشار موقع "بوليتيكو" إلى أن هذه التصريحات جاءت قبل يوم واحد فقط، من انضمام بايدن للاجتماع الافتراضي لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، إذ إنه من المقرر أن يصل قادة الدول الصناعية الكبرى لحلول تتعلق بالتوزيع العالمي للقاح الذي تجاهل الدول الفقيرة.

4 مليارات دولار

وقال المسؤول، إن بايدن سيعلن في الاجتماع، الذي يمثل أولى مشاركاته متعددة الأطراف منذ وصوله لسدة الحكم، أن الولايات المتحدة ستوجه 4 مليارات دولار خصصها الكونغرس لمنظمة "جافي"، للمساعدة في شراء لقاحات فيروس كورونا للدول الفقيرة.

وسيوجه نصف التمويل لدعم شراء جرعات اللقاح لـ 92 دولة فقيرة ونامية عبر برنامج "كوفاكس"، وهو الجهد العالمي الذي تقوده "جافي" ومنظمتان أخريان لضمان عدالة الوصول إلى اللقاح.

وسيتم تخصيص النصف الآخر على مدى العامين القادمين للتوسع في صناعة اللقاحات وتسليمها.

ويتوقع صرف أول 500 مليون دولار على وجه السرعة، فيما تأمل الإدارة أن يشجع هذا التبرع الدول الأخرى على المساهمة بشكل أكبر في هذا الجهد الذي تقدر تكلفته بـ 15 مليار دولار.

مخاوف

كانت الدول الفقيرة، ومناصرو الصحة العالمية، يطالبون الدول الغنية، بمشاركة جزء من إمداداتها من اللقاح، محذرين من أن التوزيع غير العادل للقاح قد يجعلها تواجه مشكلة تفشي فيروس كورونا لسنوات.

وبحسب خبراء، يحتمل أيضاً أن يؤدي السماح باستمرار تزايد الإصابات في جميع أنحاء العالم، إلى ظهور فيروسات متحورة جديدة يمكن أن تهدد بإطالة أمد الوباء في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء.

ومع ذلك، ركزت الدول الأكثر ثراءً التي استحوذت على أغلب جرعات اللقاح المتاحة على تطعيم مواطنيها أولاً، بسبب ما تواجهه من ضغوط لتسريع وتيرة تلك الجهود.

وأوضح المسؤول في إدارة بايدن في مكالمة هاتفية مع "بوليتيكو" (لم تسمه)، أن الأولوية في الولايات المتحدة لتطعيم الأميركيين.

وقال المسؤول: "بينما لا يمكننا مشاركة جرعات اللقاح في هذا الوقت بسبب تركيزنا على تطعيم الأميركيين، نعمل بجد لدعم (كوفاكس) لتعزيز التطعيم في جميع أنحاء العالم، ووضع الجدول الزمني للوقت الذي تتوافر لنا فيه إمدادات كافية من اللقاح في الولايات المتحدة، ونكون قادرين على التبرع بالفائض للآخرين".

وقالت إدارة بايدن، إنها تتوقع الحصول على جرعات كافية لجميع الأميركيين بحلول نهاية يوليو المقبل، على الرغم من أن الأمر سيستغرق وقتاً أطول لاستكمال التطعيمات.

قلق عالمي

في سياق متصل، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقابلة نشرها موقع "بوليتيكو"، الخميس، عن أمله في إقناع الرئيس بايدن، وقادة مجموعة السبع الآخرين بالالتزام بمشاركة 3 إلى 5% من إمدادات اللقاح الخاصة بدولهم، مع الدول الفقيرة على الفور.

وقال ماكرون إنه يشعر بالقلق إزاء "حرب السيطرة على اللقاحات" التي أشعلتها الصين وروسيا بالتبرع بجرعات من لقاحات محلية الصنع للدول الفقيرة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، للصحافيين الأسبوع الماضي إن إدارة بايدن تابعت "هذه الإجراءات باهتمام".

وفي وقت لاحق الجمعة، دعا ماكرون، الدول الغربية لتقديم 13 مليون جرعة من اللقاحات إلى الحكومات الإفريقية "في أسرع وقت ممكن".
وقال، أمام مؤتمر ميونيخ للأمن عبر الفيديو من باريس: "لدى القارة الإفريقية 6,5 مليون عامل في مجال الصحة، تحتاج إلى 13 مليون جرعة لحمايتهم والسماح لأنظمتهم الصحية بالصمود في ظل الأزمة".

وبدأت الهند أيضاً، التبرع وبيع جرعات من اللقاحات المنتجة محلياً إلى الدول الفقيرة، التي لا تستطيع الحصول على جرعات أخرى.

وتعتقد إدارة بايدن أن دعم "كوفاكس" هو "إحدى أفضل الطرق لتوسيع دائرة الوصول إلى لقاحات كورونا"، كما قال المسؤول، مشيراً إلى أن "كوفاكس" تعمل فقط في اللقاحات التي تلبي معايير منظمة الصحة العالمية للسلامة والفعالية.

تراخيص اللقاحات

وحتى الآن لم تمنح منظمة الصحة العالمية ترخيص استخدام الطوارئ للقاحات المصنعة في روسيا والصين، بسبب شكوك حول معدلات فعاليتها، ومن المتوقع اتخاذ قرار بشأن لقاحات "سينوفاك" و"سينوفارم" الصينيين، في مارس المقبل، على أقرب تقدير.

في المقابل، منحت منظمة الصحة العالمية ترخيص طوارئ للقاحى "فايزر - بيونتيك"، و"أسترازينيكا- أكسفورد"، ويتوقع بدء وصول أولى جرعات "كوفاكس" إلى عشرات الدول في الأسبوع المقبل. ويهدف منظمو "كوفاكس" إلى تسليم 2 مليار جرعة بحلول نهاية العام، مع التركيز على تطعيم العاملين في قطاع الرعاية الصحية والأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.