دراسة تحذر من تغذية الكلاب باللحوم النيئة: أكبر خطر على الصحة العامة

تغذية الكلاب الأليفة باللحوم النيئة خطر على الصحة العامة - Getty Images
تغذية الكلاب الأليفة باللحوم النيئة خطر على الصحة العامة - Getty Images
القاهرة -محمد منصور

كشفت دراسة جديدة نشرت، الخميس، عن وجود علاقة بين تغذية الكلاب الأليفة باللحوم النيئة، ووجود بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.

وتصف منظمة الصحة العالمية، مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية بأنها "أكبر المخاطر التي تحيق اليوم بالصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية".

والمضادات الحيوية هي أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية.

وبحسب منظمة الصحة، فإن مقاومة المضادات الحيوية آخذة في الارتفاع إلى مستويات خطيرة في كافة أنحاء العالم، وتهدد القدرة على علاج الأمراض المعدية الشائعة.

انتقال البكتيريا إلى الإنسان

وتوصلت دراستان بقيادة فريق في جامعة بريستول البريطانية، إلى أن الكلاب التي تتغذى على نظام غذائي من اللحوم النيئة كانت أكثر عرضة لإفراز البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية الإشريكية القولونية في برازها.

وأظهرت أبحاث سابقة أن هناك إمكانية لتقاسم البكتيريا بين الكلاب وأصحابها من البشر من خلال التفاعل اليومي، ما دفع الباحثين إلى اقتراح أن التغذية النيئة ليست الخيار الغذائي الأكثر أماناً، وبالتالي يجب أخذ احتياطات إضافية عند التعامل مع اللحوم النيئة والحرص بشكل خاص في التعامل مع براز الكلاب.

وعملت الدراسة التي نشرت، الخميس، على الكلاب البالغة ووجدت روابط بين الكلاب التي تأكل اللحوم النيئة وتفرز الإشريكية القولونية المقاومة. 

ويدعم البحث دراسة حديثة أجراها الفريق نفسه، تقول إن الجراء البالغة من العمر 16 أسبوعاً قد تفرز البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية إذا تم إطعامها بنظام قائم على اللحوم النيئة.

كلاب الريف أقل خطراً

وتلعب البيئة التي تعيش فيها الكلاب دوراً في إمكانية إفراز البكتيريا المقاومة، إذ كانت التغذية عامل خطر قوي للكلاب التي تعيش في الريف، بينما في الكلاب التي تعيش في المدينة، كانت عوامل الخطر أكثر تعقيداً بكثير، وربما تعكس مجموعة متنوعة من أنماط الحياة والتعرضات البيئية بين كلاب المدينة.

اعتمدت الدراستان على عينة من 823 كلباً وأصحابها (223 جرواً للدراسة الأولى و600 كلب بالغ في الدراسة الثانية) وحرر المالكون استبيانات بشأن كلابهم والوجبات الغذائية للكلاب والبيئة، وقدموا عينات براز من كلابهم.

وحلل الباحثون العينات للتأكد من وجود الإشريكية القولونية المقاومة للمضادات الحيوية من عدمه، وكذلك حللوا عوامل الخطر التي أجريت لاستكشاف الارتباطات بين عوامل نمط الحياة والبيئات المبلغ عنها في مسح المالك والكشف عن الإشريكية القولونية المقاومة.

البكتيريا لا تعني المرض

وقال أستاذ علم الجراثيم الجزيئية في جامعة بريستول، ماثيو أفيسون، وهو مؤلف الدراسة، إن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية موجودة في كل مكان، ولكن بعض المضادات الحيوية تعتبر ذات أهمية حاسمة للاستخدام في البشر.

وأضاف في بيان للجامعة: "أظهرنا أن الكلاب التي تتغذى على اللحوم النيئة من المرجح أن تحمل البكتيريا المقاومة لهذه الأدوية الهامة، ولكن هذا لا يعني بالطبع أن الحيوان، أو المالك، سيمرض".

والإشريكية القولونية هي بكتيريا واسعة الانتشار موجودة في أمعاء جميع البشر والحيوانات، ومع ذلك فهي سبب شائع للعديد من الأمراض بما في ذلك عدوى المسالك البولية ويمكن أن تسبب مرضاً خطيراً بما في ذلك الإنتان (حالة قد تهدد الحياة بسبب تدمير الجسم لأنسجته عند استجابته للعدوى) إذا انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وأضاف أفيسون: "نحن نعلم أن البشر والحيوانات يشتركون في البكتيريا مع بعضهم البعض، لذلك فبعض أنواع البكتيريا الموجودة في الحيوان الأليف قد يكون موجوداً في صاحبه أيضاً".

وينصح الباحثون أصحاب الحيوانات الأليفة بالحرص على النظافة الجيدة، وعدم إطعام الكلب اللحوم النيئة.

اقرأ أيضاً: