أعلنت الصين، الأحد، تلقي رئيسها شي جين بينج وجميع قادة الدولة جرعات من لقاح مضاد لفيروس كورونا محلي الصنع، في أول تأكيد رسمي من نوعه، في ظل غياب الإلزام الرسمي بتلقي اللقاح، وفق "بلومبرغ".
وقال زينج يى شين المسؤول بلجنة الصحة الوطنية، في إفادة صحافية السبت، إن القيادة الصينية "واثقة للغاية" في اللقاحات المحلية. كما أشار إلى المخاوف المحيطة بالحقن، قائلاً إن اللقاحات لن تسبب أمراضاً مثل اللوكيميا (سرطان الدم) والسكري.
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد رفضت سابقاً التعليق على حالة تطعيم الرئيس شي جين بينج، على عكس قادة كثير من الدول.
وركزت تصريحات المسؤول الصحي الصيني على المطالب بجعل اللقاحات "منفعة عامة عالمية"، والتقدم في مجال البحث العلمي، والدعوات على نطاق واسع بإعطاء المواطنين التطعيم في المنازل.
تطعيم الكبار
بينما تم تطعيم ما يقرب من 90% من إجمالي سكان الصين بشكل كامل، فإن فئة المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً تقل نسب التطعيم بها، إذ تلقى حوالي 61% فقط منهم جرعتي لقاح، مقارنة بحوالي 89% للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و69 عاماً، و87% لمن تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عاماً.
وبحسب "بلومبرغ" أصبح "تمرد" 267 مليون شخص في البلاد يفوق عمرهم الستين عاماً بشأن تلقي اللقاح، عاملاً في إبقاء الصين عالقة في استراتيجيتها الانعزالية "صفر كورونا".
وأضافت الوكالة أن ذلك "جعل من الصعب التخفيف التام للقواعد المتعلقة بالاختبارات الجماعية وعمليات الإغلاق وقيود السفر"، وترك الاقتصاد في "خطر دائم بالاضطراب".
وأوضحت أنه بينما يشجع المسؤولون كبار السن على تلقي اللقاحات، فإن المخاوف بشأن الآثار الجانبية المحتملة، بما في ذلك تفاقم بعض الأمراض الموجودة، أبعد العديد من كبار السن عن الإقبال على التطعيم.
ومع ذلك، أظهرت أحدث البيانات تراجعاً من جانب الرافضين لتلقي اللقاح، إذ ارتفعت المعدلات بين أولئك الذين يبلغ عمرهم 80 عاماً فما فوق 51% في مارس.
خط أحمر
ولفتت "بلومبرغ" إلى أنه تم إلغاء أول محاولة لفرض إلزامية تلقي اللقاح في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أيام من إعلان مسؤولي بلدية بكين عزمهم إقرار إلزامية التطعيم.
وأثارت خطة لمنع دخول الأماكن العامة دون دليل على التطعيم غضباً عبر الإنترنت، إذ وصفها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الصينيون بأنها تحد من حرياتهم بصورة غير قانونية، وتساءلوا عن مدى فعالية اللقاحات ضد المتغيرات المناعية.
وبرزت إلزامية اللقاح كخط أحمر مفاجئ للحزب الشيوعي الحاكم. وقالت "بلومبرغ" إن القيادة الصينية "لم تكن حتى الآن راغبة في إلقاء رأسمالها السياسي أو ثقل الدولة الأمنية وراء اللقاحات، على الرغم من الإعلان عن إمدادها بالجرعات المحلية إلى دول أخرى وعدم وجود خارطة طريق للخروج من سياسة صفر كورونا دون تغطية كاملة باللقاحات".
وأردفت أنه "من غير الواضح ما إذا كان ذلك بسبب عدم رغبة حكومة شي في ممارسة سلطتها أو عدم وجود إجماع بشأن فعالية اللقاحات".
وبلغ إجمالي عدد الإصابات المحلية على مستوى البلاد 722 حالة الجمعة، بما في ذلك 594 حالة بدون أعراض، وفقاً للجنة الصحة الوطنية.
ويعد هذا أقل من 880 حالة تم الإبلاغ عنها الخميس، على الرغم من أن الإصابات كانت تقارب أعلى مستوى لها في شهرين.
ولكن الإصابات عادت إلى الارتفاع السبت، إذ سجل بر الصين الرئيسي 982 إصابة جديدة بفيروس كورونا السبت، منها 129 إصابة مصحوبة بأعراض و853 بلا أعراض.
اختبارات يومية
إلى ذلك، أعلنت حكومة منطقة ماكاو الإدارية الخاصة التابعة للصين إلزام سكانها بإجراء الاختبارات السريعة للكشف عن الإصابة بكورونا بصورة يومية، وإبلاغ الحكومة بالنتائج حتى نهاية الشهر الجاري، مع إجراء الاختبارات المعملية الجماعية في نهاية الأسبوع المقبل.
وقالت الحكومة في بيان، الأحد، إن القرار يشمل الرضع والأطفال الصغار وكبار السن، وغيرهم ممن تم إعفاؤهم من تفويضات الاختبار السابقة، بما في ذلك أولئك الذين لا يستطيعون المشي، وفق ما ذكرته "بلومبرغ".
يأتي ذلك مع دخول ماكاو فترة "الدمج"، إذ تحاول إبقاء حالات الإصابة عند مستوى منخفض للغاية، حتى أثناء إعادة فتح الكازينوهات.
أبلغت المدينة عن خمس حالات جديدة في 23 يوليو، وكلها داخل المناطق الخاضعة للرقابة أو منشآت الحجر الصحي. لم تكن هناك حالات مجتمعية جديدة. تم اكتشاف ما مجموعه 1810 إصابات في ماكاو منذ 18 يونيو.
تعكس استجابة ماكاو لتفشي المرض سياسة صفر كورونا التي تتبعها الصين، إذ يتم بذل كل جهد ممكن للقضاء على الفيروس.