أفاد تقرير تابع لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، الأربعاء، بأن الأزمات العالمية وبينها الغزو الروسي لأوكرانيا وتفشي جائحة كورونا، عرقلت المعركة العالمية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".
وقالت ويني بيانييما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعنى بفيروس الإيدز: "خرجت الاستجابة لوباء الإيدز عن مسارها بسبب الأزمات العالمية، من تفشي كورونا إلى حرب أوكرانيا والأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عنها".
وأشار التقرير الذي حمل عنوان "خطر" إلى أن "وباء كورونا وحالات عدم الاستقرار الأخرى، أديا إلى تعطيل الخدمات الصحية في أنحاء العالم، كما أن ملايين التلاميذ كانوا خارج المدارس، ما زاد من تعرضهم للإصابة بالإيدز".
ومع انخفاض معدل الإصابات الجديدة على مستوى العالم منذ بلغ ذروته منتصف التسعينات، لا يزال هناك الكثير للقيام به لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في القضاء على المرض بحلول العام 2030، إذ قالت بيانييما: "يمكننا القضاء على الإيدز بحلول العام 2030، لكن علينا التحرك".
الانخفاض الأقل منذ 2016
وعلى الرغم من أن الإصابات الجديدة بفيروس الإيدز استمرت في الانخفاض العام الماضي في العالم بنسبة 3.6% مقارنة بالعام 2020، فإنه أقل انخفاض سنوي منذ العام 2016.
واستمر عدد المصابين بالإيدز الذين يتلقون العلاج في الارتفاع عام 2021، لكنه بلغ 1.47 مليون فقط مقارنة بمليونين في السنوات السابقة، وهذا أقل ارتفاع على هذا الصعيد منذ العام 2009.
وارتفعت الإصابات الجديدة في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأميركا اللاتينية، بما يتماشى مع الاتجاهات السائدة منذ سنوات.
وشهدت منطقة آسيا والمحيط الهادئ ارتفاعاً طفيفاً في عدد الإصابات بالإيدز، خلافاً للانخفاضات التي سجلتها في السابق.
وعالمياً، سُجلت إصابة 38.4 مليون شخص في العام 2021، مع 650 ألف وفاة بسبب أمراض مرتبطة بالإيدز، كما تأثرت الشابات والمراهقات بشكل غير متناسب، مع حدوث عدوى جديدة بينهن كل دقيقتين.
وسجّلت معظم الإصابات الجديدة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، 59% عام 2021، لكن هذه النسبة تتناقص مع تباطؤ الانخفاض في الحالات الجديدة في سائر أنحاء العالم.
غزو أوكرانيا وتخفيض المساعدات
ويتزامن التقرير مع خفض البلدان ذات الدخل المرتفع مساعداتها، إذ في العام 2021، كانت الموارد الدولية المتاحة للإيدز أقل 6% مما كانت عليه في العام 2010، مع انخفاض المساعدة الثنائية من الولايات المتحدة بنسبة 57% على مدى العقد الماضي.
وذكرت الأمم المتحدة أن الاستجابة للإيدز في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل "أقل بثمانية مليارات دولار عن المبلغ المطلوب بحلول العام 2025".
من جهته قال أنتوني فاوتشي كبير مسؤولي الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إنه يخشى من أن يعيق التعب الناجم عن فيروس الإيدز تخصيص الموارد لمكافحته.
وأضاف: "عندما يكون لدينا مرض تعامل معه كمجتمع منذ أكثر من 40 عاماً، هذا وحده يقلل الحماس. مع إضافة كورونا وجدري القرود إلى المزيج، يشعر الناس بالإرهاق من الأوبئة، لذلك أعتقد أن التحدي الذي يواجهنا يتحتم علينا أن نعمل بجهد أكبر لإعادة فيروس نقص المناعة البشرية إلى الواجهة".
من جانبه، دعا أندريه كليبيكوف المدير التنفيذي لتحالف "بابلك هيلث" وهي مجموعة مناصرة لمكافحة الإيدز في أوكرانيا، إلى إيلاء اهتمام خاص لبلاده على هذا الصعيد في ضوء الغزو الروسي.
وقال إن "أكثر من 100 ألف مصاب بالإيدز يعيشون في مناطق متأثرة بشكل مباشر بالحرب"، مشيراً إلى الحاجة لمزيد من الأموال من برنامج "بيبفار" الأميركي لمكافحة الإيدز وكذلك من برنامج الأمم المتحدة.
تفاوتات عرقية
وأشار التقرير إلى عدم المساواة العرقية كمسبب لخطر الإصابة بالإيدز. وفي بريطانيا والولايات المتحدة، يسجّل الأشخاص من ذوي البشرة السمراء انخفاضاً أقل من ذوي البشرة البيضاء في عدد الإصابات الجديدة.
وفي أستراليا وكندا والولايات المتحدة، فإن معدلات الإصابة بالإيدز أعلى في مجتمعات السكان الأصليين، كما أظهر التقرير أن الوصول إلى العلاجات المنقذة للحياة يتعثر، وينمو بأبطأ معدل له منذ أكثر من عقد.
وعلى الرغم من أن 3 أرباع المصابين بالإيدز حصلوا على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، فإن 10 ملايين شخص حرموا منه.