ظلت السيدة شيري ساينز على قيد الحياة لمدة 30 عاماً على الرغم من إصابتها بسرطان الدماغ العدواني، والذي يقول الأطباء عنه إنه يكون قاتلاً عادة في غضون 5 سنوات.
وحتى الآن، تستمتع ساينز بالحياة كزوجة وأم لسيدتين شابتين، وجدة لطفلة.
ويُعد سرطان الدماغ أحد أكثر الأورام عدوانية، فمعدلات البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بعد التشخيص لا تزيد عن 10%، وفي حالة عودة الإصابة به مرة أخرى، تنخفض النسبة بشدة لتصل إلى قرابة 1%.
في عام 1992، تم تشخيص حالة ساينز بأنها إصابة بسرطان المخ، ما جعلها تشعر بالقلق بشأن ما إذا كانت سترى ابنتيها، ناهيك عن أحفادها يكبرون.
وقال طبيبها المعالج وهو رئيس قسم المخ والأعصاب في مركز ومستشفى "سيدارز سيناي" بمدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة إن ساينز تقوم بعمل مذهل للغاية "كل عام عندما أراها في المستشفى هو متعة حقيقية بالنسبة لي، أراها في الجدول الزمني، وأنا أنظر إلى فحص بالرنين المغناطيسي خال من الورم".
عندما تم تشخيص إصابة ساينز بورم دماغي، كانت ابنتاها تبلغان من العمر سنتين وسنة على الترتيب، ووقتها كان كل ما تخشاه هو أن تموت.
وقالت ساينز إنها كانت تكتب رسائل إليهما: "لقد كتبت رسائل بمناسبة تخرجهم ولكل عيد من أعياد ميلادهما، في حال لم أكن هناك".
في البداية، أجرى الأطباء إزالة للورم بنجاح في مركز طبي بشمال كاليفورنيا، لكن الإصابة تكررت مرة أخرى بعد عام، وأرادت ساينز البقاء بالقرب من عائلتها في جنوب كاليفورنيا أثناء العلاج، وأخبرها الجراح أن الطبيب الآخر الوحيد الذي يثق به في رعايتها هو "بلاك".
بدأ بلاك وفريقه في إزالة الورم الثاني الذي تبين أنه نوع أقل عدوانية من الأول ثم أجرى الجراحة مرة أخرى عام 2007 عندما أظهرت فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي أن الورم عاد مرة أخرى، وهنا حصلت ساينز على علاج تجريبي جديد بجانب العلاج الكيميائي التقليدي.
وحقق العلاج نجاحاً باهراً، بحسب طبيبها المعالج الذي قال إن مراقبة ساينز على مدار السنوات الماضية لم تُظهر أيّ دليل على عودة الورم.
تجنب التفاصيل
لكن، كيف نجت ساينز من تلك المحنة؟
قال طبيبها المعالج إنها حصلت على رعاية طبية متميزة، علاوة على أنها استمعت ونفذت مجموعة من النصائح.
النصيحة الأولى، حسب بلاك هي تجنب الدخول في التفاصيل، موضحاً أن البحث عن المعلومات على الإنترنت سيجعل المريض يقرأ الكثير من الأشياء المروعة حول فرص النجاة من ورم في المخ.
وأضاف: "ما تعلمناه أن كل مريض يختلف عن الآخر، وكل ورم سيستجيب بشكل مختلف، ليست هناك ضمانات، لكننا نعلم أنه في عدد كبير من المرضى، يمكننا تحقيق البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل بجودة جيدة الحياة، ساينز مثال ممتاز".
وشدد بلاك على أن المريض يجب أن يكون "صبوراً للغاية"، مشيراً إلى أن ساينز لعبت دوراً نشطاً في معركتها ضد سرطان الدماغ، إذ مارست الرياضة، وأكلت بشكل صحيح واتبعت أوامر الطبيب.
ولفت إلى أهمية أن يخوض المريض معركته دون استسلام، وضرورة مراقبة المرضى الذين عولجوا من أورام المخ بانتظام للتأكد من تكرار حدوثها، معتبراً أن الإصابة "لا تعني النهاية وحالة ساينز تؤكد ذلك".
اقرأ أيضاً: