كشفت دراسة حديثة بأن "جراحة استباقية" قد تكون فعّالة لعلاج قرحة القدم السكرية، لافتة إلى أنها نجحت في حل مشكلات القرحة لدى 19 مريضاً ومنعت تعفن الدم، وخفضت معدلات تكرار العدوى مقارنة بـ15 مريضاً جرى علاجهم بشكل متحفظ.
وذكرت الدراسة التي نُشرت نتائجها خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية، أن "الإجراء بسيط نسبياً إلّا أن إمكاناته ثورية".
وأشارت الدراسة إلى أن مجموعة من الإجراءات أثرت على نتائج علاج المُصابين بالقدم السكرية من خلال جراحة بسيطة استباقية، موضحة أنه خلال الفترة بين أبريل 2019 وأبريل 2021، عرض على 19 مريضاً يعانون من قرحة القدم السكرية (من دون خراجات مرتبطة بها) إجراء جراحة بسيطة من قبل جراح العظام تحت التخدير الموضعي عن طريق الجلد، في حين عولج 14 مريضاً بشكل متحفظ.
وأضافت: "كان الهدف من الجراحة هو ضبط آليات القدم لإزالة الضغط على المنطقة المتقرحة لتسريع الشفاء، وكان لدى جميع المرضى الـ19 الذين خضعوا لعملية جراحية أدلة على إصابتهم بمرض السكري و/أو الاعتلال العصبي (تلف الأعصاب)".
وتابعت: "خضع 10 مرضى في متوسط عمر 71 عاماً، بينهم امرأتين، يعانون من قرحة في قمة إصبع القدم مع أوتار مثنية تالفة، لتدخل بسيط يستهدف قطع تلك الأوتار للمساهمة في استرخاء إصبع القدم في وضع مستقيم، وخضع 9 مرضى آخرون في متوسط عمر 49 عاماً وجميعهم ذكور ويعانون من قرحة على باطن القدم خلف أصابع القدم وضيق في وتر العرقوب، لإطالة وتر (أخيل) بهدف تمديده للسماح للمريض بالمشي على مسطح القدمين".
وأشار الباحثون إلى أنه بعد عام واحد من التدّخل البسيط، وبالمقارنة مع الذين عولجوا بطريقة تقليدية، حدث تكرار القرحة في مريضين فقط (أقل من 10%) في مجموعة الجراحة مقارنة بـ10 مرضى (66%) في مجموعة العلاج التحفظي التقليدي.
وأكدوا أنه أثناء المتابعة، لم يتم إدخال أي مريض في مجموعة الجراحة لإنتان القدم السكري - تسمم الدم - مقارنة بـ7 حالة بنسبة 46% في مجموعة الرعاية المعتادة، لافتين إلى أن البتر كان أكثر شيوعاً في مجموعة الرعاية المعتادة بإجمالي 7 مرضى بنسبة 66% من مجموعة الجراحة، ولم يمت أي مريض في مجموعة الجراحة، في حين توفي 6 في المجموعة التي خضعت لتقنيات العلاج التقليدي.
تكلفة منخفضة
ويقدر الباحثون أنه بالمقارنة مع متوسط تكلفة الرعاية المعتادة البالغ 9902 جنيه إسترليني (نحو 11 ألف و300 دولار) كان متوسط تكلفة الإجراء الجديد 1211 جنيهاً إسترلينياً (نحو 1380 دولاراً) بانخفاض يصل إلى 88% من تكاليف الرعاية الصحية بعد الإجراء.
وتُعد مشكلات القدم أحد أكثر الأعراض شيوعاً لدى مرضى السكري، إذ يُمكن بمرور الوقت تلف الأعصاب، المسمى بالاعتلال العصبي السكري، بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم.
ويمنع الاعتلال التئام الجروح بسبب ضعف تدفق الدم، ما قد يؤدي للإصابة بالغرغرينا، التي تُسبب موت الأنسجة ما يُجبر الأطباء على بتر القدم، أو جزء منها، لمنع انتشار المرض في بقية الجسم.
والقدم السكرية هي تقرحات مفتوحة أو جروح تحدث في حوالي 15% من مرضى السكري في مرحلة ما من حياتهم، وتقع القرحة عادة في المناطق الأكثر تحملاً للوزن مثل أسفل القدم، وهي السبب في حوالي 80% من عمليات بتر الأطراف السفلية.
وتؤدي القرحة إلى رفع معدلات الوفيات إذ يموت ما يصل إلى نصف المرضى في غضون 5 سنوات من الإصابة، وترتفع النسبة إلى 70% في غضون 5 سنوات بعد البتر.
ويُعد التدخل المبكر مهماً في إدارة قرحة القدم السكرية، إذ يحصل الأشخاص الذين يتلقون رعاية على أفضل النتائج بسرعة أكبر.
اقرأ أيضاً: