انضمت الولايات المتحدة إلى عدة دول فرضت إجراءات جديدة مرتبطة بمكافحة كورونا على المسافرين الوافدين من الصين، بعدما أثار تخلي بكين المفاجئ عن سياساتها الصارمة لاحتواء الفيروس مخاوف في جميع أنحاء العالم من ظهور طفرات إصابات جديدة.
ويأتي تحرك واشنطن في أعقاب إعلان إيطاليا وبلجيكا واليابان والهند وماليزيا وتايوان عن إلزام المسافرين الوافدين من الصين التي تواجه "تسونامي إصابات"، بالخضوع لاختبارات كورونا، في محاولة لمنع دخول متحورات جديدة محتملة.
الولايات المتحدة
أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أنها ستفرض اعتباراً من الخامس من يناير على جميع المسافرين الوافدين من الصين، بغض النظر عن جنسياتهم أو حالة التطعيم، إبراز نتيجة اختبار كورونا سلبية لخطوط الطيران عند المغادرة.
وأوضح مسؤولو صحة فيدراليون، الأربعاء، أن المسافرين الذين كانوا أيضاً في البلاد قبل 10 أيام من مغادرتهم إلى الولايات المتحدة، سيتعين عليهم إظهار إما اختبار "تفاعل البوليميراز المتسلسل" (بي سي آر) سلبي، أو اختبار مستضد (اختبار تشخيصي سريع للكشف عن الفيروس)، وينطبق هذا الشرط أيضاً على المسافرين من هونج كونج وماكاو.
ويمكن للمسافرين الذين ثبتت إصابتهم قبل السفر بأكثر من 10 أيام تقديم وثائق وإثبات الشفاء من كورونا بدلاً من نتيجة الاختبار السلبية. وستحتاج شركات الطيران إلى تأكيد اختبار كورونا السلبي، أو وثائق التعافي قبل الصعود على متن أي رحلة إلى الولايات المتحدة.
إيطاليا
أدخلت إيطاليا اختبار كورونا سريعاً إلزامياً لجميع الركاب الذين يدخلون البلاد من الصين، وفقاً لبيان وزارة الصحة، الذي أشار إلى أن الإجراء الجديد ينطبق أيضاً على الركاب العابرين.
كما حضت أول دولة أوروبية تعرضت لضربة قوية من كورونا أوائل عام 2020، الدول الأخرى في المنطقة على اعتماد اتفاقية اختبار جماعي، بالنظر إلى أنها جزء من منطقة شنجن مفتوحة الحدود.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن قالت السلطات في ميلانو في وقت سابق، إن ما يقرب من نصف الركاب في رحلتين جويتين من الصين ثبتت إصابتهم بالفيروس، ومعظمهم لم تظهر عليهم أي أعراض.
بلجيكا
ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية أن ديرك دي فو رئيس بلدية مدينة بروج، دعا السياح الصينيين الذين يقصدون هذه المدينة بأعداد كبيرة، إلى الالتزام بإجراء اختبارات كورونا أو متطلبات اللقاح.
وقال دي فو إن "معدل الإصابات لا يزال مرتفعاً جداً. أعتقد أنه يتعين علينا العمل إما بشهادات التطعيم أو الاختبارات".
تايوان
سيخضع الأشخاص الذين يسافرون من البر الرئيسي للصين إلى تايوان خلال شهر يناير، لاختبار "بي سي آر" عند وصولهم، وفقاً لمراكز تايوان لمكافحة الأمراض. والأشخاص الذين تثبت إصابتهم، سيتعين عليهم التزام الحجر الصحي المنزلي لمدة خمسة أيام.
اليابان
اتخذت الحكومة اليابانية تدابير طارئة لمكافحة فيروس كورونا اعتباراً من 30 ديسمبر، لتشديد القيود على السفر من الصين. وتطلب السلطات الآن من المسافرين من البر الرئيسي للصين، وأولئك الذين كانوا هناك في غضون 7 أيام، إجراء اختبار كورونا عند الوصول، والحجر الصحي لمدة أسبوع إذا كانت نتيجة اختباراتهم إيجابية.
وستسمح السلطات بالرحلات الجوية المباشرة من البر الرئيسي للصين، وهونج كونج وماكاو فقط في بعض المطارات، وطلبت من شركات الطيران عدم زيادة عدد الرحلات الحالية.
الهند
تشترط الهند الآن إجراء اختبارات "بي سي آر" للركاب الوافدين من الصين وهونج كونج واليابان وكوريا الجنوبية وتايلندا، وسيخضع الركاب الذين تثبت إصابتهم بكورونا للعزل.
ماليزيا
تعمل ماليزيا على تحسين نظام الإدارة الرقمية الخاص بها لتتبع الأفراد الذين لديهم نتيجة إيجابية لاختبار كورونا. وسجري إعطاء الحالات الإيجابية أمر مراقبة منزلية، وأمر إفراج رقمياً.
تراجع عن "صفر كورونا"
وتعتزم الصين إعادة فتح أبوابها، ما يسمح لسكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة بالقدوم والذهاب إلى حد كبير بلا قيود.
وفي تراجع كامل ومفاجئ عن سياسة "صفر كورونا"، تخلت الصين عن جميع القيود المرتبطة بالجائحة تقريباً. وقاد ذلك لتفشي الفيروس بوحشية، من دون رقابة بين سكانها، مع احتمال إصابة ما يقرب من 37 مليون شخص في يوم واحد الأسبوع الماضي، وفق "بلومبرغ".
وعبّر الصينيون عن فرح عارم بعد إعلان بكين، الاثنين، انتهاء فترات الحجر الإلزامية عند الوصول إلى البلد في الثامن من يناير، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها تزيد من احتمالية سفر الأشخاص إلى الخارج.
ويعني هذا القرار زوال آخر أركان السياسة الصينية المعروفة بـ"صفر كورونا" التي تعزل البلد منذ نحو ثلاث سنوات، وأثارت في أواخر نوفمبر احتجاجات لم يشهد لها مثيل منذ عقود.
في غضون ذلك، تشهد المستشفيات ومحارق الجثث في الصين حالات اكتظاظ بسبب تفشي فيروس كورونا الذي يؤثر بشكل حاد على المسنين.
وتأتي موجة الإصابات قبيل عيد رأس السنة القمرية الجديدة الشهر المقبل، حيث يتوقع أن ينتقل مئات الملايين من الصينيين إلى مسقط رأسهم للاحتفال مع أقاربهم.
وبالنظر إلى أن الصين كانت تمتلك سوقاً ضخماً للسياحة الخارجية قبل الجائحة، أصبحت الدول الأخرى الآن حذرة من مخاطر عودة ظهور العدوى بين سكانها.
"نقص شفافية" بيانات
وقال مسؤول صحي أميركي رفيع إن "التفشي السريع الذي تشهده الصين مؤخراً يزيد من مخاطر ظهور متحوّرات جديدة"، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وأضاف المسؤول أن بكين لم توفر سوى معلومات محدودة لقواعد البيانات العالمية حول المتحوّرات المرصودة حالياً في الصين، فضلاً عن تراجع حملات الاختبارات والإبلاغ عن الإصابات.
وقال مسؤولون آخرون "ثمة مخاوف متزايدة في المجتمع الدولي بشأن الزيادات الراهنة في إصابات كورونا في الصين ونقص شفافية البيانات... التي تعلنها الصين".
وأقرّت السلطات الصينية من جهتها بأنه "من المستحيل" تقييم نطاق الموجة الوبائية، مخفضة من المعايير التي يُستند إليها لكي تنسب الوفاة إلى كورونا.
وأحصى المركز الصيني لمراقبة الأمراض والوقاية منها 5 آلاف و231 إصابة جديدة، وثلاث وفيات بفيروس كورونا على الصعيد الوطني، الأربعاء، وحالة وفاة واحدة الخميس. ولا شكّ في أن هذه الأرقام هي دون التقديرات الفعلية لأنه لم يعد ينبغي للمرضى الإبلاغ عن حالاتهم، بحسب "فرانس برس".
وتستخدم السلطات معلومات مستقاة من استبيانات إلكترونية وزيارات للمستشفيات ووصفات أدوية ضدّ الحمى واتصالات بخدمة الطوارئ "لتنقيح الأرقام المعلن عنها"، بحسب ما أوضح المسؤول الصحي يين وينوو خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء.
اقرأ أيضاً: