دراسة: الزواج يحافظ على مستويات سكر الدم 

حفل زفاف جماعي في شنغهاي- 5 أكتوبر 2006. - REUTERS
حفل زفاف جماعي في شنغهاي- 5 أكتوبر 2006. - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

أفادت دراسة نشرتها المجلة الطبية البريطانية "BMJ"، بأن الأشخاص المتزوجين لديهم احتمالية أكبر للحفاظ على مستويات سكر منخفضة في الدم، بغض النظر عن "مدى انسجام العلاقة بين الطرفين". 

ويمكن أن يكون للزواج آثار إيجابية وسلبية على الصحة، وقد تكون النتائج الإيجابية مبنية على عدة عوامل من ضمنها زيادة الدعم الاجتماعي، وتحسين الاستقرار الاقتصادي، والسلوكيات الصحية. 

من ناحية أخرى يمكن أن يكون للتوتر طويل الأمد أو عدم الرضا في الزواج آثار سلبية على الصحة، مثل زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق وأمراض القلب والأوعية الدموية، لكن بشكل عام، فإن العلاقة بين الزواج والصحة معقدة وقد تعتمد على عوامل فردية وسياقية مختلفة. 

ونقلت مجلة "BMJ" عن الباحثة بقسم علم النفس في جامعة "كارلتون" كاثرين فورد، والمؤلفة الرئيسية لتلك الدراسة، إن "التغيير في الحالة الاجتماعية كان مرتبطاً بشكل كبير بمتوسط مستويات السكر في الدم بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و89 عاماً والذين لا يُعانون مرض السكري.

وقالت فورد لـ"الشرق"، إن "نوع العلاقة وجودتها لم يكن مؤثراً في النتائج، فحتى نتائج المتزوجين الذين يُعيشون حياة زوجية متوترة أفضل مقارنة بنظرائهم غير المتزوجين". 

وهناك العديد من الدراسات التي خلصت إلى أن خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني يرتبط بعدد من أبعاد الصحة الاجتماعية بما في ذلك العزلة الاجتماعية، والوحدة، وترتيبات المعيشة، والدعم الاجتماعي، وحجم الشبكة الاجتماعية. 

لكن تحديد تأثيرات كل بُعد صحي- اجتماعي معقدة للغاية، لذلك شرع فريق من الباحثين في التحقق مما إذا كان هناك ارتباطاً بين الحالة الاجتماعية والجودة الاجتماعية مع متوسط مستويات السكر في الدم لدى كبار السن. 

أثر العلاقة على الصحة

واستخدم الباحثون بيانات العلامات الحيوية من الدراسة البريطانية الطولية للشيخوخة والتي فحصت عينة قائمة على السكان من البالغين ممن هم في سن الـ 50 عاماً وما فوق وشركائهم، وجمعت البيانات منهم كل عامين، مع بيانات العلامات الحيوية التي تم جمعها في كل موجة. 

وكانت البيانات المستخدمة في الدراسة على 3 آلاف و335 بالغاً تتراوح أعمارهم بين 50 و89 عاماً دون تشخيص مرض السكري مسبقاً خلال الفترة من 2004 إلى 2013. 

وتم سؤال المشاركين عما إذا كان لديهم زوج أو زوجة أو شريك يعيشون معه وطرحوا أسئلة مصممة لقياس مستوى الضغط الاجتماعي والدعم الاجتماعي داخل العلاقة الزوجية. 

وبعد ذلك تم جمع معلومات عن عدة عوامل مثل تفاصيل بشأن العمر والدخل والعمالة والتدخين والنشاط البدني والاكتئاب ومؤشر كتلة الجسم (BMI) وأنواع العلاقات الاجتماعية الأخرى في شبكتهم الاجتماعية كالأصدقاء والعائلة والأبناء. 

وكان حوالي ثلاثة أرباع المشاركين في الدراسة أي ما نسبته 76% متزوجون، إذ أظهر تحليل البيانات بمرور الوقت أن الأشخاص الذين عانوا من التحولات الزوجية (مثل الطلاق) عانوا أيضاً من تغيرات كبيرة في مستويات سكر الدم واحتمالات الإصابة بمقدمات السكري. 

ومع ذلك فإن جودة العلاقة لم تحدث فرقاً كبيراً في متوسط مستويات الجلوكوز بالدم، ما يشير إلى أن وجود علاقة داعمة أو متوترة كان أفضل من عدم وجود علاقة على الإطلاق. 

وفي هذا الصدد، قالت فورد إن الارتباطات متسقة لكلاً من الرجال والنساء، أي أن علاقة الزواج "أفضل لمستويات سكر الدم بالنسبة للرجال والنساء على السواء"، فيما نصحت غير المتزوجين، وبخاصة كبار السن، بضرورة "العثور على شريك رومانسي في أسرع وقت".

اقرأ أيضاً: