نصائح لحماية المراهقين من التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي

لوحة جدارية ساخرة تصور مراهقاً متأثراً بإدمان مواقع التواصل الاجتماعي في مومباي غربي الهند- 25 نوفمبر 2022 - AFP
لوحة جدارية ساخرة تصور مراهقاً متأثراً بإدمان مواقع التواصل الاجتماعي في مومباي غربي الهند- 25 نوفمبر 2022 - AFP
بالتعاون مع مايو كلينك-الشرق

تُمثل وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً كبيراً من حياة العديد من المراهقين، ووجد استطلاع أجراه "مركز بيو للأبحاث" في عام 2018، وشمل نحو 750 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً، أن 45% منهم متصلون بالإنترنت بشكل مستمر تقريباً، و97% يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي؛ مثل YouTube أو Facebook أو Instagram أو Snapchat.

لكن ما تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين؟

مزايا وسائل التواصل الاجتماعي

تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للشباب إمكانية إنشاء هويات عبر الإنترنت، والتواصل مع الآخرين وإنشاء شبكات اجتماعية.

ويمكن أن توفر هذه الشبكات للشباب دعماً قيماً، لا سيما مساعدة أولئك الذين يشعرون بالإقصاء أو مصابين بإعاقة أو أمراض مزمنة.

يستخدم المراهقون أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي للترفيه والتعبير عن الذات. ويمكن للمنصات أن تَعْرِض للمراهقين الأحداث الحالية، وأن تسمح لهم بالتفاعل عبر الحواجز الجغرافية وأن تعلمهم مجموعة متنوعة من الموضوعات، بما في ذلك السلوكيات الصحية.

ووسائل التواصل الاجتماعي التي تتسم بروح الدعابة أو تُشتت الانتباه أو تُوفر اتصالاً مفيداً مع الأقران بالإضافة إلى شبكة اجتماعية واسعة ربما تُساعد المراهقين على تجنب الاكتئاب.

أضرار وسائل التواصل الاجتماعي

ومع ذلك يمكن أن يؤثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي سلباً على المراهقين من خلال تشتيت انتباههم، وتعطيل نومهم، وتعريضهم للتنمر، ونشر الشائعات، ووجهات النظر غير الواقعية عن حياة الآخرين وضغط الأقران.

ربما تكون المخاطر مرتبطة بحجم استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي. إذ وجدت دراسة أجريت عام 2019 على أكثر من 6 آلاف و500 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاماً في الولايات المتحدة أن أولئك الذين يقضون أكثر من 3 ساعات يوميّاً باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يتعرضون لخطورة كبيرة بسبب مشكلات الصحة العقلية.

ووجدت دراسة أخرى أُجريت عام 2019 على أكثر من 12 ألفاً من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 16 عاماً في إنجلترا، أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من 3 مرات يوميّاً يتنبأ بضعف الصحة العقلية والرفاه لدى المراهقين.

ولاحظت دراسات أخرى أيضاً وجود روابط بين المستويات العالية لاستخدام الوسائط الاجتماعية وأعراض الاكتئاب أو القلق.

ووجدت دراسة أجريت عام 2016 على أكثر من 450 من المراهقين أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر أو استخدامها أثناء الليل والاستثمار العاطفي في وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الشعور بالضيق عند منع تسجيل الدخول، يرتبط كل منهما بنوعية نوم أسوأ ومستويات أعلى من القلق والاكتئاب.

كيفية استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي قد تحدد تأثيرها أيضاً. إذ وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن المقارنة الاجتماعية والتغذية المرتدة التي يبحث عنها المراهقون باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة كانت مرتبطة بأعراض الاكتئاب. 

بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة صغيرة أجريت عام 2013 أن المراهقين الأكبر سنّاً الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي، مثل مجرد مشاهدة صور الآخرين، أبلغوا عن انخفاض في الرضا عن الحياة، وأولئك الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل مع الآخرين أو نشر المحتوى الخاص بهم لم يواجهوا هذه الانخفاضات.

وأظهرت دراسة أقدم عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على طلاب الجامعات، أنه كلما زاد استخدامهم لفيسبوك، اعتقدوا أن الآخرين أكثر سعادة مما هم عليه. ولكن كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطلاب في الخروج مع أصدقائهم، قل هذا الشعور لديهم.

بسبب الطبيعة النابضة للشباب، يشير خبراء إلى أن المراهقين الذين ينشرون محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي معرضون لخطورة مشاركة الصور الحميمة أو القصص الشخصية للغاية. ما قد يؤدي إلى تعرُّض المراهقين للتنمر أو المضايقة أو حتى الابتزاز. غالباً ما ينشئ المراهقون منشورات دون مراعاة هذه العواقب أو مخاوف الخصوصية.

حماية الابن المراهق

ثمة خطوات يمكنك اتخاذها لتشجيع الاستخدام المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي والحد من بعض آثارها السلبية. ينبغي الانتباه لهذه النصائح:

  • وضع حدود معقولةً. التحدث إلى الابن المراهق بشأن كيفية تجنب تدخل وسائل التواصل الاجتماعي في أنشطته أو نومه أو وجباته أو واجباته المدرسية. تشجيع روتين ما قبل النوم الذي يشمل الامتناع عن استخدام الوسائط الإلكترونية، وإبقاء الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية خارج غرف نوم المراهقين. أن يكون الوالدان قدوة من خلال اتباع هذه القواعد.
  • مراقبة حسابات الابن المراهق. إبلاغ الابن المراهق بشأن التحقق بانتظام من حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن القيام بذلك مرة واحدة في الأسبوع أو أكثر. مع التأكد من الاستمرار.
  • شرح الأمور غير المناسبة. تحذّير الابن المراهق من النميمة أو نشر الشائعات أو التنمر أو لإضرار بسمعة شخص ما، عبر الإنترنت أو غير ذلك. التحدث إلى الابن المراهق بشأن ما هو مناسب وآمن لمشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • تشجّيع الاتصال المباشر مع الأصدقاء. هذا مهم خصوصاً للشباب المعرضين لاضطراب القلق الاجتماعي.
  • التحدث عن وسائل التواصل الاجتماعي. التحدّث عن عادات وسائل التواصل الاجتماعي. سؤال الابن المراهق كيف يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي وكيف تؤثر على شعوره. وتذكّيره بأن وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالصور غير الواقعية.

إذا كان الأب يعتقد أن ابنه المراهق مصاب بمؤشرات أو أعراض القلق أو الاكتئاب المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ينبغي التحدث مع طبيبه.

هذا المحتوى من مايو كلينك*

اقرأ أيضاً:

تصنيفات