حذرت منظمة الصحة العالمية من أن حمى الضنك وأمراضاً أخرى تسببها فيروسات ينقلها البعوض، تنتشر بشكل أسرع وأوسع نطاقاً بسبب التغير المناخي، مبدية الخشية من تفشي المرض على مستوى العالم.
ودق خبراء المنظمة ناقوس الخطر بشأن ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك وداء "شيكونجونيا"، وقالوا إنهم يتوقعون تفشي فيروس "زيكا" مجدداً في العالم.
وتتفشى هذه الأمراض الثلاثة بسبب فيروسات مفصليات الأرجل، التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق البعوض من جنس الزاعجة، ويُسمى "بعوض النمر".
وقال منسق مبادرة منظمة الصحة العالمية لحمى الضنك والفيروسات رامان فيلايودان في مؤتمر صحافي: "لقد أدى تغير المناخ دوراً رئيسياً في تسهيل انتشار نواقل البعوض".
ودعا فيلايودان وزميلته ديانا روخاس ألفاريس، المسؤولة عن مكافحة فيروسي "شيكونجونيا" و"زيكا"، إلى اتخاذ إجراءات سريعة للحد من انتشار البعوض، في مواجهة خطر تفشي المرض خارج مناطق انتقال العدوى التاريخية.
وحض فيلايودان الدول على "توخي الحذر" للكشف عن انتشار المرض "لتجنب أي تفشّ كبير".
من جانبها، قالت ألفاريس: "مع تغير المناخ، تضاعف البعوض وتمدد انتشار هذه الأمراض على صعيد خطوط الطول والعرض"، واصفة الوضع بأنه "مقلق".
وحذرت ألفاريس من أن هذا التفشي القوي في الأميركيتين "يمكن أن يشكل مؤشراً لما قد يكون عليه موسم الصيف المقبل في نصف الكرة الشمالي، ونبّهت من أن الشيكونجونيا يمكن أن يؤدي إلى إعاقة دائمة.
100 دولة
ولا تزال حمى الضنك مستوطنة في 100 دولة، لكنها تشكل تهديداً لـ29 دولة أخرى، إذ قال فيلايودان إن عدد الحالات "ارتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، من حوالى نصف مليون في عام 2000 إلى 5.2 ملايين في عام 2019، وهو أسوأ عام على الإطلاق".
ولم يتم الإبلاغ عن الحالات بشكل صحيح خلال جائحة فيروس كورونا، لكنّ الأرقام ظلت مرتفعة.
وفي الوقت نفسه، فإن الإصابات بـ"شيكونجونيا"، التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن في 115 دولة منذ اكتشافها في خمسينيات القرن الماضي، تشهد ارتفاعاً كبيراً في منطقة الأميركتين. ومنذ يناير الماضي، جرى الإبلاغ عن حوالي 135 ألف حالة في هذه المنطقة، مقارنة بـ50 ألفاً في النصف الأول من 2022.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق هو التوسع الجغرافي لهذين المرضين، من منطقة الأميركيتين جنوباً إلى نصف الكرة الشمالي، بما في ذلك بعض الدول الأوروبية.
وغالباً ما يسبب كلا المرضين أعراضاً خفيفة تشمل الحمى وآلام الجسم والطفح الجلدي، إذ يشعر معظم الأشخاص الذين يصابون بداء الشيكونجونيا بالأعراض لمدة أسبوع فقط، لكن 40% منهم يشعرون بالآثار لأشهر أو حتى سنوات.