يتحرّك الرضيع باستمرار. ولا شيء يجعله أكثر سعادة من إسقاط ملعقة من على كرسي الطعام المرتفع مراراً وتكراراً. وتصبح كلمة "لا" هي الكلمة المسيطرة على الوضع. هذه هي الحياة مع طفل يتراوح عمره بين 10 إلى 12 شهراً! في هذا العمر، ينمو الرضيع بسرعة.
ما الذي يمكن توقعه؟
من سن 10 أشهر إلى 12 شهراً، من المرجح أن تلاحظ على الطفل ما يلي:
- تحسّن المهارات الحركية. معظم الأطفال في هذا السن يمكنهم الجلوس من دون مساعدة من أحد ويسحبون أنفسهم إلى وضع الوقوف. كما أن الزحف والحبو والمشي مع التشبّث بأثاث المنزل سيؤدي في النهاية إلى سير الأطفال بمفردهم. وفي عمر 12 شهراً، قد يخطو العديد من الأطفال خطواتهم الأولى من دون دعم.
- تنسيق أفضل لحركة اليد مع العين. بإمكان معظم الأطفال في هذا السن إطعام أنفسهم بقطع صغيرة رقيقة من الأطعمة، إذ يمكنهم مسك الطعام بين الإبهام والسبابة. قد يكون بإمكانهم أيضاً استخدام الملعقة. وقد يستمتع الطفل بطرق المكعبات مع بعضها، ويضع الأغراض في حاويات ثم يخرجها، وأيضاً يدفع الأشياء بأصبعه.
- تطوّر اللغة. يستجيب معظم الأطفال في ذلك العمر إلى الطلبات الشفهية البسيطة. وقد يكتسب الطفل مهارة التعرف على الإيماءات مثل هز الرأس للتعبير عن الرفض أو التلويح بيديه بأنه مغادر. وتوقع أيضاً أن تصدر عن غمغمة الطفل نبرة صوت جديدة، وتتطوّر كلماته مثل قول "بابا" و"ماما." وقد تسمع صيحات معينة تعبر عن دهشة الطفل مثل "أه-أوه!"
- المهارات المعرفية الجديدة. من المرجح أن يتحسن فهم الطفل لوجود الأشياء حتى عندما تكون مخفية. ويُعرَف ذلك باسم مهارة فهم وجود الأشياء. ويمكن للأطفال في هذا العمر العثور بسهولة على الأشياء المخفية. ورغم أن الطفل قد يبكي عندما تغادر الغرفة، فمن المرجح أن يبدأ في إدراك أنك ما زلت موجوداً حتى عندما تكون بعيداً عن الأنظار. وقد تجد الطفل يقلدك من خلال الضغط على أزرار جهاز التحكم عن بُعد أو "التحدث" عبر الهاتف.
تعزيز نمو الرضيع
بالنسبة لمعظم الأطفال الرُّضَّع في هذا العمر، يتزايد فضولهم، ويمكن للطفل التحرّك بشكل أسرع من ذي قبل. ويمكن أن تساعد البيئة الممتعة والآمنة الأطفال الرُّضَّع في هذا العمر على مواصلة التعلم.
- وفّر له بيئة آمنة للاستكشاف. انقل أي شيء قد يكون ساماً أو يسبب خطر الاختناق أو ينكسر إلى أجزاء صغيرة بعيداً عن متناول الطفل. احرص على تغطية المقابس الكهربائية واستخدام بوابات السلالم. وكذلك يمكن أن يساعد تركيب بوابات بين الغرف على إبقاء الطفل سريع الحركة في أماكن آمنة. احرص على تركيب أقفال حماية الأطفال على الأبواب والخزانات. وإذا كان لديك أثاث له حواف حادة، فعليك تبطينها أو إزالتها من الأماكن التي يلعب فيها الطفل. ونفس الأمر ينطبق على الأجسام خفيفة الوزن التي قد يستخدمها الطفل لشد نفسه حتى يستطيع الوقوف مثل حاملات النباتات والطاولات الصغيرة. ثبّت أرفف الكتب وأجهزة التليفزيون وحواملها بالحائط.
- احتضن الطفل واقرأ له قصة. خصص وقتاً للقراءة كل يوم ولو لدقائق قليلة. ففي هذا العمر، قد يحب الطفل الكتب التي بها صور/أشكال أو رسومات أو أنشطة. اجعل قراءتك أكثر إمتاعاً له من خلال إضفاء تعبيرات الوجه والمؤثرات الصوتية وأصوات للشخصيات المصوَّرة.
- استمر في الحديث معه. تحدَّث إلى الطفل متى استطعت وامنحه فرصة للرد. فالحديث بطريقة البالغين، وليس حديث الأطفال، يعلم الطفل تقليد الكلمات بشكل صحيح. كما أن استخدام جميع اللغات التي تتحدثها عائلتك يساعد الطفل على تعلّمها في نفس الوقت.
- ضع حدوداً. لا يفهم الطفل الشيء الصواب من الخطأ. لذا، امدح الطفل عندما يتخذ خيارات جيدة. ووجّهه بعيداً عن المواقف الخطيرة. وارفض تصرفه بهدوء إذا تسبب في ضرر للآخرين. اشرح له بهدوء سبب رفض هذا السلوك، ثم أعِد توجيه انتباهه.
علامات تنذر بوجود مشكلة
يمكن أن يصل الطفل إلى بعض مراحل النمو قبل موعده ويتأخر قليلاً في غيرها. ومع ذلك، من الجيد الانتباه للمؤشرات أو الأعراض التي تنذر بوجود مشكلة.
يمكن استشارة طبيب الأطفال إذا ساورك القلق حيال معدل نموه أو كان الطفل:
- لا يزحف أو يسحب باستمرار جانباً واحداً من الجسم أثناء الزحف.
- لا يستطيع الوقوف مع المساعدة.
- لا يستخدم الإيماءات مثل التلويح أو هز الرأس.
- لا يثرثر أو يحاول نطق كلمات مثل "ماما" أو "بابا".
- لا يبحث عن الأغراض التي أُخفيت أمام عينيه.
- لا يشير إلى الأغراض أو الصور.
ثق بحدسك، فكلما اكتشفت المشكلة مبكراً، كان من السهل علاجها. ويمكنك بعد ذلك التطلع إلى ما ينتظرك من دواعي السرور والتحديات.
هذا المحتوى من مايو كلينك*
اقرأ أيضاً: