كيف يمكن لترتيب المكان من حولك أن يجعلك أكثر صحة وسعادة؟

زوجين ينظفان ويعيدان ترتيب غرفة المعيشة -  AFP
زوجين ينظفان ويعيدان ترتيب غرفة المعيشة - AFP
بالتعاون مع "مايو كلينك"-الشرق

وجود الأغراض الزائدة من حولك ليس أمراً فوضوياً فحسب، ولكنه قد يمنعك من تجربة حياة أفضل. إليك ما ينبغي معرفته.

هل تغار من تلك المساحات المنظمة والأنيقة والأرفف الفارغة التي تملأ ديكور صفحة المدونات والمواقع؟ قد تبدو المساحات الفارغة جميلة، وقد تُعَد الكتب الرائجة باستراتيجيات لمواد إضافية. ولكن هل هذا النهج البسيط يصلح للعيش؟

تشير بعض الأبحاث إلى أن إزالة الزوائد قد تُحدِث تأثيراً كبيراً على صحتك، مثلما تؤثر على المساحة المادية.

ليس الأمر مجرد خيال 

إذا كان هذا التراكم المستمر للأغراض التي عليك التعامل معها يسبب لك الشعور بالقلق، فلست وحدك. فهذه الأشياء لها بالفعل قدرة على التسبب في ذلك.

أشارت تجربة واقعية شارك فيها أزواج عاملون تجوّلوا في منازلهم إلى أن النساء اللاتي استخدمن مزيداً من الكلمات التي تصف منازلهن الفوضى وعدم النظام يغلب عليهن أيضاً زيادة مستويات هرمون الكورتيزول المسبب للتوتر، وهو ما يشير كذلك إلى إصابتهن بالتوتر المزمن.

على الناحية الأخرى، فإن النساء اللاتي وصفن منازلهن بالراحة أو تحدثن عن الأماكن المفتوحة بأوصافت تعبر عن الجمال، كُنّ أقل توتراً وقلّ ذكرهن لتعرضهن لمشاعر حزينة مع مرور يومهن.

ما يمكنك فعله: خصص 10 إلى 15 دقيقة في نهاية كل يوم لإزاحة الأغراض المهملة.

الفوضى تجعل التركيز صعباً

هل لديك الكثير من الأشياء على مكتبك؟ قد يصعب ذلك عليك القيام بعملك. وذلك لأن البيئة الفوضوية يمكن أن تجعل عقلك أقل فعالية في معالجة المعلومات، وأكثر عرضة للإصابة بالإحباط.

بمعنى آخر، قد يؤدي توفير الوقت الذي تستغرقه في تنظيم مساحتك إلى توفير الوقت الذي يسمح لك بالعمل بكفاءة أكثر.

ما يمكنك فعله: نظف سطح مكتب الكمبيوتر، ومكتبك، في نهاية كل يوم.

أشياء أكثر لا تعني مرحاً أكثر

بقدر ما قد يعمل المعلنون على إقناعك بخلاف ذلك، فإن الحصول على أشياء أكثر لا يعني بالضرورة أن تصبح أكثر سعادة. مثال موجز: في إحدى التجارب، عندما تم إعطاء الأطفال أربع ألعاب فقط ليلعبوا بها، لعبوا ضعف الوقت بالمقارنة مع ما حدث عند إعطائهم 16 لعبة ليختاروا من بينها.

لا يعني الانتقال من لعبة إلى لعبة أن هناك المزيد من الانتقاء لمقدمي الرعاية أيضاً. إذا أنه بالأحرى يعني فقدان فرص لتطوير فترات الانتباه الأطول أثناء اللعب الحر والذي يمكن أن يتطور إلى تركيز وانتباه أفضل لاحقاً في الحياة أيضاً.

ما يمكنك فعله: اجمع الأشياء الإضافية وضعها بعيداً عن العين، وبعيداً عن العقل. هل أنت جاهز لإحداث تغيير؟ استبدل الصناديق لمزيج جديد من الألعاب. لا تريدها؟ يمكنك بيع الألعاب الزائدة أو التبرع بها. (لا يوجد أطفال؟ جرّب الأسلوب نفسه مع ملابسك.)

مشاكل النوم

مشاكل النوم تبقي ما يصل إلى ثلث البالغين مستيقظين في الليل. وبينما أدرك الخبراء منذ فترة طويلة وجود صلة بين الأرق وحالات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق، هناك رابطًا آخر آخذ في الظهور في البحث: اضطراب الاكتناز.

يتجاوز اضطراب الاكتناز الذي يصيب من 2 إلى 6 بالمائة فقط من السكان عدم التنظيم أو الميل إلى التنوع لمراكمة الأشياء. يشخَّص عندما تصبح الفوضى شديدة بحيث تصبح المساحة المتبقية غير صالحة للاستعمال وحتى غير آمنة. أحد الأسباب المحتملة للربط بين اضطراب الاكتناز والنوم: يحول قلة النوم دون اتخاذ القرارات، خاصة القرارات المتعلقة بالاقتناء (أو التخلص) من الأشياء.

أما عن 98 بالمائة من الأشخاص الآخرين الذين لا يعانون من اضطراب الاكتناز ولكنهم ببساطة يعانون من متلازمة "التكثير من الأشياء" فضع في اعتبارك هذا: أن وجود عدد أقل من الأشياء يعني اتخاذ خيارات أقل طوال اليوم. وهذا قد يضيف للوصول إلى قوة إرادة أقل تنفق في محاولة لأخذ الاختيار الصحيح.

ما يمكنك فعله: عُد لروتين نومك الصحي. حاول أن تهدأ باحتساء فنجان من الشاي العشبي وقراءة كتاب جيد (ورقي) بدلاً من التلفزيون أو الوسائط الاجتماعية.

عندما تفكر في الاعتناء بنفسك فكِّر في صحتك وخطط لأحداث ممتعة مع من تحبهم بل أيضاً أجعل لديك مساحة تنعم فيها بالعيش في هدوء وتنظيم.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات