قال علماء في الولايات المتحدة إن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات لفهم الآثار طويلة المدى التي قد تُحدثها السجائر الإلكترونية على صحة الإنسان، على الرغم من أن أبحاثاً سابقة ذكرت أن هذه السجائر لها أخطار صحية منها احتمالية حدوث ضرر للقلب والرئتين.
ودعت جمعية القلب الأميركية، في بيان، إلى مزيد من البحث بشأن التأثير طويل المدى للسجائر الإلكترونية.
وأكدت الحاجة الماسة لمزيد من المعرفة والبحث، لافتة إلى أن الأبحاث المستقبلية يجب أن تركز على اكتساب المعرفة بشأن الآثار الخطيرة وطويلة المدى للسجائر الإلكترونية على القلب والأوعية الدموية والرئتين.
وأشارت الجمعية، إلى أن هناك حاجة لإجراء دراسات تشمل المرضى الذين يعانون من أمراض قلبية رئوية موجودة مسبقاً، مثل مرض الشريان التاجي أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، لتقييم ومقارنة النتائج بين مستخدمي السجائر الإلكترونية، مقارنةً بالمدخنين التقليديين، والذين يستخدمون السجائر الإلكترونية جنباً إلى جنب مع التقليدية.
تحديد الآثار البيولوجية
شدد العلماء على أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث المتعمق في المكونات الكيميائية الشائعة في السجائر الإلكترونية، والتأثيرات التي تحدثها بشكل مستقل على صحة القلب والرئة مع دراسة الأخطار والفوائد المحتملة للسجائر الإلكترونية كبدائل للسجائر التقليدية القابلة للاحتراق.
ونظراً لأن التأثير الصحي طويل المدى للسجائر الإلكترونية قد يستغرق عقوداً حتى يظهر، يُشجع العلماء على إجراء مزيد من الدراسات الجزيئية والمخبرية للمساعدة في تحديد الآثار البيولوجية لاستخدام السجائر الإلكترونية.
وتعمل السجائر الإلكترونية على تسخين محلول سائل لتكوين رذاذ في صورة دخان يصل إلى الرئتين.
وتحتوي معظم تركيبات السائل على النيكوتين، والذي ثبت أن له آثاراً سلبية، بالإضافة إلى خصائصه القوية التي تسبب الإدمان، وقد تحتوي المنتجات أيضاً على مواد أخرى، مثل رباعي هيدروكانابينول وهو العنصر الذي يشبه تأثيره النفسي تأثير القنب المخدر.
وتحتوي السوائل أيضاً على مواد أخرى مثل البروبيلين جليكول، والجلسرين، والتي تعمل كمذيبات وتنتج رذاذاً مائياً أو بخاراً، وعوامل نكهة، وعوامل تبريد، مثل المنثول والمحليات، بالإضافة إلى المعادن المتسربة من التسخين والمواد الكيميائية الأخرى.
دراسات محدودة
الدراسة أوضحت أن السجائر الإلكترونية تعمل على توصيل العديد من المواد إلى الجسم والتي من المحتمل أن تكون ضارة، بما في ذلك المواد الكيميائية، والمركبات الأخرى التي قد لا يعرفها المستخدم أو يفهمها.
وتشير الأبحاث السابقة إلى أن السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين مرتبطة بالتغيرات الحادة في العديد من مقاييس الدورة الدموية، بما في ذلك زيادة ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب.
وأفادت أبحاث أخرى بأن السوائل، حتى تلك التي لا تحتوي على النيكوتين، تحمل بشكل مستقل أخطاراً مرتبطة بأمراض القلب والرئة في الحيوانات.
وتم عرض الآثار السلبية للسجائر الإلكترونية من خلال الدراسات المختبرية ودراسات الأفراد الذين تعرضوا للمواد الكيميائية في المنتجات المتاحة تجارياً.
وفي عام 2019، تم تصنيف السجائر الالكترونية على أنها "منتج يُسبب إصابة الرئة" عندما دخل إلى المستشفيات في الولايات المتحدة أكثر من 2800 من مستخدمي السجائر الإلكترونية في أقل من عام.
ورغم ذلك، أكد تقرير جمعية القلب الأميركية الجديد، أن أخطار السجائر الإلكترونية ومكوناتها "لا تزال غير معروفة بشكل كامل"، فالدراسات التي تقيس التأثير المحدد للسجائر الإلكترونية على النوبات القلبية والسكتات الدماغية، محدودة.
ليست أدوات للإقلاع عن التدخين
على الرغم من إجراء الكثير من الأبحاث على أضرار السجائر الإلكترونية على الأشخاص الذين استخدموا أو كانوا يستخدمون السجائر التقليدية، إلا أن الدراسات ركزت على البالغين الأصغر سناً الذين يتمتعون أصلاً بانخفاض معدل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ويقول العلماء إن هناك حاجة لإجراء دراسات طويلة المدى على مستخدمي السجائر الإلكترونية من جميع الأعمار، بما في ذلك بين الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب والأوعية الدموية.
ونظراً للأخطار الصحية الراسخة الناتجة عن تدخين السجائر القابلة للاحتراق، تم تقييم منتجات السجائر الإلكترونية كأدوات للإقلاع عن التدخين.
وفحص العلماء البحث المحدود في هذا المجال وخلصوا إلى أن أي فوائد قد تقدمها السجائر الإلكترونية لمساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين أو التوقف عن استخدام منتجات التبغ يجب أن تكون متوازنة بشكل واضح جنباً إلى جنب مع المخاطر الصحية المحتملة المعروفة وغير المعروفة للمنتجات، بما في ذلك أخطار الاعتماد طويل الأمد على هذه المنتجات.
وتقترح شركات السجائر الإلكترونية أن منتجاتها هي وسيلة للإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية، لكن الباحثون يقولون إنه لا يوجد دليل قوي يدعم ذلك بخلاف أي فائدة قصيرة الأجل.
ويُعد الافتقار إلى بيانات السلامة العلمية طويلة الأجل بشأن استخدام السجائر الإلكترونية، إضافة إلى احتمال الإدمان على منتجات السجائر الإلكترونية التي تظهر بين الشباب، من بين الأسباب التي تجعل جمعية القلب الأميركية "لا تُوصي" باستخدام السجائر الإلكترونية للإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية.
اقرأ أيضاً: