لبنان يعلن إغلاقاً شاملاً خلال إجازات عيدي الفصح والفطر

كورنيش مدينة صور الجنوبية في لبنان فارغ خلال الإغلاق العام بسبب جائحة كورونا، 29 مارس 2020 - REUTERS
كورنيش مدينة صور الجنوبية في لبنان فارغ خلال الإغلاق العام بسبب جائحة كورونا، 29 مارس 2020 - REUTERS
بيروت- أ ف ب

قرّرت الحكومة اللبنانية، الجمعة، إغلاق البلاد وفرض حظر تجول شامل خلال إجازات الأعياد الدينية المقبلة، بدءاً من عيد الفصح المرتقب نهاية الأسبوع المقبل، في محاولة للحدّ من ارتفاع إصابات فيروس كورونا.

ويخشى المسؤولون من تكرار سيناريو أعياد نهاية العام، حين أدّت التجمعات العائلية وفتح المطاعم والمقاهي إلى ارتفاع قياسي في الإصابات والوفيات. وتخطت مستشفيات رئيسية طاقتها الاستيعابية واضطر مصابون للانتظار في أقسام الطوارئ أو تلقي العلاج داخل سياراتهم.

وحذّرت اللجنة الوزارية لمتابعة ملف وباء كورونا، في بيان أعقب اجتماعاً في السراي الحكومي، من تداعيات "الاختلاط في المنازل والأماكن المغلقة.. خلال عطلة الأعياد الدينية القادمة"،  في إشارة إلى عيدي الفصح والفطر.

وأعلنت اللجنة أنها قررت منع "التجول الكلي خلال هذه المناسبات" على أن "يُفرض الإغلاق الكامل" بدءاً من الخامسة من صباح 3 أبريل حتى صباح السادس من الشهر ذاته.

عناصر من الشرطة اللبنانية عندنقطة تفتيش في مرجعيون (جنوب) خلال الإغلاق العام- 7 يناير 2020 - REUTERS
عناصر من الشرطة اللبنانية عندنقطة تفتيش في مرجعيون (جنوب البلاد) خلال فترة الإغلاق العام، 7 يناير 2020 - REUTERS

وتحتفل الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي بعيد الفصح في 4  أبريل، بينما تحتفل به الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي في 2 مايو. بينما يحتفل المسلمون بعيد الفطر في الأسبوع الثاني من الشهر ذاته.

موجة ثالثة

ويتوقع المعنيون ارتفاعاً في أعداد الإصابات خلال الأسابيع المقبلة، مع بدء انتشار موجة ثالثة من الوباء، من شأنها أن تنهك القطاع الصحي المرهق أساساً، بعدما سجّلت البلاد منذ مطلع العام معدلات إصابات ووفيات قياسية.

ومنذ بدء تفشي الوباء، سجّل لبنان 455.381 إصابة بينها 6.013 حالة وفاة على الأقل، ما جعل المجلس الأعلى للدفاع يقرر، الجمعة، تمديد حالة التعبئة العامة لمدة ستة أشهر جديدة حتى نهاية سبتمبر القادم.

وقال رئيس الجمهورية ميشال عون خلال الاجتماع إن "مواجهة الموجة الثالثة المتوقعة من الوباء.. تحتّم تعزيز القدرة الاستيعابية السريرية في المستشفيات لا سيما العناية الفائقة".

الرئيس اللبناني ميشال عون - REUTERS
الرئيس اللبناني ميشال عون - REUTERS

وأوضح رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أن "هواجسنا تمتد إلى المخاوف المتعلقة بتأمين الأوكسجين والكهرباء والأدوية والمستلزمات الطبية في ظل الأزمة المالية الحادة التي يمر بها البلد".

تأمين الأوكسجين

وكان وزير الصحة العامة حمد حسن أجرى زيارة مفاجئة الأربعاء إلى دمشق، سعياً لتأمين كميات من الأوكسجين، بينما كان مخزون لبنان يشارف على النفاد بعدما حال سوء الأوضاع الجوية دون وصول شحنات عبر البحر، على حد قوله. 

وأعلنت دمشق أنها ستزود لبنان بـ75 طناً من الأوكسجين، على ثلاث دفعات. وتخطت مستشفيات رئيسية خلال الفترة الماضية طاقتها الاستيعابية في ظل نقص بأجهزة وأدوية ضرورية، بينها الأوكسجين. وتحذّر قطاعات طبية عدّة من نقص محتمل في مستلزمات طبية ضرورية، فيما يشهد لبنان أسوأ أزماته الاقتصادية.

وفي تغريدة عبر حسابه في تويتر، حذّر رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي الخميس من أنّ "التوقعات تدل أن الإصابات بكورونا سترتفع في الأسابيع القادمة إلى معدل سينهك القطاع الصحي المنهك أصلاً".

ونبّه عراجي إلى أنّ "القدرة الاستعابية للمستشفيات والتقديمات الطبية والتمريضية ستكون أمام امتحان صعب"، مضيفاً "الالتزام وتطبيق التدابير الوقائية هو المدخل للحفاظ على الأهل والأحباء. لا لتحويل أعيادنا إلى أحزان".