حالات "الرهاب المحدد".. الأسباب والأعراض والعلاج

امرأة خلال جلسة علاج بالواقع الافتراضي من رهاب المرتفعات بمستشفى "بيتي سالبترير" في باريس. 11 ديسمبر 2013 - AFP
امرأة خلال جلسة علاج بالواقع الافتراضي من رهاب المرتفعات بمستشفى "بيتي سالبترير" في باريس. 11 ديسمبر 2013 - AFP
بالتعاون مع "مايو كلينك" -الشرق

"الرهاب المحدد" هو خوف مفرط من أمور معينة، أو مواقف ينتج عنها خطر ضئيل أو لا خطر منها على الإطلاق، ولكنها تجعل الشخص يشعر بقلق بالغ. لذلك يحاول الابتعاد عن هذه الأمور. على عكس القلق قصير المدى الذي قد يشعر به عند إلقاء خطاب أو إجراء اختبار، فإن حالات الرهاب المحدد تدوم طويلاً. ويستمر الرهاب المحدد مدى الحياة عادةً إذا لم يتم علاجه.

يمكن أن يسبب الرهاب، استجابات جسدية وعقلية وعاطفية قوية. ويمكن أن يؤثر أيضاً في كيفية التصرّف في العمل أو المدرسة أو في المواقف الاجتماعية.

"الرهاب المحدد" أحد أنواع اضطرابات القلق الشائعة. وبوجه عام، تصاب به الإناث عادةً أكثر من الذكور.

ليس من الضروري علاج كل حالات الرهاب. ولكن إذا أثر الرهاب المحدد في الحياة اليومية، توجد العديد من أنواع العلاجات للمساعدة على العمل والتغلب على المخاوف، وغالباً إلى الأبد.

الأعراض

"الرُهاب المحدد" هو شعور شديد ومستمر بالخوف من شيء أو موقف معين، ويكون الخوف عادةً أكبر بكثير من الخطر الفعلي. وتوجد أنواع كثيرة من الرُهاب. ومن الشائع أن يشعر المصاب بـ"الرُهاب المحدد" تجاه أكثر من شيء أو موقف. يمكن أن تحدث حالات "الرُهاب المحدد" بالتزامن مع أنواع أخرى من اضرابات القلق.

من الأنواع الشائعة لحالات الرُهاب المحدد الخوف مما يلي:

  • مواقف معينة مثل ركوب الطائرة أو قيادة السيارة أو التواجد في الأماكن المغلقة أو الذهاب إلى المدرسة.
  • الطبيعة، مثل العواصف الرعدية أو المرتفعات أو الظلام.
  • الحيوانات أو الحشرات، مثل الكلاب أو الثعابين أو العناكب.
  • الدم أو الحُقن أو الإصابات، مثل الإبر أو التعرّض لحوادث أو الخضوع لإجراءات طبية.
  • أشياء أخرى، مثل الاختناق أو القيء أو الأصوات العالية أو المهرجين.

لكل رُهاب محدد اسم يُعرَف به. اشتُق لفظ الرُهاب باللغة الإنجليزية phobia من الكلمة اليونانية phobos بمعنى الخوف.

من أسماء الرُهاب الأكثر شيوعاً رُهاب المرتفعات وهو الخوف من الأماكن المرتفعة، ورُهاب الأماكن المغلقة وهو الخوف من الأماكن المغلقة.

أياً كان نوع الرُهاب المحدد الذي يصيب الشخص، فقد:

  • يشعر بالخوف أو القلق أو الهلع الشديد المفاجئ عندما يتعرّض لما يخيفه أو عند التفكير فيه.
  • يعلَم أن مخاوفه ليست معقولة أو كبيرة كما يعتقد، ولكن لا يستطيع السيطرة عليها.
  • يتفاقم الشعور بالقلق مع اقتراب الشيء من الجسم أو من حدوث الموقف محل الرهاب.
  • يفعل كل ما بوسعه للابتعاد عن هذا الشيء أو الموقف، أو يواجهه بقلق أو خوف شديد.
  • يجد صعوبة في أداء أنشطته اليومية بسبب خوفه.
  • يتعرّض لردود فعل جسدية أو مشاعر، منها العرق أو تسارع ضربات القلب أو ضيق في الصدر أو صعوبة التنفس.
  • يشعر برغبة في القيء أو الدوخة أو الإغماء، خاصةً عند التعرض للدم أو حالات الإصابة.

قد ينتاب الأطفال نوبات غضب أو يتعلقون بالوالدين أو يبكون أو يصرون على ملازمة أحد الوالدين أو يرفضون مواجهة مخاوفهم.

الأسباب

لا يزال الكثير من أسباب الإصابة بحالات الرهاب المحدد مجهولاً. قد تتضمن الأسباب ما يلي:

  • التجارب السيئة. تنشأ الكثير من أنواع الرهاب نتيجة حدوث تجربة سيئة أو نوبة هلع متعلقة بشيء أو موقف محدد. وفي بعض الأحيان قد تكون حتى رؤية تجربة سيئة أو السماع عنها أمراً كافياً لإثارة الرهاب.



  • الوراثيات أو السلوك المكتسب. قد يكون هناك رابط بين رهابك المحدد ورهاب الأهل أو قلقهم. وقد يكون ذلك بسبب مزيج من الوراثيات والسلوكيات المكتسبة.



  • وظائف المخ وبنيته. يوجد لدى الأشخاص المصابين بالرهاب المحدد أجزاء معينة نشطة في الدماغ، بينما لا توجد لدى الأشخاص غير المصابين بهذه الأنواع من الرهاب الاستجابة نفسها في الدماغ. كما قد تختلف بنية دماغ الشخص المصاب بالرهاب المحدد عن بنية دماغ شخص آخر غير مصاب بهذا الرهاب.

المعالجة

أفضل علاج لحالات "الرهاب المحدد" هو نوع من العلاج يُسمى العلاج بالتعرُّض. وقد يوصي الطبيب في بعض الأحيان أيضاً بعلاجات أو أدوية أخرى. إن معرفة سبب الرهاب أقل أهمية من التركيز على كيفية علاج سلوك التجنب الذي تطوّر بمرور الوقت.

ويهدف العلاج إلى تحسين جودة الحياة حتى لا يكون الرهاب قيداً يكبل المريض. فعندما يتعلم كيفية التحكم في استجاباته وأفكاره ومشاعره بشكل أفضل، سيقل قلقه وخوفه ولن يتحكما في حياته بعد ذلك. تُعالَج حالات الرهاب المحدد عادةً كل على حدة.

العلاج بالحوار

من فوائد استشارة اختصاصي الصحة العقلية أنه يساعد في إدارة حالة الرهاب المحددة. وأكثر العلاجات نجاعة هي:

  • العلاج بالتعرّض. يركز هذا العلاج على تغيير استجابة المريض تجاه الشيء أو الموقف الذي يخشاه. فالتعرّض التدريجي والمتكرر لمصدر الرهاب المحدد وما يرتبط به من أفكار ومشاعر قد يساعد على تعلّم كيفية السيطرة على القلق. فعلى سبيل المثال، إذا كان يخاف من المصاعد، فقد يتدرج العلاج من مجرد التفكير في دخول المصعد، إلى النظر إلى صور للمصاعد، إلى الاقتراب من المصعد، ثم الدخول إلى المصعد. بعد ذلك، قد يصعد في المصعد لطابق واحد، ثم لعدة طوابق، ثم قد يركب مصعداً مزدحماً.



  • العلاج السلوكي المعرفي. يتضمن العلاج السلوكي المعرفي التعرض التدريجي ووسائل أخرى لتعلم كيفية رؤية الشيء أو الموقف الذي يخيفه والتعامل معه بطريقة مختلفة. وسيساعد على تعلّم كيّفية التغلب على مخاوفه وتحمل المشاعر غير المريحة. ويساعد أيضاً على تعلم كيفية بناء شعور بالسيطرة والثقة فيما يتعلق بأفكاره ومشاعره، بدلاً من الشعور بالهزيمة أمامها.

الأدوية

يستطيع العلاج بالتعرض عموماً علاج حالات رهاب معينة. لكن في بعض الأحيان يمكن أن تقلل الأدوية أعراض القلق والهلع التي يشعر بها نتيجة التفكير في الشيء أو الموقف الذي تخشاه أو تعرضه له.

يمكن استخدام الأدوية خلال مرحلة العلاج الأولية أو للاستخدام قصير الأجل في حالات معينة متقطعة، مثل السفر بالطائرة، أو الخطابة أمام الناس، أو الخضوع لفحص الرنين المغناطيسي.

تشمل هذه الأدوية:

  • حاصرات مستقبلات بيتا. تعطل هذه العقاقير التأثيرات المحفزة للأدرينالين مثل زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وخفقان القلب وارتجاف الصوت والأطراف نتيجة القلق.



  • المهدئات. تساعد الأدوية المعروفة باسم البنزوديازيبينات في الاسترخاء عن طريق خفض مستوى الشعور بالقلق. وتُستخدم المهدئات بحذر نظراً لإمكانية إدمانها. ويُحظر استعمالها إذا كان قد سبق للمريض إدمان الكحوليات أو المخدرات.

*هذا المحتوى من "مايو كلينك".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات