مع ترقب العالم للقاح شركتي "فايزر" و"بيونتيك" (Pfizer & BioNtech) ضد فيروس كورونا، تنتظر شركة "شنغهاي فوسن للأدوية" (Shangahai Pharmaceutical) الصينية، تسلم الجرعات لتوزيعها عبر شبكة معقدة ومكلفة، بدءاً من حفظها في مستودعات المطارات المبردة، وصولاً إلى نقاط التلقيح.
وبحسب تقرير لوكالة "بلومبرغ" الأميركية، تتمثل العقبات التي يواجهها اللقاح، بضرورة تذويبه في درجة حرارة (70 درجة مئوية) تحت الصفر، واستخدامه خلال 5 أيام قبل انتهاء صلاحيته.
فضلاً عن استخدام "فايزر" تقنية جديدة لم تتعامل معها الدول سابقاً، تتمثل بصناعة اللقاح من الحمض النووي الريبي (RNA)، لدفع الجسم البشري، لإنتاج بروتينات تعمل بدورها على تطوير أجسام مضادة.
توزيع محدود
وتتمثل العقبات المطروحة أمام لقاح "فايزر" في الحاجة إلى إنشاء خط إنتاج محلي لأنظمة التبريد العميق، والتخزين والنقل المبرد، لتأمين نقل وتسليم اللقاح إلى المتلقين، وهو ما يعد أمراً صعباً على الدول الفقيرة، نظراً لحجم الاستثمار الكبير الذي تحتاجه لضمان الاستفادة من اللقاح. ما يعني أن الدول الغنية ستكون المستفيد الأول، وربما النخبة فقط، بحسب الوكالة.
وعلى الرغم من الجهود التي تدعمها منظمة الصحة العالمية عبر برنامج "كوفاكس" (Covax)، لجمع 18 مليار دولار أميركي وشراء لقاحات ضد الفيروس للدول الفقيرة، تزيد تكلفة توزيع اللقاح الكبيرة من المخاوف الحالية لحصول الدول الأكثر ثراءً على اللقاح بأفضل حالة.
وذكرت الوكالة أن الدول النامية تواجه خيارين، إما دفع تكاليف إنشاء البنى التحتية اللازمة للنقل والتبريد باهظة الثمن، أو انتظار لقاح تقليدي جديد، يعمل على استخدام جزيئات فيروسية معطلة وحقنها في الخلايا الحية لخلق مناعة لدى الجسم، والتي يمكن تأمينها من خلال شبكات الرعاية الصحية الموجودة.
وتلقت شركة "فايزر" طلبات من بعض الدول النامية مثل البيرو والإكوادور وكوستاريكا، لكن حجم الطلبات المحدود والذي يقل عن 10 ملايين جرعة، يشير إلى توزيع محدود للجرعات عبر البلاد.
كما تفتقر الهند، التي كافحت لاحتواء ثاني أكبر تفشٍّ لفيروس كورونا سابقاً، إلى القدرة على تقديم اللقاح عبر مناطقها الريفية النائية، ولسكانها الكثر الذين يتخطى عددهم 1.3 مليار شخص، بحسب ما قال عدد من العاملين في مجال الصحة العامة وصناعة الأدوية في البلاد للوكالة.
وقال ت. سوندارامان، المنسق العالمي لحركة "صحة الشعب" في نيودلهي، وهي منظمة محلية ناشطة، "معظم هذه اللقاحات تحتاج إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر للحفظ السليم، وهو ما لا يمكننا فعله في الهند، انسَ الأمر".
ووفقاً لـ"بلومبرغ"، تشكل عملية التوزيع المعقدة للقاح، عقبة أيضاً أمام الدول الغنية والمتقدمة والتي طلبت الجرعات مسبقاً مثل الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان، طالما أن التوزيع السليم مرتبط بانعدام الأعطال التقنية في الشاحنات الناقلة، أو انقطاع الكهرباء أو غيرها من الأعطال المحتملة.
توصيل آمن
وبحسب الوكالة ستشترك شركة "شنغهاي فوسن للأدوية" مع مجموعة "سينو فارم" (Sinopharm) المملوكة للدولة الصينة، والمعروفة بشبكتها القوية والراسخة لتوزيع الأدوية في البلاد.
وستعمل "سينو فارم" على إيصال القوارير والجرعات المعبأة باللقاح إلى المواقع المخصصة لها، ووضعها في درجة الحرارة المناسبة للحؤول دون فسادها.
وفي حديث له مع الوكالة الأميركية، قال مايكل كينش، اختصاصي اللقاحات في جامعة واشنطن في ساينت لويس: "من المحتمل أن يتسبب وجوب حفظ اللقاح في درجات حرارة شديدة البرودة، تلف الكثير من الجرعات".
وبعد إصدار بياناتها الأولية الإيجابية، سارعت بعض الحكومات إلى إنهاء الطلبات وبدء المفاوضات مع شركتي "فايزر وبيونتك"، وأكد الاتحاد الأوروبي طلبية تصل إلى 300 مليون جرعة، بينما قالت الفلبين وسنغافورة والبرازيل إنها تجري محادثات.