توسعت الدول التي حظرت السفر إلى بريطانيا على خلفية ظهور طفرة جديدة من فيروس كورونا أكثر قدرة على الانتشار، وسط توقعات بانضمام مزيد من الدول في الساعات والأيام المقبلة، في وقت لجأت دول أخرى إلى إغلاق تام لحدودها.
وقررت فرنسا الجارة المباشرة للمملكة المتحدة تعليق مرور الأشخاص والسلع من بريطانيا، فيما قالت هولندا إن المسافرين عبر السفن من بريطانيا سيمنعون من دخول أراضيها.
وقالت السلطات الصحية في هونغ كونغ، إن الرحلات مع المملكة المتحدة ستعلق الثلاثاء، كما فرضت الكويت والمغرب والسودان والأردن وتونس وكندا وبولندا وتشيلي والأرجنتين وأيرلندا وبلجيكا والنمسا وسويسرا وتركيا، أيضاً قيوداً على السفر من بريطانيا، وتبعتها الهند وروسيا.
في المقابل، ألمح مسؤولون أميركيون إلى أن الولايات المتحدة لن تتخذ خطوة مماثلة في الوقت الحالي، في حين رأى رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن فرض حجر لمدة 14 يوماً على الوافدين من بريطانيا، يكفي لمواجهة التهديد الوبائي الصاعد.
من جهته، قال وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانزا، إن "سلالة كورونا التي جرى اكتشافها في الآونة الأخيرة في لندن مقلقة، وستتطلب الدراسة من قبل علمائنا. في غضون ذلك، سنتوخى أقصى قدر من اليقظة".
وكانت روما رصدت مريضاً في البلاد مصاباً بالسلالة الجديدة من الفيروس، التي ظهرت في بريطانيا.
إغلاق الحدود
أفاد مركز التواصل الحكومي الكويتي الاثنين، بأنه تقرر تعليق رحلات الطيران التجاري من وإلى مطار الكويت الدولي، وإغلاق المنافذ الحدودية البرية والبحرية حتى بداية العام الجديد.
وأشار إلى أن ذلك يسري اعتباراً من الساعة 11:00 مساء الاثنين الموافق 21 ديسمبر 2020 حتى نهاية يوم الجمعة الموافق 1 يناير 2021.
وكانت سلطنة عمان قررت الاثنين، منع الدخول إلى أراضيها والخروج منها، عن طريق مختلف المنافذ البريّة والجويّة والبحرية، في أعقاب انتشار نوع جديد متحور من فيروس كورونا في عدد من الدول.
ويدخل قرار إغلاق الحدود العمانية اعتباراً من الساعة الواحدة من صباح الثلاثاء ولمدة أسبوع، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العمانية، التي قالت إن القرار ستُستثنى منه طائرات وسفن الشحن والشاحنات.
كما علّقت السعودية جميع الرحلات الدولية للمسافرين، إلا في الحالات الاستثنائية، مؤقتاً لمدة أسبوع قابل للتمديد، عدا عن الرحلات الأجنبية الموجودة حالياً والتي سيسمح لها بالمغادرة، بناء على ما عرضته وزارة الصحة عن انتشار نوع جديد متحور من فيروس كورونا في عدد من الدول.
وأعلنت المملكة، أيضاً، تعليق الدخول إلى أراضيها عبر المنافذ البرية والبحرية، مؤقتاً ولمدة أسبوع قابل للتمديد لمدة أسبوع آخر.
وقال رئيس بيرو، فرانسيسكو ساجاستي، الاثنين، إن بلاده ستوقف الرحلات من وإلى أوروبا لمدة أسبوعين.
وأعلنت السلطات الصحية، وسلطات النقل والسفر، أعلى درجات التأهب، لمنع انتقال السلالة الجديدة.
وأضاف ساجاستي في خطاب بثه التلفزيون، أن البلاد لم تستقبل أي رحلات مباشرة من بريطانيا منذ 15 ديسمبر، لكن السلطات الصحية، تراقب الركاب القادمين من المملكة المتحدة عبر رحلات غير مباشرة.
ومنعت بيرو، التي تضررت بشدة من الجائحة وشهدت أعداداً كبيرة للإصابات والوفيات، دخول الأجانب غير المقيمين الذين كانوا في بريطانيا خلال الأسبوعين الماضيين. كما قررت إلزام المواطنين وغير المقيمين داخل البلاد بالفعل ممن زاروا بريطانيا مؤخراً، بالعزل 14 يوماً.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأسبوع الماضي، إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا، أدت لتزايد متسارع في أعداد الإصابات الجديدة، ما دفع دولاً حول العالم لوقف الرحلات الجوية من وإلى بريطانيا.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه الموانئ البريطانية حركة مرور كبيرة، مع قيام العديد من الشركات بالتخزين استعداداً لخروج المملكة المتحدة من السوق الأوروبية الموحدة مساء 31 ديسمبر.
فعالية اللقاح
ورغم حالة القلق السائدة، خلص خبراء الاتحاد الأوروبي إلى أن اللقاحات الحالية ضد (كوفيد-19) فعالة في الوقاية من السلالة الجديدة، وفق ما أعلنت الحكومة الألمانية مساء الأحد.
وأكد وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، الاثنين، أن لقاحات كورونا الموجودة، من المفترض أن تقي أيضاً من السلالة الجديدة للفيروس التي ظهرت أخيراً في بريطانيا.
وكان وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، قال لشبكة "سكاي نيوز": "للأسف، إن السلالة الجديدة خارجة عن السيطرة. علينا السيطرة عليها".
واكتشف العلماء السلالة الجديدة، التي يعتقدون أنها تنتقل أسرع بنسبة 70%، أول مرة لدى مريض في سبتمبر. وأبلغت هيئة الصحة العامة في إنجلترا الحكومة الجمعة عندما كشفت عملية إعداد نماذج الخطورة الكاملة للسلالة الجديدة.
وأودى فيروس كورونا المستجد بمليون و685 ألفاً و785 شخصاً منذ ظهوره في الصين في ديسمبر العام الماضي، وفق تعداد يستند الى مصادر رسمية لـ"فرانس برس" الساعة 11,00 بتوقيت غرينتش، الأحد.
