أستراليا تشكك في شراسة سلالة كورونا الجديدة

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن مسؤولي الصحة في أستراليا يشككون في الادعاء بأن السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي ظهرت في بريطانيا، أشد شراسة، على رغم اكتشاف حالات إصابة بالسلالة الجديدة، بأعداد صغيرة في أستراليا.

وقال وزير الصحة الأسترالي، غريغ هانت، الاثنين، إن بلاده التي تفرض الحجر الصحي الإلزامي لمدة 14 يوماً على الوافدين، لا تخطط لتعليق الرحلات الجوية من المملكة المتحدة، كما فعلت عدة دول.

عزل فندقي

وأضاف في تصريحات للصحافيين، أن نظام الحجر الصحي الفندقي في أستراليا، الذي بموجبه يدخل المسافرون الدوليون الوافدون الحجر الصحي الإلزامي لمدة 14 يوماً في فنادق مخصصة، يعني أن أستراليا لن تفعل الشيء نفسه.

وتابع هانت: "من بين أحد الأمور في أوروبا، أنهم لم يعتمدوا نظاماً مماثلاً (للحجر الصحي الفندقي)".

والأحد، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إنه "لا يوجد دليل" على أن السلالة الجديدة تسببت في مرض أشد أو معدل وفيات أعلى، ولكن "يبدو أنها تنتقل بسهولة بشكل أكبر بكثير". 

في السياق نفسه، قال كبير المسؤولين الطبيين في أستراليا، البروفيسور بول كيلي، إن السلالة البريطانية، المعروفة باسم طفرة "إن واي 01 واي" (N501Y)، ينبغي وضعها في إطارها الصحيح.

تغيير ليس خطيراً

وأضاف كيلي: "حدثت آلاف الطفرات لفيروس كورونا هذا بالتحديد، لا يوجد دليل قاطع على أن هذا تغيير خطير، سُجلت المزيد من حالات انتقال العدوى في الآونة الأخيرة في جنوب شرق المملكة المتحدة، وربما يكون ذلك مرتبطاً بالفيروس".

وتابع: "العامل المعدي (من المصدر إلى المريض) تغير قليلاً، لكن الكثير من الناس يتنقلون في جنوب شرق إنجلترا، وما زالوا يفعلون حتى الإغلاق الأخير. ونحن في فصل الشتاء أيضاً".

وزاد: "في ما يتعلق بما يعنيه ذلك بالنسبة للأشخاص القادمين من المملكة المتحدة، فإن كل شخص قادم سيخضع للحجر الصحي في الفندق لمدة 14 يوماً".

وقالت الطبيبة ليندا سيلفي، طبيبة الصحة العامة وعالمة أوبئة الأمراض المعدية في جامعة "كوينزلاند" الأسترالية، إنه "بينما لم يثبت أن نظام الحجر الصحي آمن بنسبة 100% في وقف انتقال العدوى، فإنه لا يزال يحمي المجتمع إلى حد كبير".

وأضافت: "فضلاً عن ذلك، من المحتمل للغاية أن تكون السلالة الجديدة قد انتشرت بالفعل إلى أبعد من المملكة المتحدة".

سلالة مختلفة

وأكدت كبيرة مسؤولي الصحة في ولاية نيو ساوث ويلز (جنوب شرق)، الطبيبة كيري شانت، الاثنين، أن "2 من المسافرين العائدين من المملكة المتحدة" كانا مصابين بسلالة "إن واي 01 واي" الجديدة.

لكنها قالت إن موجة التفشي الحالي في نيو ساوث ويلز، التي أصابت منطقة الشواطئ الشمالية، وتعرف باسم "مجموعة أفالون" مختلفة عن تلك التي تسبب الفوضى في المملكة المتحدة.

وقال الأستاذ المساعد في معهد "كيربي" في جامعة "نيو ساوث ويلز"، الطبيب ستيوارت تورفيل، إن مستشفيات "ويستميد" و"برينس أوف ويلز" في نيو ساوث ويلز حددت تسلسل الجينوم لسلالة الشواطئ الشمالية، ووجدت أنها "لا تشبه أي شيء في المملكة المتحدة".

وأضاف تورفيل: "رصدت سلالة الشواطئ الشمالية في عينات أميركية وأوروبية، لكن الوتيرة منخفضة". 

وقال نائب كبير مسؤولي الصحة في ولاية فيكتوريا (جنوب شرق)، البروفيسور ألين تشينج، إنه ليس من الواضح ما إذا كانت السلالة البريطانية أكثر عدوى بالفعل، لكن يبدو أنها تنتشر بشكل أسرع لأسباب متعددة.

وأضاف تشينج: "على سبيل المثال، ربما تكون السلالة ببساطة لها علاقة بحدوث تفشٍّ كبير، أو تتنشر في جزء من البلاد، حيث القيود أقل صرامة أو أقل التزاماً، الأحمال الفيروسية (كمية الفيروس الموجودة في الجسم) العالية يمكن أن تعكس الكشف المبكر عن المرض".

عزلة بريطانيا

وأصبحت بريطانيا معزولة عن معظم أوروبا، بعدما قطع أقرب حلفائها روابط النقل معها بسبب المخاوف من السلالة الجديدة، ما أثار حالة من الارتباك، قبل أيام فقط من خروجها من فلك الاتحاد الأوروبي.