عالمة أوبئة: لم يفت الأوان لاحتواء سلالة كورونا الجديدة

واجهة إعلانية في ميدان بيكاديللي بلندن تحذر من ارتفاع حاد في حالات الإصابة بكورونا في المدينة. 19 ديسمبر 2020 - AFP
واجهة إعلانية في ميدان بيكاديللي بلندن تحذر من ارتفاع حاد في حالات الإصابة بكورونا في المدينة. 19 ديسمبر 2020 - AFP
جنيف-أ ف ب

لم يفت الأوان بعد لمحاولة احتواء انتشار سلالة كورونا الجديدة، التي دفعت العديد من الدول إلى عزل المملكة المتحدة، كما تقول الطبيبة إيما هودكروفت المتخصصة في تتبع الطفرات الفيروسية. 

وفي مقابلة مع "فرانس برس"، دعت عالمة الأوبئة في جامعة برن بسويسرا إلى العمل على سلسلة الاختلافات في جينوم "سارس-كوف-2" المسبب لكورونا، حتى يصبح ممكناً تحسين متابعة تغيرات الطفرات التي لا مفر منها.

لم يفت الأوان..

وشاركت هودكروفت في تطوير مشروع "نكستستريْن" الذي يهدف إلى الاستفادة في الوقت الفعلي من المعلومات التي يمكن أن توفرها البيانات الجينية عن مسببات الأمراض. 

ولدى سؤالها بشأن ما إذا كان قد فات الأوان للتحكم بانتشار السلالة المتغيرة، قالت هودكروفت: "لا أعتقد، لا على المستوى الدولي ولا الأوروبي، ولكن الاحتمال كبير بأن هناك حالات من هذه النسخة في جميع أنحاء أوروبا لم نكتشفها بعد".

وأضافت: "لن نتمكن مطلقاً من منع فيروس من التحور، ولكن يمكننا تحسين فرصنا في الحد من عدد الحالات، وذلك بفضل احترام إجراءات الاحتواء مثل وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي، وما إلى ذلك".

وتابعت أنه "كلما قل انتشار الفيروس، قل احتمال انتقاله إلى أشخاص آخرين، ومن ثم فمن غير المرجح أن يجد ظروفاً مواتية لإنتاج طفرات جديدة قد تكون أكثر خطورة من الأصل". 

وقالت هودكروفت: "يمكننا جميعاً المساهمة. أفضل هدية يمكننا تقديمها لعائلاتنا في عيد الميلاد هي التفكير في سلوكنا والقيام بكل ما يلزم لمنع انتشار هذا النوع".

مسألة معقدة

وأشارت هودكروفت إلى أنه "في المملكة المتحدة، سيكون الأمر أكثر صعوبة لأن من الصعب وضع حدود.. لا أقول إنه لا يستحق المحاولة، ولكن سيكون من الصعب احتواء الفيروس في جنوب شرق إنجلترا، خصوصاً مع حلول عيد الميلاد".

وبشأن تأثير السفر في انتشار النسخة المتغيرة، قالت هودكروفت: "لسوء الحظ، على حد علمنا، فإن النسخة المتغيرة الإسبانية على سبيل المثال التي انتشرت خلال الصيف في أوروبا، أظهرت أن السفر والإجازات يمكن أن تنقل الفيروس أو النسخ المتحورة منه بشكل فعال على نحو لا يصدق".

وبينت أن "المسألة تكمن في معرفة كم من الوقت علينا أن ننتظر، خلال محاولة إيجاد التوازن بين عدم التصرف بسرعة كبيرة، مع العلم أننا إذا انتظرنا طويلاً فإننا نخاطر بفقدان فرصتنا في احتواء الفيروس".

وأوضحت أن "الطريقة الأكثر أماناً لاكتشاف هذا المتغير هي التسلسل الجيني الذي يتضمن التفكيك الكامل للشفرة الجينية للنسخة المتحورة لمعرفة مكان تحورها بدقة". 

وأكدت أن "الأمر الأكثر أهمية هو تتبع هذه المتغيرات المختلفة ومحاولة تحديد ما إذا كانت أي منها تُظهر شيئاً مثيراً للقلق، مثل معدل انتقال أعلى أو مقاومة للقاح أو شكل أكثر خطورة من المرض".