حذر خبراء أميركيون من إمكانية أن تواجه الولايات المتحدة موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا، تستهدف الشباب تحديداً، بسبب السلالات الجديدة والتركيز على تلقيح كبار السن، ما يجعل الشباب أكثر عرضة للإصابة.
وبحسب ما قالت طبيبة الطوارئ الدكتورة لينا وين لشبكة "سي.إن.إن" فإن الفارق بين الزيادات السابقة والارتفاع المحتمل الآخر هو أن الأشخاص الأكثر تضرراً الآن هم الشباب".
وفي ظل إعطاء الأولوية للسكان الأكبر سناً في جميع أنحاء البلاد للحصول على لقاحات كوفيد-19، فقد تم تطعيم أكثر من 54% من الأميركيين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر بشكل كامل، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بينما حصل أكثر من 75% من "الفئة العمرية نفسها" على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح.
وقالت وين إن هذه الفئة العمرية محمية بشكل جيد نسبياً، لكن لا تزال الفئات الأصغر سناً معرضة للخطر بسبب السلالة الجديدة B.1.1.7.
وأضافت: "إننا نرى في أماكن مثل ميشيغان أن الأشخاص الذين يتلقون العلاج الآن بأعداد كبيرة هم أشخاص في الثلاثينات والأربعينات من العمر، والآن نشاهد حتى الأطفال يصابون بأعداد أكبر أيضاً".
من جانبه، قال الدكتور راؤول بينو، مدير إدارة الصحة بولاية فلوريدا في مقاطعة أورانج، إن ثلث جميع حالات دخول المستشفيات في المقاطعة كانت لأشخاص تقل أعمارهم عن 45 عاماً.
زيادة الحالات
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين في نيوجيرسي الأسبوع الماضي أن السلالات الجديدة، بما في ذلك سلالة B.1.1.7، تساهم في زيادة الحالات والانتقال إلى المستشفيات، بما في ذلك الفئات العمرية الأصغر.
وأوضحت الشبكة الأميركية نقلاً عن مفوضة الصحة الحكومية جودي بيرسيشيلي، الأربعاء، أنه بين الأسبوعين الأول والأخير من شهر مارس، كانت هناك زيادة بنسبة 31% و 48%، على التوالي، في عدد حالات العلاج في المستشفيات بين الفئات العمرية من 20 إلى 29 ومن 40 إلى 49 عاماً.
وأفادت "سي إن إن" نقلاً عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن ذلك يأتي رغم أن الولايات المتحدة تسابق الزمن لتسريع وتيرة إعطاء اللقاحات، إذ سجلت رقماً قياسياً مع تطعيم أكثر من 4 ملايين شخص في غضون 24 ساعة، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ويبلغ متوسط الجرعات في البلاد الآن أكثر من 3 ملايين جرعة يومياً، ولكن بالرغم من ذلك فقد تلقى حوالي 18.5% فقط من الأميركيين التطعيم الكامل، وفقاً لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض، وشهدت حالات الإصابة بـ "كوفيد-19" في البلاد مؤخراً زيادات مقلقة.
أسابيع صعبة
وقالت سيلين غوندر، اختصاصية الأمراض المعدية وعالمة الأوبئة، لـ"سي إن إن": "أعتقد أنه لا يزال أمامنا بضعة أسابيع صعبة أخرى، ما نعرفه من العام الماضي أثناء الجائحة هو أننا نميل إلى الاتجاه نحو ثلاثة إلى أربعة أسابيع خلف أوروبا فيما يتعلق بأنماط الجائحة لدينا".
وأدت السلالة الجديدة (B.1.1.7) شديدة العدوى إلى ارتفاع مقلق في حالات والانتقال إلى المستشفيات في أجزاء من أوروبا.
ويخشى الخبراء أن تكون الولايات المتحدة هي التالية، إذا لم يضاعف الأميركيون إجراءات السلامة حتى يتم تطعيم المزيد من الأشخاص، ويرون أن الأسوأ أن تلك السلالة تغير قواعد اللعبة الخاصة بالجائحة، ويمكن أن تسبب مشاكل للمجموعات الأصغر سناً التي لم يتم تطعيمها بعد.
فيروس جديد
ونقلت "سي إن إن" عن الدكتور بيتر هوتيز، عميد الكلية الوطنية للطب الاستوائي في كلية بايلور للطب: "علينا أن نفكر في السلالة B.1.1.7 باعتبارها فيروساً جديداً تقريباً، إنها تنتشر بشكل مختلف عن أي شيء رأيناه من قبل، من حيث القابلية للانتقال والتأثير على الشباب، لذلك علينا أن نتعامل مع هذا بجدية بالغة."
وقالت مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الدكتورة روشيل والينسكي، الاثنين، في إحاطة لفريق الاستجابة لكوفيد-19بالبيت الأبيض، إن حالات الإصابة زادت للأسبوع الرابع على التوالي.
وأضافت: "نعلم أن هذه الزيادات ترجع جزئياً إلى المزيد من السلالات عالية القابلية للانتقال، والتي نراقبها عن كثب"، مشددة على ضرورة الحد من عدد التجمعات بين الشباب المرتبطة بالمشاركة في الرياضات الشبابية والأنشطة الأخرى.
وتابعت: "أتفهم أن الناس متعبون وأنهم يتوقون للانتهاء من هذا الوباء لكن من فضلكم، استمروا في فعل الأشياء التي نعرفها لمنع انتشار الفيروس."