يحدث انحراف الحاجز الأنفي، عندما ينزاح الجدار الرقيق بين ممرات الأنف إلى جانب واحد. وفي كثير من الأشخاص، ينزاح الحاجز الأنفي، أو ينحرف، ما يجعل أحد ممري الأنف أصغر.
وفي حالة انحراف الحاجز بشدة، قد يؤدي ذلك إلى انسداد أحد جانبي الأنف وتقليل تدفق الهواء، ما يسبب صعوبة في التنفس. وقد يُصاب بعض الأشخاص أحياناً بتقشر أو نزيف بسبب تعرض الحاجز المنحرف للجفاف الناتج عن تدفق الهواء عبر الأنف.
وربما يحدث انسداد في الأنف أو احتقانه نتيجة انحراف الحاجز الأنفي، أو تورم الأنسجة المبطنة للأنف، أو كليهما. وقد يتضمن علاج انسداد الأنف تناول أدوية للحد من التورّم. ولتصحيح انحراف الحاجز الأنفي، سيحتاج إلى إجراء عملية جراحية.
الأعراض
لا ينتج عن مُعظم حالات انحراف الحاجز الأنفي أي أعراض، وقد لا يعرف الشخص حتى بإصابته به. ومع ذلك، قد تسبب بعض تشوهات الحاجز الأنفي المؤشرات والأعراض التالية:
- انسداد إحدى فتحتي الأنف أو كلتيهما. يمكن أن يسبب هذا الانسداد صعوبة في التنفس من إحدى فتحتي الأنف أو كلتيهما. وقد يلاحظ هذا بصورة أكبر عندما يُصاب الشخص بالبرد أو أنواع الحساسية التي يُمكن أن تسبب احتقان الممرات الأنفية وضيقها.
- نزف الأنف. قد يصبح سطح حاجز الأنف جافّاً؛ ما يزيد من خطورة التعرض لنزيف الأنف.
- آلام الوجه. هناك بعض الخلاف حول الأسباب الأنفية المُحتملة لآلام الوجه. قد يكون السبب المحتمل لألم الوجه في جانب واحد هو الانحراف الشديد للحاجز الأنفي، الذي تتلامس فيه الأسطح داخل الأنف مسببةً ضغط.
- التنفس بصوت مرتفع أثناء النوم. يُمكن أن يكون انحراف الحاجز الأنفي أو احتقان الأنسجة داخل الأنف واحداً من عدّة أسباب تؤدي إلى التنفس بصوت مرتفع أثناء النوم.
- الوعي بالدورة الأنفية. يبدّل الأنف بين الانسداد في أحد الجانبين، ثم ينتقل الانسداد إلى الجانب الآخر. ويُسمى هذا بالدورة الأنفية. ومن غير المعتاد الشعور بوجودها، ويُمكن أن يُشير إلى وجود انسداد في الأنف.
- تفضيل النوم على جانب مُعين. قد يفضل بعض الأشخاص النوم على جانب معين لتحسين التنفس من خلال الأنف ليلاً في حالة ضيق أحد ممرات الأنف.
الأسباب
يحدث انحراف الحاجز الأنفي عندما يكون الحاجز الأنفي، وهو الجدار الرفيع الذي يفصل الممرين الأنفيين الأيمن والأيسر، متزحزحاً إلى جانب دون الآخر.
يُمكن أن يحدث انحراف الحاجز الأنفي بسبب:
- تزامن الحالة مع الولادة. في بعض الحالات، يحدث انحراف الحاجز الأنفي أثناء نمو الجنين في الرحم، ويظهر عند الولادة.
- تعرُّض الأنف لإصابة. يُمكن أيضاً أن يكون انحراف الحاجز الأنفي نتيجة للتعرُّض لإصابة تُسبِّب انحراف الحاجز الأنفي عن موضعه.
عند الأطفال، مثل الإصابة التي قد تحدث أثناء الولادة. عند الأطفال والبالغين، فقد تُؤدِّي مجموعة كبيرة من الحوادث إلى التعرُّض لإصابة الأنف وانحراف الحاجز الأنفي. وتحدث الصدمات التي قد يتعرّض لها الأنف عادةً أثناء ممارسة الرياضات التي لا تخلو من الاحتكاك أو الألعاب العنيفة مثل المصارعة، أو عند التعرض لحوادث السيارات.
قد يؤثر التقدم في العمر على بنية الأنف، حيث يزداد انحراف الحاجز الأنفي سوءاً بمرور الوقت.
وربما يؤدي تورم التجاويف الأنفية أو تجاويف الجيوب الأنفية وتهيجها نتيجة الإصابة بالعدوى إلى تضيّق الممر الأنفي أيضاً ما يؤدي إلى انسداد الأنف.
العلاج
التعامل مع الأعراض
يمكن التركيز في مرحلة العلاج الأولي لانحراف الحاجز الأنفي على تخفيف أعراضه. قد يصف الطبيب ما يلي:
- عقاقير إزالة الاحتقان. عقاقير إزالة الاحتقان هي أدوية تقلل من تورم نسيج الأنف؛ ما يساعد على الحفاظ على الممرات الهوائية في جانبي الأنف مفتوحة. عقاقير إزالة الاحتقان متاحة في صورة حبوب أو بخاخ للأنف. ولكن يجب استخدام بخاخات الأنف بحذر، حيث قد يتسبب الاستخدام المتكرر والمستمر في الاعتماد عليها وزيادة الأعراض سوءاً بعد وقف استخدامها. لعقاقير إزالة الاحتقان الفموية تأثير منبه، وقد تؤدي إلى عصبية المزاج بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وسرعة ضربات القلب.
- مضادات الهيستامين. مضادات الهيستامين هي أدوية تساعد على الوقاية من أعراض الحساسية، بما في ذلك انسداد الأنف أو سيلانه. كما يمكنها أحياناً المساعدة في الحالات غير التحسسية مثل تلك المصاحبة لنزلات البرد. تسبب بعض مضادات الهيستامين النعاس، ويمكنها التأثير في القدرة على أداء المهام التي تتطلب توافقاً جسدياً، مثل القيادة.
- بخاخات الستيرويد الأنفية. يمكن لبخاخات الكورتيكوستيرويدات الأنفية التي تُصرف بوصفة طبية تقليل التورم في الممرات الأنفية والمساعدة على تصريف إفرازات الأنف. وعادةً ما يستغرق هذا النوع من البخاخات من أسبوع إلى 3 أسابيع للوصول إلى أقصى تأثير له؛ لذلك من المهم اتباع تعليمات الطبيب بشأن استخدامها.
تعالج الأدوية الأغشية المخاطية المتورمة فقط، لكنها لا تصحح انحراف الحاجز الأنفي.
الإصلاح الجراحي
إذا كان لا يزال المريض يشعر بالأعراض، على الرغم من تلقي العلاج الطبي، فقد يخضع لجراحة لتصحيح الحاجز الأنفي المنحرف (رأب الحاجز الأنفي).
وأثناء رأب الحاجز الأنفي، عادةً ما يُقوّم الحاجز الأنفي، ويُصحح وضعه في منتصف الأنف. وقد يتطلب ذلك من الجراح قطع وإزالة أجزاء من الحاجز الأنفي قبل إعادة وضعها في الموضع المناسب.
يعتمد مستوى التحسن الذي يمكن توقعه من الجراحة على درجة انحراف الحاجز الأنفي. يمكن أن تختفي الأعراض الناجمة عن الحاجز المنحرِف تماماً، خاصة انسداد الأنف. ومع ذلك، لا يمكن علاج أي حالة أخرى من أمراض الأنف أو الجيوب الأنفية التي تؤثر في الأنسجة التي تبطن الأنف، مثل الحساسية، بالجراحة فقط.
إعادة تشكيل الأنف
في بعض الحالات، تُجرى جراحة إعادة تشكيل الأنف (عملية تجميل الأنف) في توقيت إجراء رأب الحاجز الأنفي نفسه. وتنطوي عملية تجميل الأنف على تعديل عظمة الأنف وغضروفها لتغيير شكلها، أو حجمها، أو كليهما.
* هذا المحتوى من مايو كلينك