لست مضطراً للشعور بالذنب تجاه الجبن الذي تضيفه على شطيرتك أو مبشور الجبن الذي ترشه على سلطتك، بعد أن ساد اعتقاد لفترة طويلة أن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة ترفع مستويات الكوليستيرول في الدم، وخاصة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL أو الكوليسترول "الضار"، وهي من عوامل الخطر للإصابة بالمرض القلبي الوعائي (CVD) مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
ومع ذلك فالأبحاث الحديثة لم تعد تؤيد هذا الافتراض. فقد اكتشفت الدراسات الحديثة بشأن استهلاك مشتقات الحليب ومخاطر الإصابة بالمرض القلبي الوعائي (CVD) والوفاة، أن العلاقة بينهما "محايدة، بل حتى مفيدة ولو بشكل ضئيل".
وليس من المفهوم بشكل كامل، سبب عدم وجود آثار سلبية للدهون المشبعة الموجودة في مشتقات الحليب على عوامل الخطر السالف ذكرها.
ومن الوارد أن تكون العناصر المغذية الأخرى الموجودة في مشتقات الحليب، بخلاف الدهون المشبعة، لها آثار وقائية.
ولا تمد مشتقات الحليب الجسم بالكالسيوم والبروتين فحسب، بل تمده أيضاً بفيتامينات A وD وB-12 والريبوفلافين، والمعادن مثل الفوسفور والماغنيسيوم والبوتاسيوم والزنك.
ويؤدي العديد من هذه العناصر وظائف لمقاومة التأكسد، ولصيانة الجسم مثل الحفاظ على نمو الخلايا وترميمها، والسلامة الوظيفية للعضلات، إضافة إلى دورها في التحكم في ضغط الدم.
وتحتوي مشتقات الحليب أيضاً على بكتيريا البروبيوتيك، وهي بكتيريا نافعة تعزز صحة الأمعاء، وقد تسهم في التحكم في الوزن.
ومن الوارد بكل تأكيد أن تكون مشتقات الحليب مرتفعة السعرات الحرارية وهو أمر لا يمكن تجاهله، لأن زيادة الوزن والسُمنة من عوامل الخطر المستقلة المرتبطة بالعديد من الأمراض.
ولذلك إذا كنت تستمتع بتناول مشتقات الحليب، فيمكن إدخالها في نظامك الغذائي، ولكن أضف الجبن المنكه والزبادي الخالي من السكر أو منخفض السكر، وكوباً من الحليب إلى وجبتك الرئيسية أو بعد التمرين.
وركّز على اتباع نظام غذائي متوازن تتحكم في كمياته للحفاظ على التوازن، بين ما يدخل جسمك من سعرات حرارية وما يدخله من عناصر مغذية.
*هذا المحتوى من مايو كلينيك