دراسة: مستخدمو السجائر الإلكترونية أكثر قابلية للإقلاع عن التدخين

أنواع مختلفة من السجائر الإلكترونية في العاصمة البريطانية لندن. 8 أغسطس 2023 - AFP
أنواع مختلفة من السجائر الإلكترونية في العاصمة البريطانية لندن. 8 أغسطس 2023 - AFP
القاهرة -محمد منصور

كشف دراسة جديدة نُشرت في دورية "أبحاث النيكوتين والتبغ"، أن المدخنين الذين يتحولون إلى السجائر الإلكترونية أكثر قابلية للتوقف عن تدخين السجائر العادية.

وتأتي الدراسة على عكس النتائج التي أظهرتها دراسات سابقة، تؤكد أن المدخنين الذين بدأوا باستخدام السجائر الإلكترونية يستمرون في الغالب في التدخين.

وقارن الباحثون الاتجاهات الواقعية في معدلات التوقف عن السجائر على مستوى السكان بين المدخنين البالغين الذين يستخدمون أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية، مقابل أولئك الذين لا يستخدمونها.

وتسلط هذه الدراسة، الضوء على المشهد المتطور لاستهلاك التبغ وسط سوق متوسعة للسجائر الإلكترونية، وذلك باستخدام البيانات التمثيلية في الولايات المتحدة من دراسة التقييم السكاني للتبغ والصحة.

وركّز التحليل على البالغين الذين تبلغ أعمارهم 21 عاماً فما فوق، والذين أبلغوا عن تدخين السجائر خلال شهر مضى.

أنماط مثيرة

وكشفت البيانات، التي تم جمعها كل عامين، عبر 6 موجات، عن أنماط مثيرة للاهتمام في معدلات التوقف عن السجائر.

في البداية، بين عامي 2013 و2015، بلغت معدلات التوقف 16% لكل من مستخدمي السجائر الإلكترونية والسجائر التقليدية.

ثم ظهر اختلاف كبير في السنوات اللاحقة، فبين أعوام 2018 و2021، ارتفع معدل التوقف بين مستخدمي السجائر الإلكترونية إلى نحو 30%، بينما استقر عند نحو 20% بين مستخدمي السجائر العادية.

ويشير هذا الاتجاه، إلى تفاعل ملحوظ بين الوقت واستخدام السجائر الإلكترونية، ما يدل على وجود علاقة متغيرة بين استخدامها والإقلاع عن منتجات التبغ خلال فترة الدراسة.

وقد يكون ظهور منتجات وتركيبات جديدة في سوق السجائر الإلكترونية، بما في ذلك البطاريات ذات السعة الكبيرة، وتركيبات النيكوتين بتركيزات أعلى ونكهات محسنة، ساهم في هذه الاتجاهات المتغيرة.

وفي حين أن أبحاثاً سابقة، أسفرت عن نتائج متضاربة فيما يتعلق بالارتباط بين استخدام السجائر الإلكترونية والإقلاع عن السجائر، فإن هذه الدراسة توفر رؤى قيّمة بشأن نتائج العالم الحقيقي، مع التركيز على أهمية النظر في الطبيعة الديناميكية لمشهد منتجات التبغ والسياق التنظيمي.

ولفتت بعض الأبحاث إلى تحسُّن النتائج المتعلقة بالإقلاع عن التدخين باستخدام السجائر الإلكترونية، بينما أشارت أخرى إلى عكس ذلك.

وقد تكون النتائج غير المتسقة بسبب الاختلافات في العينات والمقاييس التي تم النظر فيها، أو الاختلافات في الأساليب التحليلية للباحثين المستخدمين، أو بيئة المنتج المتغيرة بسرعة، أو سياقات السياسات.

تطور السوق الأميركية

وظهرت أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية لأول مرة في السوق الأميركية في عام 2007، وكانت السجائر الإلكترونية الأولى تشبه السجائر التقليدية في المظهر، وتستخدم بطاريات منخفضة الجهد.

وابتداء من عام 2016، قدمت الشركات المصنعة، السوائل الإلكترونية التي تحتوي على تركيبات مختلفة للنيكوتين، وأصبحت السجائر الإلكترونية الجديدة متاحة على نطاق واسع.

وتحتوي تركيبات النيكوتين هذه، على درجة حموضة أقل من التركيبات القديمة، ما يسمح للمصنعين بزيادة تركيز النيكوتين مع تجنب مرارة الطعم.

وتمتد آثار هذه النتائج إلى عملية صنع القرار في مجال الصحة العامة، ما يدعو إلى إجراء استجابات بحثية وسياسية تتوافق مع سوق السجائر الإلكترونية المعاصر والظروف المجتمعية.

ومن خلال فهم التفاعل المعقد بين استخدام تلك المنتجات والإقلاع عن التدخين، يمكن لواضعي السياسات والمهنيين الصحيين وضْع استراتيجيات أكثر فاعلية للتخفيف من الأضرار المرتبطة بالتبغ وتعزيز جهود الإقلاع عن التدخين بين السكان البالغين.

كما تؤكد هذه الدراسة، الحاجة إلى الرصد والتقييم المستمرين، لتدابير مكافحة التبغ في سياق تطور المنتجات، ما يضمن بقاء تدخلات الصحة العامة قابلة للتكيف والاستجابة للاتجاهات الناشئة في سلوكيات استهلاك التبغ.

تصنيفات

قصص قد تهمك