بينما ينظر القضاء في بريطانيا دعاوى تعويض ضدها، قالت أسترازينيكا، الثلاثاء، إنها بدأت سحب لقاحها المضاد لـ"كوفيد-19"، من جميع أنحاء العالم، بسبب "فائض اللقاحات المحدثة المتاحة" منذ تفشي الجائحة، وذكرت الشركة أنها ستشرع في سحب تراخيص تسويق اللقاح "فاكسيفريا" داخل أوروبا.
وأضافت: "مع تطوير لقاحات متعددة ومتغيرة لكوفيد-19 منذ ذلك الحين، هناك فائض في اللقاحات المحدثة المتاحة"، مشيرة إلى أن هذا أدى إلى انخفاض الطلب على فاكسيفريا، الذي "لم تعد تصنعه أو توفره".
وأقرت عملاق صناعة الدواء البريطانية السويدية، في وقت سابق، في وثائق محكمة بريطانية، بأن اللقاح يسبب آثاراً جانبية مثل جلطات الدم، وانخفاض عدد الصفائح الدموية، وفق صحيفة "تليجراف" التي كانت أول من نشر عن هذه التطورات.
وجاء الإقرار ضمن دعوى جماعية تقول إن اللقاح، الذي تم تطويره مع جامعة أكسفورد؛ تسبب في وفاة وإصابة عشرات الحالات، ما قد يمهد الطريق لدفع الشركة تعويضات قانونية بملايين الجنيهات الإسترلينية.
أعراض لقاح أسترازينيكا
وقدمت شركة أسترازينيكا، طلب سحب اللقاح في الخامس من مارس، ودخل حيز التنفيذ الثلاثاء.
وبحسب "تليجراف" فإن أول حالة متضررة من اللقاح، هو جيمي سكوت، وهو أب لطفلين، تعرض لإصابة مزمنة في الدماغ بعد معاناته من جلطة دموية ونزيف، بعد تلقيه لقاح أسترازينيكا في أبريل 2021، وهو ما منعه من العمل بعد ذلك.
وقبلت الشركة، في وثيقة قانونية قدمتها إلى المحكمة العليا في فبراير، أن لقاحها المضاد لفيروس كورونا "يمكن، في حالات نادرة جداً، أن يسبب TTS، وهو تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات، ما يؤدي إلى إصابة الأشخاص بجلطات دموية وانخفاض عدد الصفائح الدموية".
وتنظر المحكمة العليا في بريطانيا 51 قضية مرفوعة ضد أسترازينيكا، إذ يسعى المدعون وأقاربهم، للحصول على تعويضات تُقدّر قيمتها بنحو 100 مليون جنيه إسترليني.
الاضطراب العصبي النادر
ولقاح أسترازينيكا كان موضوع تحذيرات متكررة منذ أعوام، وفي سبتمبر 2021، أظهرت التحديثات الدورية للسلامة التي تصدرها وكالة الأدوية الأوروبية، أن الوكالة أضافت اضطراباً عصبياً نادراً يعرف باسم متلازمة "جيان باريه" كعرض جانبي محتمل للقاح "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا، ليضاف إلى الجلطات التي اتهم اللقاح بالتسبب فيها لبعض متلقيه.
وقالت الوكالة، إن علاقة سببية بين المتلازمة واللقاح "كانت احتمالاً معقولاً على الأقل" بعد الإبلاغ عن 833 حالة إصابة بالاضطراب العصبي النادر من أصل 592 مليون جرعة من اللقاح أُعطيت حول العالم حتى 31 يوليو 2021. ووصفت الوكالة الأوروبية، الأثر الجانبي، بأنه "نادر جداً"، وهو أقل مستوياتها لوتيرة الآثار الجانبية، مؤكدة أن فوائده تفوق مخاطره.
وفي يونيو 2021، اعتبر مسؤول كبير من وكالة الأدوية الأوروبية أنه سيكون من الأفضل وقف التطعيم بلقاح أسترازينيكا المضاد لكورونا لجميع الفئات العمرية عند توفر لقاحات أخرى، في الوقت الذي علقت فيه جنوب أفريقيا استخدام لقاح "جونسون آند جونسون" بسبب تلوث جرعات بمكونات من لقاح أسترازينيكا.
وقال المسؤول عن استراتيجية اللقاح في الوكالة ماركو كافاليري لصحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، وقتها، إنه "يفضل استخدام لقاح جونسون آند جونسون لمن هم فوق سنّ الستين".
وعند سؤاله عما إذا كان من الأفضل وقف استعمال أسترازينيكا، بما في ذلك للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على ستين عاماً، أجاب كافاليري "نعم، وهو خيار تفكر فيه العديد من البلدان، مثل فرنسا وألمانيا، في ضوء زيادة توافر لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال".
لقاح أسترازينيكا
تقول "مايو كلينك" إن لقاح أسترازينيكا يعمل بنظام "الناقل الفيروسي"، وبموجبه يأخذ العلماء مادة من فيروس "كوفيد-19" ويدخلونها في نسخة معدّلة من فيروس آخر يُسمى الناقل الفيروسي، والذي ويعطي بدوره تعليمات لخلايا الجسم بعمل نُسخ من "بروتين S" لفيروس كورونا.
وبمجرد أن تَعْرض الخلايا "بروتينات S" على أسطحها، يستجيب الجهاز المناعي من خلال تكوين أجسام مضادة، وخلايا دم بيضاء دفاعية. فإذا تمت الإصابة لاحقاً بفيروس كورونا، فستحارب الأجسام المضادة الفيروس.
وتعمل لقاحات أخرى بنظام الحمض النووي الريبوزي المرسال، الذي يعطي تعليمات للخلايا عن كيفية إنتاج "بروتين S" الموجود على سطح فيروس "كوفيد-19".
وبعد تلقّي اللقاح، تبدأ خلايا العضلات في إنتاج قطع البروتين، وتوزيعها على أسطح الخلايا، ما يحفّز الجسم على تكوين الأجسام المضادة، فإذا تمت الإصابة لاحقاً، ستحارب الأجسام المضادة الفيروس.
وبدأت أسترازينيكا، المدرجة في لندن، التحول إلى لقاحات أخرى، وأدوية علاج السمنة من خلال عدة صفقات العام الماضي، بعد تباطؤ النمو مع انخفاض مبيعات علاجات "كوفيد-19".