أدوية شائعة ربما تقلل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية

مريض يعاني من سكتة دماغية يخضع لاختبار مخطط كهربائية القلب في مستشفى جامعة جونتيندو بالعاصمة اليابانية طوكيو - 18 سبتمبر 2007. - REUTERS
مريض يعاني من سكتة دماغية يخضع لاختبار مخطط كهربائية القلب في مستشفى جامعة جونتيندو بالعاصمة اليابانية طوكيو - 18 سبتمبر 2007. - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

حدد باحثون العديد من الأدوية الموصوفة بشكل شائع، والتي قد تقلل من خطر تمدد الأوعية الدموية لـ"نزف تحت العنكبوتية"، وهو نوع من السكتات الدماغية المهددة للحياة، والتي تحدث بسبب النزيف في المساحة المحيطة بالدماغ.

وتقدم الدراسة، التي امتدت لعقدين من الزمن، وشارك فيها ما يقرب من 44 ألف شخص، أملاً جديداً للوقاية من هذه الحالة الخطيرة، ونُشرت في دورية نيورولوجي؛ المجلة الطبية التابعة للأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب. 

توفر الدراسة أدلة من الدرجة الثالثة، مما يشير إلى وجود ارتباط كبير بين بعض الأدوية الموصوفة بشكل شائع والتطور اللاحق للسكتات الدماغية، على الرغم من أن هذه النتائج ليست نهائية بعد، إلا أنها تقدم اتجاهاً واعداً للتحقيقات والتجارب السريرية المستقبلية، ولا تثبت النتائج أن هذه الأدوية تقلل بشكل سببي من خطر الإصابة بهذا النوع من تمدد الأوعية الدموية؛ لكنها تظهر فقط الارتباط.

وكشف التحليل أن بعض الأدوية، بما في ذلك بعض علاجات ضغط الدم المعروفة باسم ليزينوبريل وأملوديبين، وكذلك أدوية خفض مستويات الكوليسترول الضار، مثل سيمفستاتين، ودواء السكري "ميتفورمين" ودواء تامسولوسين المخصص لعلاج تضخم البروستاتا، ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بـالسكتات الدماغية.

ولا يُنصح بتناول أيّ نوع من أنواع تلك الأدوية بغرض خفض خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، أو لأيّ أغراض طبية أخرى إلا بعد استشارة الطبيب.

الوقاية من السكتات الدماغية

وقال مؤلف الدراسة جوس بيتر كانينج، وهو باحث في المركز الطبي بجامعة أوتريخت في هولندا "نحن بحاجة ماسة إلى طرق جديدة للوقاية من هذا النوع من السكتات الدماغية، الذي يحدث في سن أصغر ومع معدل وفيات أعلى من أنواع السكتات الدماغية الأخرى".

ويشير "كانينج" إلى أن العلاجات الجراحية الحالية لتمدد الأوعية الدموية في الدماغ، تنطوي على خطر العجز الدائم والوفاة الذي غالباً ما يفوق الفوائد المحتملة، لذا فإن منع تمزق تمدد الأوعية الدموية، باستخدام دواء غير جراحي سيكون مفيداً للغاية.

نظر الباحثون إلى 4879 شخصاً أصيبوا بتمزق تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، والذي يسمى نزف تحت العنكبوتية، وتمت مقارنة هؤلاء الأشخاص بآخرين من نفس العمر والجنس، أي ما مجموعه 43911 شخصاً لم يصابوا بتمزق تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، ثم راجعوا السجلات الصحية الإلكترونية لمعرفة الأدوية التي يتناولها الأشخاص.

وبعد تعديل العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وتعاطي الكحول، والعدد الإجمالي للحالات الصحية الأخرى، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون ليزينوبريل حالياً كانوا أقل عرضة للإصابة بتمزق تمدد الأوعية الدموية في الدماغ بنسبة 37%، مقارنة بالأشخاص الذين لا يتناولون الدواء.

 كما كان الأشخاص الذين يتناولون سيمفستاتين أقل عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 22% مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا الدواء، وكان الأشخاص الذين تناولوا "ميتفورمين" أقل عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 42%، وأولئك الذين تناولوا تامسولوسين كانوا أقل عرضة بنسبة 45%.

ووجد الباحثون أيضاً زيادة في خطر الإصابة بتمزق تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، لدى الأشخاص الذين يتناولون أربعة أدوية؛ وهي "الوارفارين" المخفف للدم؛ ومضاد الاكتئاب "فينلافاكسين"، وعقار "بروكلوربيرازين" المضاد للذهان، ومسكن الألم "الكودامول"، ويؤكد مؤلفو الدراسة أن هذه النتائج، يجب أن تدفع إلى إجراء المزيد من الأبحاث بشأن التأثيرات الوقائية لهذه الأدوية.

يمثل هذا البحث خطوة مهمة إلى الأمام في السعي لمنع حدوث نزف تحت العنكبوتية، والذي يظل سبباً رئيسياً للإعاقة والوفاة المرتبطة بالسكتة الدماغية، ومن خلال تحديد الأدوية الموجودة التي يمكن أن تقلل من خطر هذه الحالة، تفتح الدراسة طرقاً جديدة للعلاج والوقاية، مما قد يفيد ملايين المرضى في جميع أنحاء العالم.

تصنيفات

قصص قد تهمك