عدم تحمل اللاكتوز.. أعراض مزعجة وطرق سهلة للتشخيص والعلاج

موظفتان تجريان اختباراً على حليب خاص بمنتجات ألبان في الصين. 31 يناير 2024 - AFP
موظفتان تجريان اختباراً على حليب خاص بمنتجات ألبان في الصين. 31 يناير 2024 - AFP
بالتعاون مع "مايو كلينك"-الشرق

لا يستطيع الأشخاص المصابون بعدم تحمل اللاكتوز هضم السكر (اللاكتوز) الموجود في الحليب بشكل كامل، ونتيجة لذلك، فإنهم يصابون بالإسهال والغازات والانتفاخ بعد تناول منتجات الألبان، أو شربها.

عادة ما تكون هذه الحالة، التي تُسمى أيضاً سوء امتصاص اللاكتوز، غير ضارة، لكن أعراضها قد تكون غير مريحة.

وعادة ما يكون إنتاج كمية قليلة للغاية من الإنزيم الذي يتم إنتاجه في الأمعاء الدقيقة (اللاكتاز) مسؤولاً عن الإصابة بعدم تحمل اللاكتوز.

يمكن أن يكون لديك مستويات منخفضة من اللاكتاز، لكنك لا تزال قادراً على هضم منتجات الألبان. ولكن إذا كانت المستويات لديك منخفضة جداً، فعندئذ تصبح مصاباً بعدم تحمل اللاكتوز، ما يؤدي إلى ظهور أعراض عليك بعد تناول منتجات الألبان، أو شربها.

الأمعاء الدقيقة والقولون

الأمعاء الدقيقة عبارة عن أنبوب مجوَّف، يمتد من المعدة إلى الأمعاء الغليظة (القولون والأمعاء الدقيقة والقولون من أجزاء السبيل الهضمي التي تعمل على معالجة الأطعمة التي تتناولها). تستخلص الأمعاء العناصر المغذية من الأطعمة. وتظل العناصر التي لا تمتصها الأمعاء موجودة على طول السبيل الهضمي حتى يتخلص منها الجسم على شكل براز أثناء التبرّز.

يمكن لمعظم الأشخاص المصابين بعدم تحمل اللاكتوز إدارة هذه الحالة دون الحاجة إلى التخلي عن جميع منتجات الألبان.

أعراض عدم تحمل اللاكتوز

عادة ما تبدأ مؤشرات مرض عدم تحمُّل اللاكتوز بعد 30 دقيقة إلى ساعتين من تناول أطعمة أو مشروبات تحتوي على اللاكتوز. تتضمن العلامات والأعراض الشائعة ما يلي:

  • الإسهال
  • الغثيان والقيء في بعض الأحيان
  • تقلُّصات مؤلِمة في المعدة
  • الانتفاخ
  • الغازات

أسباب عدم تحمل اللاكتوز

يحدث عدم تحمل اللاكتوز عندما لا تنتج أمعاؤك الدقيقة ما يكفي من أحد الإنزيمات (اللاكتاز) لهضم سكر الحليب (اللاكتوز).

وفي الظروف الطبيعية، فإن اللاكتاز يحول سكر اللبن إلى سُكَّريْن بسيطين، الجلوكوز والجالاكتوز، ويُمتصان إلى مجرى الدم عبر بطانة الأمعاء.

رسم تشريحي للقولون والأمعاء الدقيقة.
رسم تشريحي للقولون والأمعاء الدقيقة - مايو كلينك

وإن كنت مصاباً بنقص اللاكتاز، فإن اللاكتوز الموجود في طعامك يتحرك إلى القولون بدلاً من أن يُعالج ويُمتص. وفي القولون، تتفاعل البكتيريا الطبيعية مع اللاكتوز غير المهضوم، ويسبب ذلك علامات عدم تحمل اللاكتوز وأعراضه.

توجد ثلاثة أنواع من عدم تحمل اللاكتوز، وهناك عوامل مختلفة تسبب نقص اللاكتاز الكامن وراء كل نوع.

عدم تحمل اللاكتوز الأولي

يبدأ الأشخاص المصابون بعدم تحمل اللاكتوز الأوْلي، النوع الأكثر شيوعاً، حياتهم بإنتاج ما يكفيهم من اللاكتاز. ويحتاج الرُّضع، الذين يحصلون على كل التغذية من الحليب، إلى اللاكتاز.

وعندما يستبدل الأطفال الحليب بأطعمة أخرى، فإن كمية اللاكتاز التي ينتجونها تنخفض بشكل طبيعي، لكنها عادة ما تظل عالية بما يكفي لهضم كمية الحليب الموجودة في النظام الغذائي العادي للشخص البالغ، إلا أنه في حالة عدم تحمل اللاكتوز الأولي، ينخفض إنتاج اللاكتاز بشكل حاد عند البلوغ، ما يجعل مشتقات الحليب صعبة الهضم.

عدم تحمل اللاكتوز الثانوي

ويحدث هذا النوع من عدم تحمل اللاكتوز عندما تقلل الأمعاء الدقيقة من إنتاج اللاكتاز بعد مرض، أو إصابة، أو جراحة تشمل الأمعاء الدقيقة.

وتشمل الأمراض المرتبطة بعدم تحمل اللاكتوز الثانوي العدوى المعوية، والداء البطني، والنمو الزائد للبكتيريا، ومرض كرون.

وقد يؤدي علاج الاضطراب الأساسي إلى استعادة مستويات اللاكتاز، وتحسين العلامات والأعراض، على الرغم من أنه قد يستغرق وقتاً.

عدم تحمل اللاكتوز الخلقي أو النمائي

من الممكن أن يُولد الأطفال وهم يعانون من عدم تحمل اللاكتوز الناجم عن نقص اللاكتاز، ولكن هذا نادر الحدوث، وينتقل هذا الاضطراب من جيل إلى جيل في نمط وراثي يُسمى بالاضطراب الصبغي الجسدي المتنحِّي، وهذا يعني أنه يجب على كل من الأم والأب نقل المتغير الجيني نفسه حتى يتأثر الطفل. يمكن أن يعاني الأطفال المبتسرون أيضاً من عدم تحمل اللاكتوز بسبب مستوى اللاكتاز غير الكافي.

عوامل الخطورة

تتضمن العوامل التي قد تجعلك أنت، أو طفلك أكثر عرضة للإصابة بعدم تحمل اللاكتوز ما يلي:

  • التقدُّم في السن: يظهر عدم تحمل اللاكتوز عادة في مرحلة البلوغ. هذه الحالة المرضية غير شائعة لدى الرضّع والأطفال الصغار.
  • الأصل العرقي: يعتبر عدم تحمل اللاكتوز أكثر شيوعاً لدى الأشخاص المنحدرين من أصول إفريقية وآسيوية وإسبانية وهندية أميركية.
  • الولادة المبكرة. قد يكون لدى الأطفال المولودين قبل أوانهم مستويات منخفضة من اللاكتاز لأن الأمعاء الدقيقة لا تنتج الخلايا المنتجة للاكتاز حتى أواخر الثلث الثالث من الحمل.
  • الأمراص التي تصيب الأمعاء الدقيقة: تتضمن مشاكل الأمعاء الدقيقة التي قد تسبب عدم تحمل اللاكتوز فرط النمو البكتيري، والداء البطني، وداء كرون.
  • علاجات معينة للسرطان: إذا كان شخص قد تلقى العلاج الإشعاعي للسرطان في المعدة، أو كانت لديه أعراض مضاعفات معوية من المعالجة الكيميائية، فإن خطر إصابته بعدم تحمل اللاكتوز يزداد.

تشخيص عدم تحمل اللاكتوز

قد يشتبه طبيبك في عدم تحمل جسمك اللاكتوز بناء على الأعراض التي تشعر بها واستجابتك لتقليل كمية مشتقات الحليب في نظامك الغذائي. ويستطيع طبيبك أن يتأكد من هذا التشخيص من خلال إجراء واحد، أو أكثر من الفحوص التالية:

  • اختبار التنفس بالهيدروجين: بعد أن تشرب سائلاً يحتوي على مستويات عالية من اللاكتوز، يقيس كمية الهيدروجين في أنفاسك على فترات منتظمة. ويشير الزفير المعبأ بكمية كبيرة من الهيدروجين إلى عدم قدرتك على هضم اللاكتوز وامتصاصه بالكامل.
  • اختبار تحمُّل اللاكتوز: بعد ساعتين من شُرب سائل يحتوي على مستويات عالية من اللاكتوز، سوف تخضع لفحوص دم لقياس كمية الجلوكوز في مجري الدم. فإذا لم يرتفع مستوى الجلوكوز لديك، فهذا يعني أن جسمك لا يهضم المشروب المليء باللاكتوز، ولا يمتصه بشكل صحيح.

علاج عدم تحمل اللاكتوز

في حالة المصابين بعدم تحمل اللاكتوز الناتج عن حالة طبية كامنة، قد يساعد علاج الحالة على استعادة قدرة الجسم على هضم اللاكتوز، رغم أن تلك العملية قد تستغرق شهوراً. ولأسباب أخرى، يمكنك تجنب الانزعاج الناتج عن عدم تحمل اللاكتوز باتباع نظام غذائي منخفض اللاكتوز.

ولتقليل كمية اللاكتوز في نظامك الغذائي:

  • قلل من تناول الحليب ومشتقات الحليب الأخرى.
  • أضف حصصاً صغيرة من مشتقات الحليب إلى وجباتك العادية.
  • تناول الآيس كريم والحليب قليل اللاكتوز.
  • أضف سائل أو مسحوق إنزيم اللاكتاز إلى الحليب لتفتيت اللاكتوز.

* هذا المحتوى من "مايو كلينك"

تصنيفات

قصص قد تهمك