أعراض وعلاج داء كرون.. مرض مؤلم يهدد الحياة

طفل يتوجع من آلام في البطن - Getty Images
طفل يتوجع من آلام في البطن - Getty Images
بالتعاون مع "مايو كلينك" -الشرق

داء كرون من أمراض الأمعاء الالتهابية، يسبب تورّم (التهاب) الأنسجة في السبيل الهضمي، وهذا قد يؤدي إلى المغص، والإسهال الشديد، والإرهاق، ونقص الوزن، وسوء التغذية.

وقد يختلف موضع الالتهاب الناتج عن داء كرون في السبيل الهضمي من شخصٍ إلى آخر، وأكثر منطقة يصيبها هي الأمعاء الدقيقة، وينتشر هذا الالتهاب غالباً في الطبقات العميقة من الأمعاء.

وقد يكون داء كرون مؤلماً ومرهقاً، ويمكن أن يؤدي أحياناً إلى مضاعفات تُهدِّد الحياة.

أعراض داء كرون

يمكن أن يؤثر داء كرون في أي جزء من الأمعاء الدقيقة، أو الغليظة. وقد يشمل التأثر أجزاء متعددة، وربما يكون مستمراً. وبالنسبة لبعض المصابين، يقتصر المرض على القولون، وهو جزء من الأمعاء الغليظة.

تتراوح شدة مؤشرات مرض كرون، وأعراضه بين الخفيفة والحادة. وتظهر الأعراض عادةً بالتدريج لكن في بعض الأحيان يمكنها الظهور فجأة دون إنذار. قد تمر عليك أيضاً فترات زمنية لا تظهر فيها مؤشرات أو أعراض (تسمى الهَدأَة).

يمكن أن يؤثر داء كُرون على أي جزء من الأمعاء الدقيقة أو الغليظة. وقد يصيب المرض أجزاء متعددة، أو قد يكون مستمراً. ويؤثر داء كرون غالباً على الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة (اللفائفي) وعلى أجزاء من القولون.
يمكن أن يؤثر داء كُرون على أي جزء من الأمعاء الدقيقة أو الغليظة. وقد يصيب المرض أجزاء متعددة، أو قد يكون مستمراً. ويؤثر داء كرون غالباً على الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة (اللفائفي) وعلى أجزاء من القولون - مايو كلينك.

وعندما يكون المرض نشطاً، قد تشمل مؤشرات المرض وأعراضه ما يلي:

  • الإسهال
  • الحُمَّى
  • الإرهاق
  • ألماً وتقلصات مؤلمة في البطن
  • وجود دم في البراز
  • قُرَح الفم
  • ضعف الشهية ونقصان الوزن
  • الشعور بالألم، أو وجود إفرازات بالقرب من فتحة الشرج، أو حولها بسبب حدوث التهاب من نفق إلى داخل الجلد (الناسور)

بالإضافة إلى أعراض ومؤشرات أخرى للمرض

قد يتعرض الأشخاص المصابون بداء كرون الحاد لظهور أعراض أخرى بعيداً عن السبيل المعوي، بما في ذلك:

  • التهاب البشرة والعينين والمفاصل
  • التهاب الكبد أو القنوات الصفراوية
  • حصوات الكلى
  • فقر الدم الناتج عن نقص الحديد
  • تأخر النمو أو التطور الجنسي عند الأطفال

أسباب داء كرون

لا يزال السبب الدقيق وراء الإصابة بداء كرون غير معروف.

في السابق، كان النظام الغذائي والتوتر المشتبه به الأول، لكن الأطباء يعرفون الآن أن هذين العاملين قد يفاقمان حالة داء كرون، لكنهما لا يسببان الإصابة به. ومن المحتمل أن تكون عدة عوامل تؤدي دوراً في الإصابة به.

  • الجهاز المناعي: من الممكن أن يُسبب فيروس، أو بكتيريا تحفيز داء كرون، ومع ذلك يتعين على العلماء تحديد مثل هذا المسبب. عندما يحاول جهازك المناعي مقاومة كائن حي دقيق، أو عامل بيئي ممرض يهاجمان الجسم، تُسبب الاستجابة غير الطبيعية للجهاز المناعي مهاجمته للخلايا في السبيل الهضمي أيضاً.
  • الوراثة: تشيع الإصابة بداء كرون أكثر بين الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة مصابون بالمرض، لذلك قد يكون للجينات دور في زيادة احتمال الإصابة بالمرض. ومع ذلك، فإن معظم المصابين بداء كرون ليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.

تشخيص الإصابة بداء كرون

سيعمل الطبيب على الأرجَح على تشخيص داء كرون بعد استبعاد أي أسباب مُحتمَلة أُخرى للعلامات والأعراضِ المَرضية.

لا يتوفر اختبار حصري لتشخيص هذا المرض.

عادةً ما يطلب منك الطبيب في هذه الحالة إجراء مجموعةٍ من الاختبارات لتأكيد تشخيص الإصابة بداء كرون.

علاج داء كرون

لا يتوفر علاج لمرض كرون حالياً، ولا يوجد علاج واحد يناسب الجميع. يتمثل أحد أهداف العلاج الطبي في تقليل الالتهاب الذي يتسبب في ظهور العلامات والأعراض. الهدف الآخر هو تحسين التنبؤات بخصوص حالة المرض على المدى الطويل من خلال الحد من المضاعفات. في أفضل الحالات، قد لا يؤدي هذا إلى تخفيف الأعراض فقط، ولكن أيضاً إلى التعافي على المدى الطويل.

أدوية مضادة للالتهابات

يُلجأ غالباً إلى الأدوية المضادة للالتهابات كأولى خطوات علاج مرض الأمعاء الالتهابي. وتشتمل على ما يلي:

  • الكورتيكوستيرويدات: تساعد الكورتيكوستيرويدات، مثل بريدنيزون وبوديزونيد (Entocort EC)، على تقليل الالتهاب في جسمك، لكنها لا تجدي نفعاً مع كل المصابين بداء كرون. وإنما يمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات لتحسين الأعراض على المدى القصير (من 3 إلى 4 أشهر) ولتعجيل هدأة الحالة. يمكن أيضاً استخدام الكورتيكوستيرويدات مع دواء مثبط للجهاز المناعي لتحفيز الاستفادة من الأدوية الأخرى. بعد ذلك تُخفّف جرعة الدواء بالتدريج في النهاية.
  • أمينوساليسيلات-5 الفموي: هذه الأدوية بشكل عام لا تفيد في داء كرون. وهي تشتمل على سلفاسالازين (Azulfidine) الذي يحتوي على السلفا، والميسالامين (Delzicol وPentasa، وغيرهما). كان أمينوساليسيلات-5 الفموي يُستعمل في الماضي على نطاق واسع لكنه صار الآن محدود النفع جداً.

مُثبطات الجهاز المناعي

تقلل تلك الأدوية أيضاً من الإصابة بالالتهاب، غير أنها تصيب الجهاز المناعي، الذي يفرز مواد تتسبب في الالتهاب. يشعر بعض الأشخاص أن دمج دواءين يعمل بطريقة أفضل مقارنة بتناول بدواء واحد.

تتضمن مثبطات الجهاز المناعي:

  • أزاثيوبرين (أزاسان، إموران)، وميركابتوبورين (بورينيثول، بوريكسان): هذه هي مثبطات المناعة الأكثر استخداماً لعلاج مرض التهاب الأمعاء. يتطلب تناول هذه الأدوية المتابعة عن كثب مع الطبيب وفحص الدم بانتظام للكشف عن الآثار الجانبية، بما في ذلك تدني مستوى مقاومة العدوى والتهاب الكبد. وقد تتسبب أيضاً في غثيان وقيء.
  • ميثوتريكسات (تريكسال): غالباً ما يُستخدم هذا الدواء لعلاج الأشخاص المصابين بداء كرون الذين لا تبدي أجسامهم استجابة جيدة للأدوية الأخرى. ستحتاج إلى الخضوع لمتابعة عن كثب لمعرفة الآثار الجانبية.

المستحضَرات الحيوية

يستهدف هذا الصنف من العلاجات البروتينات التي يفرزها الجهاز المناعي. وتشمل أنواع الأدوية الحيوية المستخدمة في علاج داء كرون ما يلي:

  • فيدوليزوماب (Entyvio): يعمل هذا الدواء عن طريق منع جزيئات خلايا مناعية معينة، هي الإنتجرينات، من الارتباط بخلايا أخرى في بطانة الأمعاء. فيدوليزوماب هو عامل مخصص للأمعاء ومُعتمد لعلاج داء كرون. استُخدم سابقاً دواء مشابه لدواء فيدوليزوماب يُعرف باسم ناتاليزوماب لعلاج داء كرون لكن لم يعد مستخدماً بسبب مخاوف بشأن آثاره الجانبية، بما في ذلك أمراض دماغية مميتة.
  • إينفليإكسيماب (Remicade)، وأداليموماب (Humira)، وسيتروليزوماب بيغول (Cimzia): وتُعرف هذه الأدوية أيضاً باسم مثبطات عامل نخر الورم، وتعمل عن طريق معادلة بروتين الجهاز المناعي المعروف باسم عامل نخر الورم.
  • أوستيكينوماب (Stelara): اعتُمد هذا الدواء مؤخراً لعلاج داء كرون عن طريق تثبيط عمل إنترلوكين، وهو بروتين يُسبب حدوث الالتهاب.
  • ريسانكيزوماب (Skyrizi): يعمل هذا الدواء ضد جزيء يُعرف باسم إنترلوكين-23 واعتُمد مؤخراً لعلاج داء كرون.

المضادات الحيوية

يمكن أن تقلل المضادات الحيوية كمية القيح الذي يُصرف من النواسير والخراجات، وقد تنجح أحياناً في علاجها لدى المصابين بداء كرون. يرى بعض الباحثين أيضاً أن المضادات الحيوية تساعد على تقليل البكتيريا الضارة التي قد تسبب التهاباً في الأمعاء. تتضمن المضادات الحيوية التي توصف عادة في هذه الحالة سيبروفلوكساسين (Cipro) وميترونيدازول (Flagyl).

أدوية أخرى

قد تساعد بعض الأدوية على تخفيف المؤشرات والأعراض بالإضافة إلى سيطرتها على الالتهاب. لكن تحدث إلى الطبيب دائماً قبل تناول أي أدوية متاحة دون وصفة طبية. قد يوصي طبيبك بواحد، أو أكثر من العلاجات التالية تبعاً لحدة أعراض داء كرون لديك:

  • مُضادات الإسهال: قد تساعد مكملات الألياف الغذائية، مثل مسحوق بزر القاطوناء (Metamucil)، أو ميثيل السلولوز (Citrucel)، في تخفيف الإسهال الخفيف إلى المتوسط، حيث تزيد من حجم البراز. ويمكن أن يكون اللوبراميد (Imodium A-D) فعّالاً في حال الإسهال الشديد. لكن قد لا تكون هذه الأدوية فعالة، أو قد تكون مضرة لبعض الأشخاص الذين لديهم تضيّق، أو أنواع معيّنة من العدوى. يُرجى استشارة الطبيب قبل تناول هذه الأدوية.
  • مسكنات الألم: قد يُوصي طبيبك - في حال الألم الخفيف - باستعمال أسيتامينوفين (Tylenol، وأدوية أخرى)، لكنه لن يُوصي بمسكنات الألم الشائعة الأخرى، مثل إيبوبروفين (Advil، و Motrin IB، وغيرهما) أو نابروكسين الصوديوم (Aleve). إذ ربما تُزيد هذه الأدوية من حدة ما تشعر به من أعراض، وربما تُسبب تفاقم المرض نفسه.
  • الفيتامينات والمكمّلات الغذائية: في حال عدم قدرة جسمك على امتصاص ما يكفي من العناصر المغذية، قد يوصيك الطبيب بتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية.

العلاج بالتغذية

إذا كنت مصاباً بداء كرون، فقد يُوصي الطبيب باتباع نظام غذائي خاص، تتناوله عن طريق الفم، أو عبر أنبوب تغذية (تغذية معوية)، أو من خلال حقن العناصر المغذية في وريد (التغذية الحقنية). حيث يمكن أن يحسن ذلك من عملية التغذية بوجه عام ويريح الأمعاء. ويمكن لراحة الأمعاء أن تسهم في تقليل الالتهاب على المدى القصير.

وقد يلجأ الطبيب إلى العلاج بالتغذية على المدى القصير ويجمع بينه وبين الأدوية، مثل مثبطات الجهاز المناعي. وعادةً ما تُستخدم التغذية المعوية والتغذية بالحقن لتحسين صحة المرضى قبل الخضوع للجراحة، أو عندما تعجز الأدوية عن علاج الأعراض.

كذلك، قد يوصي الطبيب باتباع نظام غذائي منخفض الفضلات، أو الألياف، وذلك للحد من مخاطر انسداد الأمعاء إذا كنت تعاني من تضيق الأمعاء. صُمم النظام الغذائي منخفض الفضلات خصيصاً لتقليل كمية البراز وعدد مرات التبرز.

الجراحة لعلاج داء كرون

إذا لم يعمل تغيير النظام الغذائي، ونمط الحياة، أو العلاج الدوائي، أو طرق العلاج الأخرى على تخفيف العلامات والأعراض، فقد يوصي الطبيب بإجراء الجراحة. وسيحتاج ما يقرب من نصف المصابين بمرض كرون إلى عملية جراحية واحدة على الأقل. ومع ذلك، لا تؤدي الجراحة إلى الشفاء من داء كرون.

أثناء الجراحة، يزيل الجراح قسماً تالفاً من القناة الهضمية، ومن ثم يعيد توصيل الأقسام السليمة. كما يمكن استخدام الجراحة أيضاً لإغلاق النواسير والدمامل النزحية. عادة ما تكون فوائد الجراحة لعلاج داء كرون مؤقتة. كثيراً ما يعاود الداء الظهور بالقرب من النسيج المُعاد وصله.

أفضل نهج هو اتباع الجراحة بتناول أدوية لتقليل خطر إعادة الحدوث.

هذا المحتوى من "مايو كلينك"

تصنيفات

قصص قد تهمك