"مهاجرون يأكلون الكلاب والقطط".. ما قصة مزاعم ترمب والجمهوريين؟

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والسيناتور جيه دي فانس عن ولاية أوهايو، يقفان خلال حدث انتخابي في ولاية ميشيجان. 20 يوليو 2024 - Bloomberg
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والسيناتور جيه دي فانس عن ولاية أوهايو، يقفان خلال حدث انتخابي في ولاية ميشيجان. 20 يوليو 2024 - Bloomberg
دبي-الشرق

ضاعف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وعدد من الجمهوريين، من مزاعمهم بشأن أكل مهاجرين في ولاية أوهايو لحيوانات أليفة، وهي القضية التي أثارها المرشح الجمهوري خلال المناظرة الرئاسية، الثلاثاء، أمام نائبة الرئيس كامالا هاريس.

وقال ترمب خلال المناظرة الرئاسية: "في سبرينجفيلد (ولاية أوهايو)، يأكلون الكلاب"، مكرراً تقارير غير مؤكدة تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي تتعلق بالمهاجرين القادمين من هايتي، رغم نفي مسؤولين أميركيين.

وكان المرشح الجمهوري لنائب الرئيس جي دي فانس، ردد نفس المزاعم حول أكل المهاجرين الهايتيين في سبرينجفيلد للحيوانات الأليفة.

واستقبلت سبرينجفيلد، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 60 ألف نسمة، ما بين 15 ألفاً إلى 20 ألف مهاجر في السنوات الأربع الماضية، وكثير منهم من هايتي.

وبينما انتشرت هذه الاتهامات وسط الناخبين الجمهوريين والمحافظين، إلا أنها ليست غير مسبوقة، بحسب وسائل الإعلام الأميركية، التي أشارت إلى أن  هناك تاريخ طويل من اتهام المهاجرين بأكل القطط والكلاب، خصوصاً المهاجرين الآسيويين.

وصرّح عمدة المدينة روب رو لشبكة NPR، أن تدفق المهاجرين أدى إلى معاناة المدينة من تراجع  البنية الأساسية، ونقص المستشفيات والمدارس، بالإضافة إلى تفاقم أزمة الإسكان.

وقد أدى ذلك إلى التوتر، فضلاً عن الشائعات حول نشاط العصابات، وأكل القطط والكلاب والبط في المتنزهات.

وقالت إدارة شرطة المدينة إنها "لم تتلق أي تقارير تتعلق بسرقة الحيوانات الأليفة وأكلها، وفقاً لصحيفة "سبرينجفيلد نيوز صن".

ومع ذلك، انتشرت قصص "المهاجرين الذين يأكلون الحيوانات الأليفة" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما انتشرت صور الذكاء الاصطناعي لترمب وهو ينقذ القطط والكلاب، في الساعات التي سبقت المناظرة، وحتى مالك منصة "إكس" الملياردير إيلون ماسك، قام بنشر هذه الصور.

وخلال المناظرة، قال ترمب في حديثه عن الهجرة "إنهم يأكلون الكلاب، ويأكلون القطط، إنهم يأكلون الحيوانات الأليفة للأشخاص الذين يعيشون هناك، وهذا ما يحدث في بلدنا، وهو أمر مخز".

ونظرت نائبة الرئيس هاريس متعجبة، وضحكت على تصريحاته، بينما تدخل المذيع ديفيد موير، قائلاً إنه "لا توجد تقارير موثوقة عن تعرض الحيوانات الأليفة للأذى من قبل المهاجرين في سبرينجفيلد".

ولكن مع نهاية المناظرة، أصبحت عبارة "إنهم يأكلون الكلاب" رائجة على منصة "إكس"

 

.

مزاعم جي دي فانس 

وفي الأشهر الأخيرة، هاجم جي دي فانس، وهو عضو مجلس الشيوخ عن أوهايو، السكان من أصل هاييتي في سبرينجفيلد، وهي "المجموعة التي يعيش أعضاؤها، ويعملون في الولايات المتحدة بشكل قانوني".

وقالت كارين جريفز، المتحدثة باسم مدينة سبرينجفيلد، في بيان إنه "لم تكن هناك تقارير موثوقة أو ادعاءات محددة بشأن تعرض الحيوانات الأليفة للأذى أو الإصابة أو الإساءة من قبل أفراد داخل مجتمع المهاجرين".

كما قالت ليان كاستيلو، المديرة التنفيذية لمقاطعة كلارك بارك، إنهم "ليس لديهم أي دليل على حدوث هذا الأمر"، مضيفة أن :الادعاء الكاذب انتشر لشهور"، وأن "أشخاصاً عشوائيين سيتصلون ويسألون عنه"، وفق ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز".

ولم يقدم متحدث باسم فانس، أي دليل يدعم هذا الادعاء، لكنه قال إن تصريحاته جاءت "رداً على عدد كبير من المكالمات والرسائل الإلكترونية على مدار الأسابيع القليلة الماضية من سكان سبرينجفيلد المعنيين، الذين حضروا في بعض الأحيان اجتماعات لجنة المدينة لتقديم شكواهم".

واتهم بعض السكان، في تلك الاجتماعات، جيرانهم الهايتيين بغزو البلدة، وهو ما يعكس لغة "غزو الحدود" التي يستخدمها ترمب، والذي يرى في خطابه بشأن الحدود والهجرة "استراتيجية ناجحة في حملته".

واستغلت الادعاءات التي روجت لها حملة ترمب الصور النمطية العنصرية القديمة التي تم توجيهها للمهاجرين، واتهمتهم باختطاف وذبح الحيوانات لطهيها وتناولها.

وفي عام 2021، ادعى ترمب بأن المهاجرين الهايتيين ينشرون الإيدز في الولايات المتحدة، قائلاً "إنه مثل تمني الموت لبلدنا"، مشيراً إلى هايتي باعتبارها دولة "قذرة"، وفق "نيويورك تايمز".

تعليقات البيت البيض

وعلّق البيت الأبيض على هذه الادعاءات، الثلاثاء، وقال: "إن الجمهوريين ينشرون ادعاءات كاذبة خطيرة حول المهاجرين الهايتيين".

وقال المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي: "ما يثير قلقنا بشدة هو أن لديك الآن مسؤولين منتخبين في الحزب الجمهوري يدفعون، كما تعلمون، بنظرية مؤامرة أخرى تسعى فقط إلى تقسيم الناس على أساس الأكاذيب، ولنكن صادقين، على أساس العنصرية".

وأضاف: "هذا النوع من اللغة، والتضليل، أمر خطير؛ لأنه سيكون هناك أشخاص يصدقونه، بغض النظر عن مدى سخافته وغبائه، وقد يتصرفون بناءً على هذا الشكل من المعلومات، ويتصرفون بناءً عليها بطريقة قد تؤذي شخصاً ما، لذلك يجب أن يتوقف ذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك