عقد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، جلسة مباحثات رسمية مع رئيس مجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية لي تشيانج، في الديوان الملكي بالرياض، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس".
وذكرت الوكالة، أن ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الدولة الصيني، ترأسا اجتماع الدورة الرابعة للجنة المشتركة السعودية الصينية رفيعة المستوى.
وجرى خلال الاجتماع بحث أوجه التعاون المشترك بين البلدين، خاصة مجالات التنسيق في الجوانب السياسية والأمنية والفرص التجارية ومجالات الطاقة والاستثمار والثقافة والتقنية، بالإضافة إلى المستجدات في المنطقة وآخر التطورات على المستوى الدولي، وجهود البلدين تجاهها.
ووفقاً لوكالة "شينخوا" الصينية للأنباء، وصل رئيس مجلس الدولة الصيني، الثلاثاء، إلى الرياض لرئاسة الاجتماع الرابع للجنة الصينية-السعودية المشتركة رفيعة المستوى، وإجراء زيارة رسمية إلى السعودية بدعوة من ولي العهد السعودي.
ولدى وصوله، أعرب لي تشيانج عن أمله في أن يواصل الجانبان تعزيز المواءمة بين استراتيجيات التنمية للصين والسعودية ودفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى.
وفي سياق إشارته إلى الصداقة التقليدية الراسخة بين البلدين، قال لي تشيانج إنه "منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 34 عاماً، ومن خلال الجهود المشتركة، حققت العلاقات الثنائية قفزات تنموية، ما أسفر عن تحقيق نتائج مثمرة في التعاون العملي".
وأضاف أنه سيجري خلال هذه الزيارة "مناقشات معمقة حول العلاقات الثنائية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك لتعزيز الصداقة وتوسيع التعاون".
كما أعرب عن تطلعه بأن تؤدي زيارته إلى زيادة توسيع التعاون متبادل المنفعة في شتى المجالات، وتعميق الصداقة بين الشعبين، وتعزيز تقدم أكبر في العلاقات الصينية-الخليجية والصينية-العربية.
وأشار لي تشيانج إلى حضور الرئيس الصيني شي جين بينج في عام 2022، القمة الصينية-العربية الأولى، وقمة الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية الأولى، وأجرى زيارة دولة إلى السعودية.
وذكر أنه على مدى أكثر من عام، نفذ الجانبان النتائج الرئيسية للقمتين على نحو نشط، وعززا الثقة السياسية المتبادلة بشكل مستمر، ودفعا التبادلات والتعاون في شتى المجالات بشكل مطرد، وحافظا على التواصل والتنسيق الوثيقين بشأن الشؤون الإقليمية والدولية، وأضافا بشكل مستمر أبعاداً جديدة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية.
وتعد السعودية المحطة الأولى في جولة لي تشيانج التي تستغرق 4 أيام في الشرق الأوسط، إذ سيزور لاحقاً دولة الإمارات.
نقلة نوعية
تعززت العلاقات بين السعودية والصين بنقلة نوعية بعد التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتوقيع ولي العهد اتفاقية تشكيل لجنة مشتركة سعودية صينية رفيعة المستوى، يستضيف البلدين أعمالها بالتناوب بينهما.
وأصبحت الصين أحد أكبر الدول المستثمرة في المملكة، إذ ضخت استثمارات بقيمة بلغت 16.8 مليار دولار في عام 2023، مقابل 1.5 مليار دولار ضختها خلال عام 2022، فيما تجاوزت قيمة الاستثمارات الرياض في بكين 20 مليار دولار.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 97 مليار دولار عام 2023، مع تقدم الرياض في الميزان التجاري، إذ تُصدر لبكين ما قيمته 54 مليار دولار، وتستورد منها بقيمة 43 مليار دولار، وتحتل الصين المرتبة الأولى في قائمة الشركاء التجاريين للمملكة منذ عام 2014.