من الهجرة إلى الاقتصاد.. ادعاءات "زائفة" في مناظرة ترمب وهاريس

أشخاص يتابعون المناظرة الرئاسية بين المرشح الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس في بنسلفانيا- 10 سبتمبر 2024 - Reuters
أشخاص يتابعون المناظرة الرئاسية بين المرشح الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس في بنسلفانيا- 10 سبتمبر 2024 - Reuters
دبي-الشرق

شهدت المناظرة الرئاسية بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترمب، تصريحات واتهامات متبادلة، كان بعضها ادعاءات زائفة وغير صحيحة.

وبرزت العديد من القضايا خلال هذه المناظرة التي دامت 90 دقيقة، خصوصاً ما تعلق بالهجرة والإجهاض والاقتصاد، ما دفع بمذيعي ABC خلال إدارة المناظرة، إلى توقيف ترمب 5 مرات كاملة لتصحيح بعض من مزاعمه.

"المهاجرون يأكلون الحيوانات الأليفة"

قال ترمب إنه في بلدة سبرينجفيلد بولاية أوهايو، يأكل مهاجرون الكلاب والقطط، والحيوانات الأليفة للأشخاص الذين يعيشون هناك.

وجاءت تعليقات ترمب بعد مزاعم أطلقها عدد من الجمهوريين، وعرفت انتشاراً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي، بأن مهاجرين من هايتي يأكلون الحيوانات الأليفة.

ونفت شرطة سبرينجفيلد ومسؤولون في المدينة هذه الادعاءات، ووصفوها بأنها "تقارير غير موثوقة"، وهو ما أكده البيت الأبيض، والذي انتقد الجمهوريين بعد ترويجهم لهذه المزاعم.

"أسوأ بطالة منذ 1930"

زعمت كامالا هاريس أن ترمب تسبب في أكبر بطالة في الولايات المتحدة منذ الكساد الأعظم، إذ قالت خلال المناظرة الرئاسية إن إدارة الرئيس جو بايدن ورثت "أسوأ" بطالة منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

ولكن مزاعم هاريس غير صحيحة، ففي نهاية يناير 2021، وبعد مغادرة ترمب لمنصبه، كان معدل البطالة في أميركا هو 6.4%، وهو أقل من نسبة 10% التي تم تسجيلها في أكتوبر 2009 خلال الركود الاقتصادي الذي أصاب الولايات المتحدة والعالم.

"أعلى تضخم في التاريخ الأميركي"

زعم ترمب خلال المناظرة أنه لم يكن لديه أي تضخم خلال فترته الرئاسية بين 2016 و2020، وقال إن إدارة بايدن-هاريس تسببت في تضخم غير مسبوق في الولايات المتحدة، وربما "الأسوأ في تاريخ بلدنا".

ولكن في الحقيقة بلغت نسبة التضخم التراكمي نحو 7.8%، خلال فترة ترمب. كما أن التضخم الذي بلغ نسبة 9% خلال فترة رئاسة بايدن (يونيو 2022)، تم تجاوزها بالفعل في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وخلال فترة حظر ونقص النفط أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي، عندما بلغت النسبة 14.5%.

ويمكن اعتبار أن نسبة التضخم الذي شهدته الولايات المتحدة في منتصف عام 2022، هو الأعلى في آخر 40 عاماً، وليس في البلاد.

"حظر وطني للإجهاض"

زعمت هاريس أنه في حال إعادة انتخاب ترمب رئيساً للولايات المتحدة، فإنه سوف يوقع على حظر وطني للإجهاض، مستشهدة بـ"مشروع 2025".

ولكن هذا الحكم نفاه ترمب، مؤكداً أنه لن يوقع على "حظر وطني" للإجهاض إذا انتخب رئيساً، وأن سيترك مسألة فرض القيود على الإجهاض للولايات من أجل الفصل فيها.

كما أن مشروع 2025 الذي استشهدت به هاريس، لا يدعو لفرض حظر وطني على الإجهاض، بل يوصي بالحد من الوصول إلى الإجهاض، وفق ما أوردت صحيفة "نيويورك بوست".

"إعدام الأطفال"

زعم مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب أن بعض الولايات "تسمح بإعدام الأطفال"، من خلال السماح بالإجهاض في الشهر التاسع، وخص بالذكر حكام الولايات، وبينهم المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز لموقفه من هذه القضية.

وذكرت شبكة "CNN" أن هذا الادعاء "زائف"، إذ لا تسمح أي ولاية بإعدام الأطفال حديثي الولادة بعد ولادتهم، مشيرة إلى أن هذا العمل يُسمى بـ"قتل الأطفال"، وأنه مُجّرم في جميع الولايات.

"مشروع 2025"

قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، إن دونالد ترمب يعتزم تنفيذ "مشروع 2025"، في إشارة إلى وثيقة نشرتها مؤسسة "هيريتيج" المحافظة، والتي تحدد قائمة بمقترحات سياسية، يُعتقد أن رئاسة ترمب تعتزم تنفيذها.

قالت شبكة ABC، إن ادعاءات هاريس تفتقد للسياق، كما أن ترمب نفى صلته بهذا المشروع، وقال خلال المناظرة إنه "لا يعرف شيئاً عنه"،  وإنه "لا فكرة لديه عمن يقف خلفه"، رغم أن العديد من المسؤولين السابقين في إدارة ترمب مرتبطون بمشروع 2025.

"قيصر الحدود"

وصف المرشح الجمهوري منافسته كامالا هاريس بأنها كانت "قيصر الحدود" في إدارة بايدن، في إشارة إلى أنها مسؤولة عن هذا الملف في البيت الأبيض، وأنها سبب الفوضى في تدفق المهاجرين عبر الحدود، مضيفاً أنها لا ترغب في أن يُطلق عليها هذا اللقب، لأنها "تشعر بالحرج".

ويعتبر البيت الأبيض أن هذه التسمية "غير دقيقة"، إذ أن وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس هو "المسؤول الوحيد" عن أمن الحدود، وفق CNN.

"لا جنود أميركيين بمناطق القتال"

أصرّت هاريس خلال المناظرة على عدم وجود أي جندي أميركي بمناطق القتال في العالم، وقالت: "اليوم، لا يوجد فرد واحد من الجيش الأميركي في الخدمة الفعلية في منطقة القتال، في أي منطقة حرب في جميع أنحاء العالم، وهي المرة الأولى في هذا القرن".

ورغم أن الولايات المتحدة لم تعلن الحرب رسمياً منذ سنوات طويلة، إلا أن القوات الأميركية لا تزال متمركزة في العراق وسوريا، وفي عدد قليل من الدول الإفريقية، مثل الصومال.

وفي تعليقه على تصريحات هاريس، قال النائب الجمهوري مايكل والتز لـCNN: "كدت أسقط من الكرسي بعد تصريحات هاريس، تذكرت مباشرة جنودنا الثلاثة الذين سقطوا بطائرة مسيرة على الحدود السورية الأردنية، تذكرت اثنين من قواتنا سقطوا قبالة سواحل الصومال لمحاولة اعتراض مهربي الأسلحة".

"15 مليون مهاجر دخلوا أميركا"

قدّر الرئيس الأميركي السابق ترمب أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة "بلغ 21 مليون شخص، وليس 15 مليوناً كما يقول البعض".

لكن "واشنطن بوست"، ذكرت أن العدد الحقيقي هو حوالي 5 ملايين مهاجر دخلوا الولايات المتحدة خلال ولاية بايدن.

وسجّلت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية حوالي 10 ملايين "لقاء" بين فبراير 2021 وحتى يوليو 2024. لكن هذا لا يعني أن كل هؤلاء الأشخاص دخلوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.

وقالت وزارة الأمن الداخلي إن هيئة الجمارك وحماية الحدود أطلقت سراح أكثر من 3.2 مليون مهاجر داخل الولايات المتحدة، في عهد إدارة بايدن حتى أبريل 2024، وهذه الأرقام لا تشمل المهاجرين الذين فروا داخل أميركا، ولكن "واشنطن بوست" ذكرت أن عددهم قد يبلغ 2 مليون، ما يعني أن العدد الإجمالي هو في حدود 5 مليون.

"حظر التكسير الهيدروليكي"

ذكرت هاريس خلال المناظرة الرئاسية أنها قالت في عام 2020 بوضوح تام أنها لن تحظر التكسير الهيدروليكي (من أجل استخراج النفط والغاز الصخري)، وأنها لم تقم بذلك خلال فترتها كنائبة للرئيس.

ولكن في الحقيقة أن هاريس وخلال مناظرتها مع مايك بنس (نائب ترمب) في 2020، لم تقل إنها لن تحظر التكسير الهيدروليكي، بل قالت إن بايدن لن يحظر هذه التقنية، وفق "واشنطن بوست".

بعبارة أخرى، كانت هاريس تعلن موقف بايدن، لكنها لم توضح موقفها، علماً أن هاريس وخلال حملتها للترشح عن الحزب الديمقراطي لانتخابات 2020، تبنت موقفاً حازماً ضد التكسير الهيدروليكي.

"انخفاض معدلات الجريمة في فنزويلا"

ادعى ترمب أن الجريمة في فنزويلا انخفضت بشكل كبير، لأنهم أخذوا مجرميهم من الشوارع، وأرسلوهم إلى الولايات المتحدة.

ولا يوجد دليل على أن فنزويلا ترسل مجرمين إلى أميركا، كما أن انخفاض مستويات الجريمة يرجعه الخبراء إلى حالة الاقتصاد.

وقال "المرصد الفنزويلي للعنف" المستقل، لشبكة "بي بي سي"، إن الوفيات العنيفة المرتبطة بجرائم القتل، انخفضت بمقدار الربع في 2023 مقارنة مع 2024.

وأضاف المرصد أن "معدلات الجريمة في فنزويلا انخفضت بسبب انخفاض فرص الجريمة، إذ اختفت عمليات السطو على البنوك، لأنه لا يوجد مال لسرقته، وانخفضت عمليات الاختطاف، لأنه لا يوجد نقود لدفع الفدية".

كما قال إنه لم ير أي دليل على أن الحكومة الفنزويلية ترسل مجرمين إلى الولايات المتحدة.

"الحصانة من الملاحقة الجنائية"

قالت مرشحة الحزب الديمقراطي هاريس، إن ترمب سيكون محصناً ضد الملاحقة القضائية إذا أعيد انتخابه في نوفمبر المقبل.

ولكن شبكة "ABC News" اعتبرت أن هذا "ليس صحيح تماماً"، إذ أكدت أن "الرؤساء ليسوا فوق القانون"، و"لا يتمتعون بحصانة مطلقة" من قبل المحكمة وفقاً للدستور الأميركي.

"85 مليار دولار عتاد عسكري في أفغانستان"

قال ترمب في مناظرة الثلاثاء، إن الولايات المتحدة "تركت معدات عسكرية بقيمة 85 مليار دولار في يد حركة طالبان"، بعد انسحابها السريع والمفاجئ، إثر قرار بايدن سحب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021.

 وذكرت شبكة "CNN" أن هذا الرقم "غير صحيح"، إذ قدرت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أن هذه المعدات تبلغ قيمتها "7.1 مليار دولار"، وأنها جزء من معدات بقيمة 18.6 مليار دولار، كانت واشنطن قد قدمتها للقوات الأفغانية في الفترة بين 2005 و2021، وأن بعض المعدات التي تركتها باتت "غير صالحة للاستخدام" قبل انسحاب القوات الأميركية.

"تفوق العرق الأبيض"

قالت هاريس إن ترمب قال ذات مرة إن هناك "أشخاصاً طيبين للغاية" من الجانبين، في تظاهرات شارلوتسفيل في عام 2017.

وخرجت في ذلك اليوم تظاهرة للاحتجاج على خطة البلدية لإزالة تمثال لروبرت لي، الجنرال الذي يرمز إلى الاتحاد الكونفدرالي (جنوب) خلال الحرب الأهلية الأميركية، لتقع بعدها مواجهات بين متظاهرين من دعاة تفوق العرق الأبيض وآخرين مناهضين للعنصرية، وتوفيت امرأة دهساً.

واتهم ترمب بأنه ساوى بين "النازيين الجدد" والمحتجين المناهضين للعنصرية، خلال عقده مؤتمراً صحافياً.

وأصر ترمب في ذلك الوقت على أنه كان يشير فقط إلى الأشخاص الذين أرادوا الحفاظ على تمثال الجنرال روبرت لي.

وذكر موقع التحقق Snopes أن تصريح ترمب "أشخاص طيبين للغاية على الجانبين" تم إخراجه من سياقه، لأنه أكد خلال نفس التصريحات ضرورة إدانة "النازيين الجدد والعنصريين البيض".

 

التعرفة الجمركية

قال دونالد ترمب إن الولايات المتحدة حصلت على "مليارات الدولارات من الصين" بعد فرضه الرسوم الجمركية.

 وذكرت CNN أن هذا الادعاء "غير صحيح"، لأن الرسوم الجمركية تُدفع من قبل شركات في الولايات المتحدة تستورد البضائع، وليس الدول الأخرى.

كما اعتبرت "واشنطن بوست" أن ترمب مخطئ تماماً في زعمه أن التعرفة الجمركية يتم دفعها من قبل دولة أجنبية، لأنه لا يوجد خلاف بين الخبراء الاقتصاديين الذين يتفقون على أن الرسوم الجمركية، التي تُعد بالأساس ضريبة على الاستهلاك المحلي، يتم دفعها من قبل المستوردين.

"لقاء هاريس مع بوتين"

قال ترمب إن بايدن أرسل هاريس للتفاوض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفاً أنها "فعلت ذلك، وبدأت الحرب بعدها بثلاثة أيام، وهذا هو نوع الموهبة التي لدينا معها".

وكان ترمب يشير إلى رحلة هاريس إلى أوروبا في فبراير 2022 لمحاولة منع موسكو من غزو كييف، ولكنها في الحقيقة لم تلتق بوتين.

وفي أعقاب تصريح ترمب، سأل المذيع موير: "نائبة الرئيس هاريس، هل سبق لك أن التقيت بفلاديمير بوتين؟"، فردت هاريس بسرعة بأن هذه كانت إحدى "أكاذيب" ترمب.

 قضية "سنترال بارك 5"

قال ترمب إن المتهمين الخمسة في قضية "سنترال بارك 5" أقروا بالذنب، وإن المراهقين الخمسة "ألحقوا ضرراً بالغاً بإحدى النساء، وقتلوها" في الحادثة التي وقعت عام 1989.

لكن الحقيقة، وفق "ABC News"، أن المتهمين في تلك القضية لم يعترفوا بالذنب، وإنما أدينوا من قبل هيئة محلفين في المحاكمة، وهي الإدانة التي ألغيت لاحقاً.

كما أن المتهمين الخمسة "واجهوا اتهامات بـ"اغتصاب امرأة كانت تمارس رياضة الجري بحديقة سنترال بارك"، وليس بارتكاب جريمة "إزهاق روح السيدة"، وفقاً لـ"CNN".

التخلص من "نورد ستريم"

قال ترمب خلال مناظرة الثلاثاء، إنه "أنهى" مشروع خط الأنابيب "نورد ستريم 2" الرابط بين روسيا وألمانيا، فيما "أعاده بايدن في أول يوم له في البيت الأبيض".

وذكرت "CNN" أن ذلك "غير صحيح"، لأن شركة الغاز المملوكة للحكومة الروسية أعلنت في ديسمبر 2020 "استئناف أعمال البناء"، وأنه في الأيام المتبقية من ولاية ترمب في يناير 2021، أعلنت ألمانيا أنها جددت تصريح البناء في مياهها.

وأضافت أن خط الأنابيب لم يستأنف العمل فيه، إذ أوقفت ألمانيا المشروع بعدما بدأت روسيا غزو أوكرانيا أوائل عام 2022.

تصنيفات

قصص قد تهمك