فلوريدا.. "أكبر الولايات المتأرجحة" تختفي من الخريطة السياسية لانتخابات 2024

مؤيدو المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال فعالية خاصة بحقوق المرأة في ولاية فلوريدا- 24 أغسطس 2024 - Reuters
مؤيدو المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال فعالية خاصة بحقوق المرأة في ولاية فلوريدا- 24 أغسطس 2024 - Reuters
دبي-الشرق

عبر تاريخها كانت فلوريدا ولاية مهمة للغاية لأي مرشح في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكنتيجة لذلك، كانت أموال الدعاية الانتخابية تتدفق بكثافة على سوقها الإعلاني الباهظ، إلا أن تحولها من أكبر ولاية متأرجحة، إلى ولاية حمراء، جعلها تختفي من الخريطة السياسية لانتخابات 2024، إذ لا مبرر للديمقراطيين لإنفاق أموال طائلة بلا داع، ولا يحتاج الجمهوريون لإنفاق المال في "ولاية مضمونة".

ويؤشر توقف تدفق أموال الدعاية الانتخابية على الولاية خلال دورة انتخابات رئاسية، بأن الزمن الذي كانت فيه ولاية "أرجوانية" (متأرجحة تجمع بين اللونين الأحمر والأزرق)، قد انتهى.

وأمام حشد من أنصاره قال حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس: "هل أنتم سعداء أننا أصبحنا ولاية حمراء تماماً؟ في السابق لم يكن الأمر كذلك، كان الأمر متقارب للغاية، على نصل السكين تقريباً"، وأضاف: "إذا لم يتمكن الجمهوريون من الفوز في فلوريدا، فلن يكون لديهم طريق للفوز بالمجمع الانتخابي"، وفق ما نقلت NBC News.

وعلى مستوى الولاية، لطالما صوتت فلوريدا لصالح الجمهوريين، الذين يملكون أكثر من مليون صوت ناخب مسجل، بأكثر من الديمقراطيين، وهم لا يزالون يسيطرون بقوة على كل رافعة من روافع السلطة السياسية تقريباً.

ولكن الولاية المضمونة للجمهوريين في السباقات على مستوى الولاية، لم تكن كذلك، في الانتخابات الرئاسية، وكانت ولاية متأرجحة رئيسية، يمر الطريق إلى البيت الأبيض عبرها، لكن الأمر تغير في السنوات الأخيرة.

تراجع إنفاق المرشحين

في الماضي، عندما تدفقت مبالغ ضخمة من المال خلال السباقات الرئاسية، كانت الولاية قابلة للفوز بالنسبة للديمقراطيين، إلا أن هذه الأموال جفت بشكل كامل تقريباً.

وعلى سبيل المثال، في سبتمبر 2020 وحده، تم إنفاق أكثر من 57 مليون دولار على حملات المرشحين في الإعلانات التلفزيونية، منها 38 مليون دولار أنفقتها حملة الرئيس جو بايدن، و19 مليون دولار أنفقتها حملة دونالد ترمب.

وفي العام 2022، وهي دورة انتخابية غير رئاسية، أنفقت المجموعات الديمقراطية الوطنية 2 مليون دولار في الولاية، بانخفاض عن ما يقارب 60 مليون دولار في انتخابات التجديد النصفي السابقة.

وحتى الآن، خلال دورة انتخابات 2024، تم إنفاق 2.1 مليون دولار إجمالاً على إعلانات الحملات الرئاسية التلفزيونية.

وبحسب تحليل شركة "AdImpact" لإجمالي الإنفاق الإعلاني السياسي المتدهور في فلوريدا، فإن الانخفاض في الإنفاق "يعكس أن السباق على مستوى الولاية لم يعد تنافسياً كما كان في الماضي".

وخلال العام الحالي، تبنى الحزب الديمقراطي في الولاية شعار "شيء ما يحدث في فلوريدا"، في إشارة إلى حقيقة مفادها أن لا أحد يتوقع منهم الفوز بالولاية، لكن كما يرون، هناك مقاييس معينة تدفع إلى التفاؤل، ليس فقط في الانتخابات الحالية، بل لإعادة بناء الحزب والبنية التحتية بشكل عام أيضاً.

وقال مدير الاتصالات في الحزب الديمقراطي في فلوريدا إيدن جياجنوريو: "مع العمل الذي قمنا به والزخم الشعبي، أصبحت فلوريدا تنافسية مرة أخرى في عام 2024. تخيل الآن ما يمكننا تحقيقه باستثمار حقيقي".

وتشمل جهود الديمقراطيين حتى الآن طرق 1.3 مليون من أبواب السكان، وإجراء 3.1 مليون مكالمة هاتفية، وإرسال أكثر من 10.9 مليون رسالة نصية. ويشير الحزب أيضاً إلى أن العديد من المرشحين المدعومين من حاكم الولاية الجمهوري خسروا خلال الانتخابات التمهيدية في فلوريدا يوم 20 أغسطس، وهي أول خسارة سياسية حقيقية له منذ سنوات.

وأشارت مذكرة وزعها الديمقراطيون في فلوريدا إلى أن الجهاز التنظيمي للحزب أظهر قوة في مساعي إلحاق هزيمة بحاكم الولاية رون ديسانتيس، ما يعني تراجع حظوظ ترمب هناك، وهو ما يُمثل أول اختبار حقيقي في الانتخابات الحالية".

"تفوق ترمب"

وقالت حملة كامالا هاريس إن لديها 40 ألف متطوع في الولاية، وهو رقم يرى زعيم الجمهوريين في فلوريدا إيفان باور أنه "مبالغ فيه".

ووصفت مستشارة ترمب دانييل ألفاريز فلوريدا بأنها "بلد ترمب"، معتبرةً أن كامالا هاريس تهدر وقتها في الولاية.

وتستند تصريحات الجمهوريين إلى تفوق ترمب في استطلاعات الرأي الخاصة بالولاية، رغم تراجعه في الفترة الأخيرة، فقد أظهر استطلاع رأي "Morning Consult" صدر الأسبوع الماضي تقدم المرشح الجمهوري على منافسته الديمقراطية بنقطتين مئويتين فقط، في حين أظهرت معظم الاستطلاعات العامة الأخرى في الأسابيع الأخيرة تقدم ترمب بنحو 5 إلى 7 نقاط.

وبينما استخدم الديمقراطيون أرقام استطلاعات الرأي العامة كمؤشر على الزخم، إلا أن معظم الاستطلاعات لا تزال تشير إلى أن الولاية خارج الفوز بفارق 3.2 نقطة الذي حققه ترمب عام 2020، والذي كان يُنظر إليه في ذلك الوقت على أنه ضخم في ولاية شهدت منذ فترة طويلة حسم المسابقات الرئاسية بهامش ضئيل للغاية.

وزعم الناشط الديمقراطي البارز في فلوريدا ستيف شيل أنه حتى مع خسارة هاريس، يمكن للحزب تحقيق بعض المكاسب طويلة الأجل، لكن مع القليل من الإنفاق، يظل الفوز الصريح غير مرجح.

وقال شيل: "بالنسبة للأشخاص الذين يستمرون في سؤالي عما إذا كانت هاريس قادرة على الفوز هنا، فإن الإجابة معقدة. الحقيقة هي أن حساباتهم لا تمر عبر فلوريدا، ولذلك بدون حجم الإنفاق الذي تحتاجه لتحقيق الفوز، الإجابة هي بالتأكيد لا".

ومنذ أن حلت محل بايدن كمرشحة ديمقراطية في يوليو الماضي، لم تقم حملة هاريس بأي زيارة إلى فلوريدا، لكن بعد مناظرة الثلاثاء، تُخطط الحملة لجولة في الولايات المتأرجحة، تشمل فلوريدا.

تصنيفات

قصص قد تهمك