تسعى المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس إلى استغلال زخم المناظرة الرئاسية مع منافسها الجمهوري دونالد ترمب، لقلب ولاية نورث كارولاينا المتأرجحة إلى صفها، وتحويلها إلى ولاية زرقاء في الانتخابات المقبلة، إذ تشهد الولاية أيضاً، سباقاً محتدماً على منصب الحاكم.
وبعد يوم من مناظرة الثلاثاء، في فيلادلفيا، توصل مستشارو حملة هاريس الذي اجتمعوا في مقرها الرئيسي في ويلمنجتون بولاية ديلاوير، إلى أنه رغم تفوق هاريس في المناظرة، إلا أن ذلك، لن يغير من المسار العام للسباق، والذي لا يزال متقارباً للغاية، في الولايات المتأرجحة الرئيسية.
وتشير توقعات مسؤولي الحملة إلى أن نتائج انتخابات نوفمبر، ستحسم بهامش ضئيل للغاية، وأنها على الأرجح ستكون أقرب من نتائج حملة 2020، التي فاز فيها بايدن على ترمب في بعض الولايات ببضعة آلاف قليلة من الأصوات.
هاريس في نورث كارولاينا
وتوجهت هاريس إلى ولاية نورث كارولاينا الخميس، وعقدت تجمعات انتخابية في شارلوت وكذلك، في جرينسبورو، وانتقدت فيها أداء دونالد ترمب في المناظرة في فيلادلفيا، وأصرت على دعوته لمناظرة ثانية، بعد إعلانه الرفض.
وحذرت هاريس من أجندة "مشروع 2025" المحافظ، وقالت: "ابحثوا عنه على جوجل، إنه المخطط الذي سينفذه ترمب إذا انتخب، سيخفض الضرائب على المليارديرات، ويقتطع من شبكة الضمان الاجتماعي، والرعاية الصحية، ويفرض جمارك وضرائب ترفع كلفة المعيشة سنوياً على الأميركيين بمقدار 4 آلاف دولار".
وقالت: "دونالد ترمب لا يملك خطة للرعاية الصحية، يقول إن لديه مفهوماً عن خطة، وسينهي قانون الرعاية الطبية الميسرة لـ45 مليون أميركي، بناءً على مفهوم".
وتابعت "بسبب حظر ترمب على الإجهاض، يتم رفض تقديم الرعاية الصحية للنساء خلال حالات سقوط الحمل، لقد رفض أن يقول خلال المناظرة إنه سيعارض فرض حظر فيدرالي على الإجهاض".
ولاية رئيسية
وتعد نورث كارولاينا، أحد الولايات الرئيسية في مسار الفوز بانتخابات نوفمبر.
كامالا هاريس خلال تجمع انتخابي في شارلوت، نورث كارولاينا. 12 سبتمبر 2024 - Bloomberg وفاز ترمب بفارق ضئيل بالولاية في انتخابات 2020، وكانت هي الولاية المتأرجحة الوحيدة التي فشل جو بايدن في الفوز بها، وتسعى هاريس لزيادة فرصها فيها هذه الانتخابات.
ولم يفز رئيس ديمقراطي في نورث كارولاينا، منذ 2008، حين فاز باراك أوباما بالولاية التي تشهد هذا العام أيضاً سباقاً محتدماً على منصب الحاكم بين مدع عام الولاية الديمقراطي جوش ستاين والجمهوري مارك روبينسون النائي الحالي للحاكم الديمقراطي للولاية روي كوبر.
تحالف من الناخبين
وقالت دوري ماكميلان مديرة الاتصالات بحملة هاريس في نورث كارولاينا إن الناخبين عبر أرجاء الولاية "يبنون تحالفاً قوياً لانتخاب كامالا هاريس ونائبها تيم والز، لهزيمة دونالد ترمب وحلفائه مثل مارك روبينسون الذين يدفعون بأجندة مشروع 2025 المتطرفة، لنزع حرياتنا، ورفع كلفة المعيشة على عائلاتنا، والتراجع عن مكتسبات توسيع الرعاية الصحية، الذي قاتلنا بقوة من أجله".
وأضافت: "هذا السباق سيكون متقارباً للغاية، ولكننا بنينا حملة جاهزة للفوز بالسباقات المتقاربة، والوصول إلى كل ناخب عبر أرجاء الطيف السياسي في مدننا والمناطق الريفية".
وأظهر استطلاع لجامعة كويننيبيك الأسبوع الجاري، تقدم هاريس على ترمب بنسبة 49% مقابل 46% للرئيس السابق، في ولاية نورث كارولاينا، ضمن هامش الخطأ.
ورغم أنه من المرجح أن يكون السباق على الفوز بالولاية متقارباً للغاية، ولكن أرقام هاريس تشكل تحسناً ملحوظاً للديمقراطيين منذ انسحاب بايدن الذي كان ترمب يتقدم عليه بنسبة 48% لـ46% في أبريل.
وقال مسؤول بحملة هاريس إن فريقها يدخل مرحلة جديدة أكثر شراسة، مشيراً إلى أن موظفي الحملة أمضوا الأربعاء، يراجعون مناظرة الثلاثاء، لتجهيز إعلان سياسي جديد يذاع في الولاية.
ولأشهر عدة، ظل فريق جو بايدن مصراً على وجود مسار للفوز بالولاية، ولكن الرئيس عانى للتفوق فيها، مع فشله في تحفيز الناخبين الشباب.
ومنذ أن أصبحت هاريس المرشحة الديمقراطية للرئاسة تطوع أكثر من 20 ألف شخص في الحملة، ومن بينهم نحو ألفين في نورث كارولاينا.
وقالت أندرسون كلايتون رئيسة الحزب الديمقراطي في الولاية، إن الديمقراطيين سجلوا أكثر من 2500 طالب من جامعة أبالاتشيا، هذا العام، و200 آخرين من جامعة نورث كارولاينا.
وقالت كلايتون: "الشباب ليسوا كتلة واحدة، ونحن نهتم بالقضايا التي يبحث عنها الناخبين في ورقة الاقتراع".
