الناخبون الأميركيون في الخارج.. ساحة منافسة جديدة بين هاريس وترمب

بطاقات اقتراع للانتخابات الرئاسية الأميركية قبل إرسالها بالبريد في مقاطعة ويك بولاية نورث كارولينا. 5 سبتمبر 2024 - reuters
بطاقات اقتراع للانتخابات الرئاسية الأميركية قبل إرسالها بالبريد في مقاطعة ويك بولاية نورث كارولينا. 5 سبتمبر 2024 - reuters
دبي-الشرق

في ظل منافسة محتدمة داخل السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض، بين المرشح الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته كامالا هاريس، توجهت الأنظار نحو الناخبين الأميركيين في الخارج، وسط استطلاعات رأي متقاربة في أغلب الملفات بين المرشحين، بحسب ما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وبدأ أعضاء بارزون في الحزب الديمقراطي، مثل رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وعضو الكونجرس السابق عن ولاية تكساس، بيتو أورورك، والمدعي العام السابق، إريك هولدر، في جذب ملايين الأميركيين المقيمين في الخارج الذين يُنظر إليهم كناخبين محتملين لهاريس.

وفي مقطع فيديو مصور نشر نهاية الشهر الماضي، قالت بيلوسي في رسالة مُوجهة للناخبين في الخارج: "هذه الانتخابات هامة للغاية، ولا يُمكن تجاهلها". 

وأضافت: "الأميركيون المقيمون في الخارج لعبوا دوراً حاسماً في الفوز بسباقات رئيسية في عام 2016، مثل السيناتور ماجي حسن في نيو نيوهامشر، والحاكم روي كوبر في نورث كارولاينا، وكذلك جون أوسوف، ورافائيل وارنوك في عاميْ 2020 و2022 مع الرئيس جو بايدن". 

وتقدر وزارة الخارجية الأميركية عدد الأميركيين المقيمين في الخارج بنحو 9 ملايين شخص، وأظهر تقرير هيئة المساعدة الانتخابية عن الانتخابات الرئاسة لعام 2020 أن نحو 1.2 مليون بطاقة اقتراع أُرسلت إلى الناخبين المؤهلين في الخارج، وعاد أكثر من 900 ألف منها وقُدمت للفرز. 

وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن التصويت من الخارج أصبح "أسهل من أي وقت مضى"، مُوضحاً أن بعض الولايات تتيح التصويت الإلكتروني. كما أشار إلى إمكانية التصويت في السفارات أو القنصليات الأميركية.

ديمقراطيون وجمهوريون في الخارج

وفي وقت سابق من هذا الشهر، نظمت شبكة "الديمقراطيون في الخارج"، حدثاً عبر الإنترنت جمع عدداً من النجوم بهدف جمع 100 ألف دولار. 

وأوضحت رئيسة شبكة "الديمقراطيين في الخارج" في كندا، إيرين كوتيكي فيست، أن الأولوية الأساسية للمنظمة هي تشجيع أكبر عدد ممكن من الأميركيين على تسجيل أسمائهم للتصويت وإرسال بطاقات اقتراعهم في أسرع وقت ممكن.

وأضافت: "رسالتنا هي أنه مهما كانت المسافة التي تفصلك عن الوطن، فإن كل الانتخابات الأميركية تؤثر على أحبائك، وعائلتك، وأصدقائك في الداخل. ستؤثر على السنوات والعقود المقبلة. وهذا سيؤثر عليك أيضاً".

وقالت كوتيكي فيست، إن نحو 19 ألفاً من سكان جورجيا المقيمين في الخارج صوتوا في انتخابات 2020، حيث فاز بايدن بالولاية بفارق 11 ألفاً و779 صوتاً فقط، وبالمثل في أريزونا، أعاد 18 ألفاً و453 ناخباً من الخارج بطاقات اقتراعهم، وحقق بايدن فوزاً بفارق 10 آلاف و457 صوتاً. 

وتابعت: "نحن من دون شك عامل حاسم في الانتخابات، والعديد من الأشخاص لا يدركون مدى أهميتنا". 

وفي المقابل، لا يمتلك الجمهوريون المقيمون بالخارج مجموعة تمثلهم، إذ قالت الناطقة باسم اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، آنا كيلي، إن اللجنة "تعمل بشكل وثيق مع حملة ترمب للوصول إلى جميع الناخبين المؤهلين، بما في ذلك المقيمين في الخارج، لحشد الناخبين الجمهوريين بشكل غير مسبوق والفوز في 5 نوفمبر". 

وقال جريج سوينسون، رئيس مجموعة "الجمهوريون في الخارج" بالمملكة المتحدة، للصحيفة، إنه على الرغم من أن المجموعة لا تتمتع بارتباط رسمي بالحزب، إلا أنها تروج لإعادة انتخاب ترمب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمقابلات الصحافية، وتنظيم فعاليات لأعضائها البالغ عددهم 1500 عضو. 

وأضاف سوينسون: "قمنا بتوظيف 20 شخصاً بأجر كامل في بريطانيا، بالإضافة إلى متطوعين، لمتابعة بطاقات الاقتراع والمساعدة في تسجيل الناخبين".

وتمكنت مجموعة "الجمهوريون في الخارج" من جمع 2.5 مليون دولار في حملة جمع تبرعات لصالح ترمب في يونيو، في أكبر حملة جمع تبرعات تُجرى خارج الولايات المتحدة على الإطلاق.

وقدم الحزب الديمقراطي هذا العام، ولأول مرة، مبلغ يقدر بـ300 ألف دولار إلى مجموعة "الديمقراطيين في الخارج" لمساعدتها في جذب المغتربين من الولايات المتأرجحة مثل أريزونا، وجورجيا، وميشيجان، ونيفادا، ونورث كارولاينا، وبنسلفانيا، وويسكونسن. 

واعتبرت "فاينانشيال تايمز" ذلك "دليلاً على تزايد أهمية الناخبين في الخارج بالنسبة للحزب"، موضحة أن هذه الأصوات قد تكون "حاسمة" في الولايات المتأرجحة التي يُحتمل أن تحدد نتائج الانتخابات، حيث تتنافس هاريس وترمب، بشكل متقارب. 

تصنيفات

قصص قد تهمك