أثار تصريح سابق لرايان روث، المشتبه به فيما يبدو أنها محاولة لاغتيال المرشح الرئاسي الأميركي الجمهوري دونالد ترمب، الأحد، بأنه أقام في كييف خلال صيف 2022 للتشجيع على القتال من أجل أوكرانيا، تساؤلات عن طبيعة علاقاته مع السلطات في كييف، وهو ما اعتبرته روسيا "لعب بالنار له تبعات وعواقب".
وسافر المشتبه به روث إلى أوكرانيا، التي كان يدعمها صراحة، بعد غزو روسيا في 2022، وقال للصحافيين، حينها، إن هدفه المساعدة في تجنيد مقاتلين أجانب لدعم قضية كييف بعد رفض تطوعه لكبر سنه.
واحتوت حسابات شخصية على منصات "إكس" و"فيسبوك" و"لينكد إن" لشخص يدعى رايان روث على منشورات دعم لأوكرانيا، وعبارات تصف ترمب بأنه "خطر على الديمقراطية الأميركية".
ولم يتسن لوكالة "رويترز" تأكيد أن الحسابات خاصة بالمشتبه به، وامتنعت أجهزة إنفاذ القانون عن التعقيب، لكن إمكانية الوصول إلى الحساب المذكور على "فيسبوك" و"إكس" ألغيت بعد ساعات من إطلاق النار.
وتواصلت "رويترز" مع آدم، نجل المشتبه به، في متجر الأجهزة الإلكترونية الذي يعمل به في هاواي، الذي قال إنه لم يسمع بمحاولة الاغتيال، وإنه "لا يملك معلومات"، مضيفاً أنه لا يعتقد أن من الممكن أن يقدم والده على فعل شيء كهذا.
"صراع أبيض وأسود"
وفي مقابلة نشرتها صحيفة "نيوزويك رومانيا" في يونيو 2022، قل روث إن "الكثير من الصراعات الأخرى رمادية، لكن بالتأكيد هذا الصراع أبيض وأسود.. هذا أمر يتعلق بالخير ضد الشر".
وتشير تعليقاته إلى أنه كان في كييف في ذلك الوقت. لكن بعد مرور نحو 4 أشهر على الهجوم الروسي ضد أوكرانيا، قال روث، إنه يرى أن "الحرب وصلت إلى مرحلة حرجة"، داعياً إلى "مزيد من الدعم الدولي".
وعندما سئل عما كان يفعله في أوكرانيا، قال روث، إن هدفه في البداية كان القتال، لكنه تحول إلى مناصرة قضية أوكرانيا، وحشد تأييد آخرين لها بعد عدم قبوله بسبب سنه، وافتقاره للخبرة العسكرية.
وأضاف: "إذا لم ترسل الحكومات جيوشها الرسمية، فعلينا نحن المدنيين أن نحمل الشعلة ونقوم بذلك. معنا هنا بعض الأشخاص الرائعين، لكن عددهم قليل للغاية بالنسبة للعدد الذي يجب أن يكون هنا".
جهود التجنيد
ونفى الفيلق الدولي، وهي وحدة تابعة للقوات البرية بالجيش الأوكراني يخدم بها العديد من المتطوعين الأجانب، ارتباطه بروث.
وقال الفيلق لـ"رويترز": "نود أن نوضح أن رايان روث لم يكن قط جزءاً من الفيلق الدولي أو تابعاً له أو مرتبطاً به بأي شكل من الأشكال، وأي ادعاءات أو إشارات إلى خلاف ذلك غير دقيقة بالمرة".
وكان روث قال لموقع "سيمافور" الإخباري في مارس 2023، إنه كان يحاول تجنيد مقاتلين أفغان دربتهم الولايات المتحدة للقتال مع أوكرانيا ضد روسيا، لكن وزارة الدفاع في كييف لم توافق على إصدار تأشيرات لهم.
وقال مصدر رسمي في كييف، إن "السلطات تنظر في ما إذا كان له أي دور في أوكرانيا"، فيما لم ترد وزارة الدفاع حتى الآن على طلب للتعليق على ما ذكره روث.
وعرّف موقع "سيمافور" في المقال روث على أنه رئيس منظمة تدعى "المركز الدولي للمتطوعين" تساعد الأجانب الراغبين في دعم أوكرانيا من خلال الوسائل العسكرية والإنسانية.
وتواصلت "رويترز" مع منظمة إغاثة أوكرانية تحمل نفس الاسم، وقال مؤسسها إيان نيتوبسكي، إن "روث ليس له أي صلة بمنظمته غير الحكومية"، مضيفاً أنه "قد تكون هناك منظمة أو مجموعة أخرى غير مسجلة تستخدم الاسم ذاته".
"لعب بالنار"
وفي المقابل، قال الكرملين، الاثنين، إن ما قيل عن أن المشتبه في أنه حاول اغتيال ترمب له صلات بأوكرانيا يظهر أن "اللعب بالنار له تبعات وعواقب".
ولدى سؤاله عما وصفها مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي بأنها محاولة فيما يبدو لاغتيال ترمب، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "ليس نحن من يجب علينا التفكير في ذلك، بل أجهزة المخابرات الأميركية، على أي حال اللعب بالنار له عواقب".
ووفقاً لـ"رويترز"، بدا أن التعليق يشير إلى دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا ضد روسيا.