قالت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إنها تجمع معلومات عن تفجيرات أجهزة البيجر Pager اللاسلكية، في لبنان، مشددة على أنها "ليست ضالعة" في هذا الأمر، وأنها "لم تكن على علم مسبق بوقوعها".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير "أؤكد أننا لم نكن على علم مسبق بتفجير مئات أجهزة البيجر في لبنان، ولسنا متورطين فيه، وليس لدينا أي معلومات في الوقت الحالي بشأن ما حدث في لبنان".
بدوره، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي، أنه لا يوجد أي تقييم لدى الولايات المتحدة حالياً، بشأن الجهة وراء تلك العملية.
ورداً على أسئلة بشأن افتراض مسؤولية إسرائيل عن التفجيرات، وما إذا كان ذلك يعقد الأمور بشأن التهدئة في لبنان، قال "لا أريد أن أعلق على تأثير أي حادثة منفصلة على مسار التهدئة في لبنان، ولكن السياسة الأميركية في هذا الشأن كانت دوماً متسقة، وهي البحث عن حل دبلوماسي للنزاع بين إسرائيل وحزب الله يسمح بعودة النازحين الإسرائيليين إلى الشمال مرة أخرى".
وتابع: "الولايات المتحدة تشعر بالقلق، إزاء أي حدث من شأنه تصعيد التوتر، ورسالة واشنطن في هذا الصدد لإسرائيل والأطراف الأخرى هي فعل كل ما يلزم لتهدئة الوضع".
لا حل بدون وقف النار في غزة
وقال ميلر إنه لكي يتم التوصل إلى حل دبلوماسي في شمال إسرائيل، يجب العودة إلى النقطة الأساسية، وهي "التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، وتابع: "ولهذا نواصل الدفع باتجاه وقف إطلاق النار في القطاع، لأنه سيسهل من التوصل لحل على جبهة لبنان".
وحض ميلر إيران على "عدم استغلال أي حادثة لزيادة التوتر وزعزعة الاستقرار في المنطقة".
وقال إن واشنطن تعمل مع مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وأشار إلى أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن "في طريقه إلى مصر للقاء مسؤولين مصريين بشأن اتفاق وقف إطلاق النار".
وذكر أن على رأس أجندة بلينكن التوصل إلى اتفاق "يحظى بموافقة الطرفين"، ولكنه رفض منح جدول زمني لتلك المفاوضات.
ورداً على سؤال لـ"الشرق" عما إذا كان يعتقد أن ذلك الهجوم استهدف أهدافاً مشروعة بعد سقوط مدنيين في الانفجارات، قال ميلر: "لن أعلق على تلك الحادثة بالتحديد، ولكن ما نعتقده هو أن المدنيين ليسوا أهدافاً مشروعة، ولا يجب على أي دولة أو منظمة استهداف المدنيين"، ولكنه أضاف أن "أعضاء المنظمات الإرهابية، هي أهداف مشروعة"، وفق قوله.
"تفجيرات البيجر"
وأدت سلسلة من التفجيرات المتزامنة لأجهزة النداء اللاسلكي Pagers في لبنان إلى سقوط 9 ضحايا بينهم طفلة، وإصابة 2800 آخرين بجروح، بينهم 200 في حالة حرجة.
وأعلن "حزب الله" بدء "تحقيق واسع النطاق أمنياً وعلمياً لمعرفة أسباب الانفجارات، وحمل إسرائيل "المسؤولية كاملة" عن هذا "العدوان الإجرامي" الذي "طال المدنيين".
وقال "حزب الله" في بيان، إنه "قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر الثلاثاء، انفجر عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالـ Pagers، والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات (حزب الله) المختلفة".
ووصف الحزب أسباب هذه الانفجارات بـ"الغامضة"، مشيراً إلى أن الأجهزة المختصة التابعة له تقوم حالياً بـ"إجراء تحقيق واسع النطاق أمنياً وعلمياً لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة".
وفي بيان منفصل لاحق، حمل الحزب إسرائيل "المسؤولية الكاملة"، وقال في بيان على تليجرام: "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى بعد ظهر هذا اليوم، فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي، والذي طال المدنيين أيضاً، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة".