تقاطرت التهديدات الكاذبة بوجود قنابل على مدينة صغيرة في أوهايو منذ المناظرة الرئاسية الأسبوع الماضي، عندما ادعى الرئيس السابق دونالد ترمب أن مهاجرين من هايتي في سبرينجفيلد، يقومون باختطاف وأكل القطط والكلاب.
وعزز زميل ترمب في بطاقة الترشح، المرشح لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس من ولاية أوهايو، الشائعات التي تم فضحها على الإنترنت حول المهاجرين الهايتيين، تقول وكالة "أسوشيتد برس"، حيث انتقد الجمهوريان سياسات الهجرة لإدارة الرئيس جو بايدن والتي تدعمها منافسة ترمب في السباق الرئاسي الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس.
ويعترف مسؤولو المدينة بالصعوبات المتزايدة الناجمة عن تدفق حوالي 15 ألف مهاجر من هايتي، لكنهم يقولون إنه لا يوجد دليل يدعم الادعاء بأنهم يأكلون الحيوانات الأليفة.
وتم توجيه أكثر من 30 تهديداً بوجود قنابل في المدارس والمباني الحكومية ومنازل مسؤولي المدينة منذ الأسبوع الماضي، مما تطلب إجراء عمليات إخلاء وإغلاق العديد من المؤسسات الحكومية. وألغت سبرينجفيلد احتفالها السنوي بالتنوع والفنون والثقافة رداً على التهديدات، وفي يوم الثلاثاء، تم نشر شرطة الولاية في مدارس المدينة.
من يقف وراء التهديدات المزيفة؟
الجهات الأجنبية، في المقام الأول. وذلك وفقاً لحاكم ولاية أوهايو، الجمهوري مايك ديواين، الذي كشف أن معظم التهديدات تأتي من الخارج. ويقول مكتب الحاكم إن تحقيقاً جنائياً أجرته وكالات إنفاذ القانون المختلفة حدد أن "الغالبية العظمى" من التهديدات كانت من جهات دولية في الأصل. ولم يقدم المسؤولون مزيداً من المعلومات حول كيفية تحديد المحققين أنها جاءت من بلد أجنبي، ولم يكشف ديواين عن اسم البلد.
إجراءات أمنية
أرسل حاكم ولاية أوهايو العشرات من عناصر الشرطة في ولاية أوهايو إلى جميع المدارس الثماني عشرة في المدينة، حيث سيتم إجراء عمليات تفتيش مرتين في اليوم لمنع المزيد من الاضطراب والمساعدة في طمأنة الآباء والطلاب بأن المباني آمنة. حتى مع زيادة وجود الشرطة، لا يزال العديد من الآباء يمنعون أطفالهم من الذهاب إلى المدرسة.
وفي الوقت نفسه، تم وضع كاميرات أمنية في أماكن استراتيجية في المدينة، وتم إرسال كلاب لاكتشاف القنابل إلى سبرينجفيلد، وستكون متاحة على مدار الساعة.
وتعهد حاكم ولاية أوهايو بتقديم 2.5 مليون دولار على مدى عامين لزيادة الدعم للرعاية الصحية الأولية. كما يساعد عناصر فرقة دورية الطرق السريعة في الولاية سلطات إنفاذ القانون المحلية في إنفاذ قوانين المرور. وقال ديواين إن العديد من الهايتيين هم سائقون عديمو الخبرة وغير ملمين بقوانين المرور الأميركية.
ويوم الثلاثاء، قال مسؤولو المدينة إن المعلومات المضللة والأكاذيب حول المهاجرين الهايتيين زرعت الخوف والانقسام، وعطلت التعليم وكلف دافعي الضرائب أموالهم. وفي بيان، توسلوا إلى الشخصيات العامة وأعضاء المجتمع ووسائل الإعلام لـ"الانتقال إلى ما هو أبعد من الخطاب الانقسامي والعمل بدلاً من ذلك نحو تعزيز الوحدة والتفاهم والاحترام". ولم يذكر البيان ترمب أو فانس بالاسم.
وقال عمدة سبرينجفيلد، روب رو، إن تدفق المهاجرين يرهق الشرطة والمستشفيات والمدارس. كما انتقد الحكومة الفيدرالية، قائلاً إن المدينة طلبت المساعدة منذ أشهر. لكنه دعا قادة البلاد يوم الثلاثاء إلى "ضبط كلماتهم والتحدث بالحقيقة".
لماذا انتقل العديد من الهايتيين إلى سبرينجفيلد؟
فقدت سبرينجفيلد وظائف التصنيع، وانخفض عدد سكانها بشكل كبير نتيجة لذلك في نهاية القرن الماضي. لكن المدينة بذلت جهوداً كبيرة لجذب أصحاب الشركات والمهاجرين الهايتيين، وساعد هؤلاء في تلبية الطلب المتزايد على العمالة في المصانع والمستودعات. وبعدما أصبح الأمر معروفاً، تقاطر الهايتيون بأعداد أكبر على مدى السنوات القليلة الماضية.
وجاء الهايتيون إلى سبرينجفيلد وأماكن أخرى في الولايات المتحدة هرباً من العنف في وطنهم. ويوجد العديد من الهايتيين في الولايات المتحدة بموجب برنامج فيدرالي يسمى "الوضع المحمي المؤقت"، والذي يسمح لهم بالعيش والعمل مؤقتاً في الولايات المتحدة لأن الظروف تعتبر خطيرة للغاية بالنسبة لهم للعودة إلى هايتي.
استياء المهاجرين الهايتيين
يقول أعضاء المجتمع الهايتي، إنهم شعروا بعدم الارتياح حتى قبل أن يطلق ترمب وفانس الإشاعات بشأن أكل الحيوانات الأليفة، حيث استاء السكان القدامى من تأثير الوافدين الجدد على الوظائف والإسكان وحركة المرور.
وقالت روز ثامار جوزيف، في مركز المساعدة والدعم المجتمعي الهايتي في سبرينجفيلد لـ"أسوشيتد برس"، الأسبوع الماضي: "يتحدث بعضهم عن العيش في خوف. وأضافت: "إن بعضهم خائفون على حياتهم".
وفي قداس الكنيسة، الأحد، أشارت ميا بيريز إلى أن ابنتها تم إجلاؤها من المدرسة مرتين الأسبوع الماضي.
وقالت بيريز للوكالة: "يُسأل الأطفال في المدرسة من قبل أطفال آخرين: كيف طعم الكلب؟ كيف طعم القطة؟"وتابعت "تَسألني ابنتي، هل نحن من النوع الهايتي الذي يأكل هذا النوع من الأشياء؟ هل هذا صحيح؟ ماذا يحدث؟"
وأضافت: "لم أكن مستعدة لإجراء هذه محادثة مع ابنتي. شعرت بعدم احترام ثقافتنا".