قال 3 مسؤولين أميركيين الأربعاء، إن إسرائيل قررت تفجير أجهزة "البيجر" التي يحملها عناصر جماعة "حزب الله" اللبنانية الثلاثاء، وسط مخاوف من أن الجماعة كانت قريبة من اكتشاف "عمليتها السرية"، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي.
وقال المسؤولون إن إسرائيل كانت تخطط في الأصل لتفجير الأجهزة، كضربة افتتاحية في حرب شاملة مع "حزب الله"، ولكنها اختارت أن تتحرك مبكراً، حين علمت بأن عضواً في "حزب الله" أصبح مرتاباً في تلك الأجهزة، وخطط لتنبيه قادته، ما كان يعني أن الخيار أمام إسرائيل كان "نستعملها أو نخسرها"، في إشارة إلى الأجهزة المفخخة، وفق ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ووقعت تفجيرات الثلاثاء والأربعاء، وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، وهو ما يخشى مسؤولون أميركيون من أنه قد يتطور إلى حرب شاملة. وتوعد حزب الله بالرد على الهجوم، الذي قتل 9 أشخاص بينهم طفلة، وجرح 2800 آخرين، وفق حصيلة الثلاثاء فقط، فيما سقط في هجمات الأربعاء، 14 شخصاً، وجرح المئات.
وقال مسؤول إسرائيلي سابق مطلع على العملية إن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تخطط لاستخدام الأجهزة المفخخة، التي نجحت في زرعها بين صفوف عناصر حزب الله، كضربة مفاجئة حال اندلاع حرب شاملة مع الحزب، لمحاولة شل قدراته.
مخاوف من اكتشاف العملية
وذكر مسؤول أميركي حالي لـ"أكسيوس" إن المسؤولين الإسرائيليين شعروا بالقلق من أن "حزب الله"، قد يكتشف العملية، فقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار قادة الأجهزة الأمنية والجيش والاستخبارات استخدام الأجهزة المفخخة الآن، بدلاً من المخاطرة بفقدانها، إذا اكتشفها "حزب الله".
وقال مسؤول أميركي لـ"أكسيوس" إنه حينما زار مبعوث البيت الأبيض آموس هوكستين إسرائيل الاثنين، لمناقشة التهدئة على جبهة لبنان، كان نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، وكبار مسؤولي الحكومة منخرطين في مشاورات امتدت لساعات بشأن العملية، وكونها معرضة للفشل.
وأشار المسؤول إلى أن الإسرائيليين لم يبلغوا هوكستين ولا حتى بتلميح عما كان يجري وراء الكواليس.
مكالمة الدقائق الأخيرة لواشنطن
وقبل دقائق من تفجيرات الثلاثاء، والتي جرت عبر أرجاء لبنان، اتصل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بنظيره الأميركي لويد أوستن، وأخبره بأن إسرائيل على وشك تنفيذ عملية في لبنان قريباً، ولكنه رفض إطلاعه على أي تفاصيل.
وقال مسؤول أميركي إن الإسرائيليين لم يخبروا الولايات المتحدة بشأن أي تفاصيل عن العملية، ولكنهم قالوا إن مكالمة جالانت كانت تهدف لتجنب إبقاء الولايات المتحدة في الظلام تماماً، بشأن العملية.
ورغم ذلك، قال مسؤولون أميركيون إنهم لا يعتبروا أن مكالمة جالانت كانت بمثابة إعلام مسبق لواشنطن، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الثلاثاء، إن واشنطن "لم تكن على علم بتلك العملية، ولم تكن ضالعة فيها"، وهي نفس التصريحات التي خرجت عن البيت الأبيض، والبنتاجون.
وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن "حزب الله" قد يطلق هجوماً انتقامياً كبيراً ضد إسرائيل، أو قد لا يتخذ أي إجراء في الوقت الحالي، خوفاً من وجود خروقات أمنية أخرى، ليس على دراية بها، وقد تستغلها إسرائيل.
وكان أوستن قد حذر جالانت في مكالمة الأحد، من العواقب الوخيمة التي قد يجلبها التصعيد على إسرائيل، ولبنان، والإقليم.