الإليزيه ينفي استقالة ميشيل بارنييه في أعقاب أزمة تشكيل الحكومة

الخلافات تتصاعد بين ماكرون ورئيس حكومته بشأن أسماء الوزراء

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث مع رئيس الوزراء ميشيل بارنييه أثناء زيارته للمعرض الزراعي الدولي في باريس، 23 فبراير 2019 - Reuters
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث مع رئيس الوزراء ميشيل بارنييه أثناء زيارته للمعرض الزراعي الدولي في باريس، 23 فبراير 2019 - Reuters
دبي-الشرق

اشتدت الخلافات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس حكومته المعين حديثاً ميشيل بارنييه، بسبب عدم التوافق على أسماء الوزراء المقترحين لتشكيل الحكومة التي طال انتظارها، فيما نفى الإليزيه شائعة استقالة بارنييه في أعقاب هذه الأزمة.

وذكرت صحيفة "لوموند" أن بارنييه قدّم الثلاثاء، مسودة أولية تضم أسماء وزراء مقترحين لمناصب حكومية للرئيس ماكرون، ورفضها في وقت لاحق بدعوى أنها غير متماسكة، ويهيمن عليها الجمهوريين.

ولم تضم اللائحة الأولية المقترحة سوى عدد قليل من الكتلة الماكرونية وهو ما رفضه الرئيس، معتبراً أنها ليست "حكومة وحدة وطنية".

وقال مصدر مقرب من بارنييه لموقع قناة BFMTV إن "رئيس الوزراء غاضب وقلق وقابل للانفجار"، ويضيف: "إذا استقال، فستكون هذه بداية المشاكل". وأضاف أن الخاسر هو ماكرون.. "سننتقل من الحل الهش إلى اللاحل على الإطلاق".

وفي وقت لاحق، نفت الرئاسة الفرنسية استقالة ميشيل بارنييه من الحكومة، وقال مصدر مقرب من ماكرون لموقع قناة BFMTV، إن العلاقات بين الرئيس ورئيس الوزراء جيدة جداً. ويضيف: "إن الأمر يتقدم، وإن رئيس الوزراء يواصل عمله".

واقترح رئيس الوزراء الجديد تعيين برونو ريتيللو، وهو مشرع جمهوري، لمنصب وزير الداخلية، ولوران فوكييز، الذي انتخب مؤخراً رئيساً للمجموعة البرلمانية لليمين الجمهوري، لوزارة لاقتصاد، وآني جنيفارد نائبة رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان)، لمنصب وزيرة الزراعة، وديدييه ميجو لوزارة العدالة.

كما ضمت اللائحة الأولية الوزراء المستقيلين، وهم سيباستيان ليكورنو (وزير الدفاع)، وكاثرين فوترين (وزيرة العمل)، ورشيدة داتي (وزيرة الثقافة).

أقلية تفاوض على وزارات

وحصل حزب الجمهوريين على 47 مقعداً فقط خلال الانتخابات الأخيرة، مقابل 97 لمعسكر ماكرون، لكن ذلك لم يمنعه من المطالبة بما بين ربع وثلث الوزارات، بما فيها تلك التي تسمى "وزارات ملكية" (الداخلية والعدل والاقتصاد)، وفق "لوموند".

واعتبر مصدر من الجمهوريين أن ماكرون خرج من الباب، وعاد من النافذة، فهو يفرض جابرييل أتال (رئيس الوزراء السابق) وجيرالد دارمانين (وزير الداخلية السابق) على بارنييه لتدميره، وأضاف: "إنهم لا يفون بالتزاماتهم التي قطعوها قبل 10 أيام بالكاد"، وفق BMTV.

ويشير زعيم كتلة الجمهوريين في مجلس الشيوخ، برونو ريتيللو، إلى أن حزبه "هو القوة السياسية الأولى عندما تجمع أعضاء مجلس الشيوخ (131) والنواب".

وكان ماكرون استقبل، الأربعاء، 15 نائباً من نواب النهضة والحركة الديمقراطية وحزب الآفاق. وعبر هؤلاء النواب عن انزعاجهم من احتمال تشكيل "حكومة يهيمن عليها حزب الجمهوريين"، حيث يتعين على المعسكر الرئاسي أن يكتفي بمناصب تابعة، وحذروا من أنه إذا كان الأمر كذلك، فلن يتمكنوا من دعم حكومة بارنييه.

ووفقاً لعدد من الذين شاركوا في اللقاء مع الرئيس الفرنسي، فإن ماكرون "وافق بشدة"، وشجع مضيفيه على "التعبير عن حقيقة أن هذا لا يناسبهم".

وبعد محادثات مع زعماء الجمهوريين اليمينيين ومجموعة الرئيس الوسطية، قال بارنييه في وقت سابق، إن المناقشات تسير على ما يرام وكانت "مليئة بالطاقة".

وفي مقابلة تلفزيونية الأحد، قال بارنييه (73 عاماً)، إنه على استعداد لاختيار وزراء من مختلف الطيف السياسي، بما في ذلك "أشخاص من اليسار".

وعين ماكرون، بارنييه رئيساً لوزراء فرنسا بعد مشاورات "معقدة" استمرت قرابة الشهرين.

تصنيفات

قصص قد تهمك