إسرائيل تشن سلسلة غارات كثيفة على جنوب لبنان وتعلن استهداف منصات صواريخ

إسرائيل تتوعد حزب الله بدفع "ثمن متزايد" وتعلن دخول الحرب "مرحلة جديدة"

لبنانيون يشيعون عناصر في "حزب الله" سقطوا في تفجيرات أجهزة اللاسلكي، الضاحية الجنوبية، لبنان. 19 سبتمبر 2024 - Reuters
لبنانيون يشيعون عناصر في "حزب الله" سقطوا في تفجيرات أجهزة اللاسلكي، الضاحية الجنوبية، لبنان. 19 سبتمبر 2024 - Reuters
دبي-الشرق

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الخميس، إن إسرائيل دخلت "مرحلة جديدة من الحرب"، متوعداً جماعة "حزب الله" اللبنانية بـ"دفع ثمن متزايد"، فيما شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات كثيفة على القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وأعلن استهداف 30 منصة صواريخ في المنطقة، وسط تفاقم المخاوف من التصعيد واتساع دائرة الحرب.

وأضاف جالانت خلال اجتماع مع قادة الجيش ومسؤولين في وزارة الدفاع، إن "هذه مرحلة جديدة من الحرب، وهي فرصة كبيرة، ولكنها تحمل أيضاً مخاطر عالية"، لافتاً إلى أن "حزب الله يشعر بأنه مطارد مع استمرار عملياتنا العسكرية"، وفق قوله.

وشدد الوزير على أن "الهدف هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان"، متوعداً "حزب الله"، الذي تحدى أمينه العام حسن نصر الله، الخميس، إسرائيل أن تستطيع تحقيق هذا الهدف، بـ"دفع ثمن متزايد".

وجاء ذلك بعدما قال مسؤول إسرائيلي لشبكة CNN، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ووزير الدفاع ووزير الخارجية يسرائيل كاتس أجروا، الخميس، مشاورات أمنية في مقر الجيش الإسرائيلي بتل أبيب.

استهدافات جديدة

ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة من الغارات الكثيفة مستهدفاً القطاع الشرقي من جنوب لبنان، لا سيما أطراف المحمودية والجرمق والعيشية وصولاً إلى الضفاف الشرقية لنهر الليطاني وأطراف مرتفعات جبل الريحان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، "قيام طائرات حربية لسلاح الجو باستهداف نحو 30 منصة صاروخية وبنى عسكرية لـ(حزب الله) شملت نحو 150 فوهة إطلاق كانت جاهزة لتنفيذ عمليات إطلاق قذائف نحو إسرائيل"، بحسب ما أورده المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس".

وذكر الجيش كذلك، أنه تم استهداف مباني عسكرية ومستودع أسلحة لـ"حزب الله" في مناطق متفرقة من جنوب لبنان.

نصر الله يتوعد

وتأتي هذه التصريحات والهجمات بعد ساعات من اعتبار الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية، حسن نصر الله، الخميس، أن إسرائيل "تجاوزت" كل الخطوط الحمراء من خلال تفجيرات أجهزة النداء "بيجر" (Pagers)، والاتصال اللاسلكي التي كان يحملها عناصر الحزب في لبنان، واصفاً ما حدث الثلاثاء والأربعاء، بأنه "مجزرة" و"إعلان حرب"، ومتوعداً تل أبيب بقوله إن "الحساب سيأتي".

ويحمّل لبنان و"حزب الله" إسرائيل المسؤولية عن الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصال التي تستخدمها الجماعة، وتسببت في قتل 37 شخصاً، وإصابة نحو 3 آلاف، مما يزيد العبء على المستشفيات اللبنانية.

ولم تعلق إسرائيل مباشرة على الهجمات، لكن عدة مصادر أمنية قالت إن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" ربما يكون نفذها، بحسب وكالة "رويترز".

وقال نصر الله في خطابه المتلفز: "تعرضنا لضربة كبيرة أمنياً وإنسانياً وغير مسبوقة في تاريخ لبنان، وقد لا تكون مسبوقة في تاريخ الصراع مع العدو، وقد لا تكون مسبوقة على مستوى العالم بهذا النوع".

واعتبر أن تهديد إسرائيل بالدخول إلى الأراضي اللبنانية "فرصة تاريخية ونحن نتمناها"، مضيفاً: "ما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال، وسيبعد فرصة إعادتهم".

وأضاف: "لا شك أن ما حدث عدوان كبير وغير مسبوق سيواجه بحسابٍ عسير وقصاصٍ عادل من حيث يحتسبون، ومن حيث لا يحتسبون، وبالنسبة للحساب العسير فالخبر هو في ما سترونه لا في ما ستسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة".

دعوة أميركية بـ"عدم التصعيد"

وفي واشنطن، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي، أن الولايات المتحدة تريد إعادة الهدوء في المنطقة و"عدم التصعيد"، وقال: "الآن، يمكن لنصر الله أن يوقف الهجمات الإرهابية على إسرائيل، وأضمن لك، إذا فعل ذلك، أننا سنضغط على إسرائيل للحفاظ على الهدوء من جانبها".

وأشار ميلر رداً على سؤال لـ"الشرق"، إلى أن واشنطن "تواصل دفع جميع الأطراف باتجاه عدم تصعيد الصراع، وعدم السماح له بالخروج عن السيطرة نحو حرب لا نعتقد أنها تخدم مصالح أي من الطرفين".

وتابع: "نحن نريد حلاً دبلوماسياً، لن أتحدث علناً عن الشكل الذي سيبدو عليه هذا الحل، ولا أعتقد أن ذلك سيكون مفيداً" في الوقت الحالي.

تصنيفات

قصص قد تهمك